بصمت وبعيدا عن الإعلام والإهتمام، أنتقل إلى رحمة الله صباح اليوم الأحد المصادف 23 كانون أول الحالي الكاتب الصحفي العراقي والمحلل الإستراتيجي ورئيس تحرير صحيفة (حقوق) الألكترونية عبد الجبار محسن سلمان اللامي عن عمر تجاوز السبعين عاما.. بينما نعت حركة القوى الوطنية والقومية (حقوق) الراحل وقال الدكتور حميد الكعود رئيس المكتب السياسي للحركة ان الفقيد كان مثالاً للوطني المخلص لوطنه العراق، والقومي الوفي لعروبته، وصاحب الخلق الرفيع، والمترفع عن الصغائر.
وقد ادخل عبد الجبار محسن الخميس الماضي مستشفى الأمير حمزة في العاصمة الاردنية عمان، بعد تعرضه لوعكة صحية حادة، نقل على أثرها للعناية المركزة قبل أن ينتقل فجر اليوم إلى بارئه عز وجل.
وعمل عبد الجبار في الصحافة العراقية وشغل العديد من المناصب خلال مسيرته الصحفية، أبرزها رئاسته لتحرير صحيفة القادسية اليومية العراقية، ومدير التوجيه السياسي للجيش العراقي اثناء الحرب الايرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، والمستشار الصحفي للرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكان يحمل رتبة لواء في الجيش العراقي.
وغادر عبد الجبار بعد إحتلال العراق عام 2003 باتجاه العاصمة الأردنية عمان، شأنه في ذلك شأن الكثير من العراقيين، مفضلا الركون إلى الصمت عن المرحلة التاريخية التي عاشها رغم أعترافه بالأخطاء التي حصلت فيها والذي كان هو أحد قيادات تلك المرحلة التاريخية.
إلا أن صمته لم يدم طويلا، فقد خرج في وسائل الإعلام العراقية، ليقدم جردة حساب لتاريخ عاشه هو بكل ما فيه من سلبيات، عندما أكد أن الظروف الموضوعيَّة لا تسمح بعودة حزب البعث الى العراق وان البعثيين لا نصيب لهم داخل هذا البلد، وأن الشعب العراقي لن يغفر جرائم هذا الحزب، فهل يجوز لاحد ان يغفر لقوم أذلوه؟ فاذا جاز ذلك يمكن ان يغفر الشعب العراقي للبعثيين. ولو شارك البعثيون في الانتخابات فلن يحصلوا على مقعد واحد لأنَّ لا حصة لهم في جنوب العراق وفي الوسط الكردي وحتى بالمناطق التي تسمى “الوسط السني” بحسب وصفه.
ووصف محسن عزت الدوري بأنه طائفي متعصب ويمتلك قدرة كبيرة من التعصب لنفسه وطائفته، وإن قيادات البعث التي كانت تحيط برئيس النظام السابق لم تكن تفكر بالعراق بقدر ما كانت تفكر بامتيازاتها ومصالحها وانهم كانوا عبارة عن دوائر نفاق تعمل لصالحها.
واكد ان مقاومة الاحتلال يجب ان تكون وفق أسس عقائديَّة وهذا مايفتقده حزب البعث. واضاف انَّ ”المواطن العراقي من حقِّه أن يقول ان بقاء الاحتلال افضل من عودة اشخاص كانوا يقتلون ابناء الشعب قبل عشر سنوات من الآن لذلك اعلن نبأ موت حزب البعث ونستطيع ان نقرأ عليه الفاتحة”.
ولم يكتف عبد الجبار بذلك بل أزال الغموض عن واحدة من أهم القضايا التي أرقت المواطن العراقي والتي تلت الإنتفاضة الشعبانية عام 1991، عندما أتهم بأنه كان يكتب سلسلة مقالات موجهة ضد ابناء الجنوب العراقي، عندما أكد في مقال نشره موقع (كتابات) أن صدام حسين هو من كان يكتب تلك المقالات وأنها كانت تأتيه في مغلف مختوم ليس عليه سوى نشرها في الصفحة الأولى ومن دون أي تدخل منه.
وكان الخروج من الصمت لعبد الجبار محسن أعترافا ليس متأخرا بالخطأ وتشخيصا لمكامن الخلل في تجربة حكم امتدت لعقود، وهي شهادة وفاة “حزب البعث” في تاريخ المشهد العراقي الحالي الذي تصارعت وتداخلت فيه المشاهد كثيرا، واصبحت التجارب الحزبية والسياسية في بلاد الرافدين حبلى بضرورات المراجعات الدقيقة والصادقة لتقييمها وإعادة المشهد في البلاد على سكته الصحيحة ليمضي قطار البلاد نحو آفاق رحبة للبلاد والعباد.
حركة حقوق تنعى محسن
وقد نعت حركة القوى الوطنية والقومية (حقوق) الراحل عبد الجبار محسن وقال الدكتور حميد الكعود
رئيس المكتب السياسي للحركة ان الفقيد كان مثالاً للوطني المخلص لوطنه العراق، والقومي الوفي لعروبته، وصاحب الخلق الرفيع، والمترفع عن الصغائر.
وفيما يلي نص النعي الذي تسلمت “كتابات” نسخة منه :
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) صدق الله العظيم
عبدالجبار محسن سلمان اللامي في ذمة الله
تنعى حركة القوى الوطنية والقومية “حقوق” رئيس تحرير جريدتها الاستاذ عبدالجبار محسن سلمان اللامي الذي وافته المنية فجر اليوم الاحد الموافق 23 كانون الاول 2012 في مستشفى الامير حمزة عمان – الاردن.
لقد كان رحمه الله مثالاً للوطني المخلص لوطنه العراق، والقومي الوفي لعروبته، وصاحب الخلق الرفيع، والمترفع عن الصغائر…
فعزاؤنا انه ذاهب لينهل مما يجزي به الله عباده المؤمنين المخلصين.
التعازي الحارة لاسرته ومحبيه.
وصبراً جميلاً ان الله يحب الصابرين.
الدكتور حميد الكعود
رئيس المكتب السياسي
حركة القوى الوطنية والقومية (حقوق)
23/كانون الاول/2012