اعلن في اربيل اليوم ان رئيس أقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أطلع على الوضع الصحي للرئيس العراقي جلال طالباني الذي يعالج في المانيا من جلطة دماغية اصيب بها اواخر عام 2012 من دون توضيح طبيعة هذا الوضع الامر الذي اثار شكوكا بعدم وجود تحسن ملموس في صحته حيث يعاني من شبه شلل في جانبه الايسر من جسده.
وقالت رئاسة الاقليم في بيان اليوم ان بارزاني قد اطلع في برلين على حالة طالباني “عن قرب” موضحة انه تمنى له الصحة والسلامة من دون توضيح لحالة طالباني الصحية ومتى تمت زيارة بارزاني للرئيس العراقي وفيما اذا كان يتماثل للشفاء حقا كما يؤكد طبيبه الخاص وعقيلته هيرو ابراهيم احمد .. كما لم يتم نشر اي صور عن اللقاء.
وهذه هي المرة الاولى التي يقابل فيها مسؤول عراقي كبير لطالباني منذ ترحيله الى المانيا اواخر عام 2012 اثر اصابته بجلطة دماغية خطيرة ليعالج في احدى مستشفياتها منذ ذلك الوقت.
وكان الدكتور نجم الدين عمر كريم الطبيب الخاص لطالباني قد اكد في تصريح صحافي اواخر الشهر الماضي استمرار تحسن الحالة الصحية للرئيس العراقي وقال انه قام بجولة بالسيارة في انحاء العاصمة الالمانية موضحا أنه “يتابع الاحداث الجارية في العراق”.
وسبق للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ان اقترح في ايار (مايو) العام الماضي ترتيب زيارة لمسؤولين عراقيين لطالباني للاطلاع عن قرب على وضعه الصحي لكن عائلته رفضت الاستجابة للطلب . واكد الصدر قلقه على صحة طالباني وعلى ما سيؤول اليه العراق داعيا الى تشكيل وفد رفيع للاطمئنان على صحته واطلاع الشعب العراق على وضعه. وقال ا في بيان لقد “زاد قلقي عل صحة فخامة الرئيس من جهة وعلى ما آل إليه العراق بدون رئيس جمهورية أو ما سيؤول إليه لا سمح الله” . ودعا الصدر وجهاء العراق وعشائره وأطبائه إلى “تشكيل وفد مرموق وتخصصي لزيارة طالباني والاطمئنان على صحته ولكي لا نكون قد قصرنا في محنته الصحية لا أخلاقيا ولا اجتماعيا ولا وطنيا إضافة إلى الاطمئنان على مصير العراق وهل لنا أمل برجوعه أم لا ؟” كما قال . ودعا الوفد الى ضرورة إطلاع “الشعب العراقي المظلوم على الحقائق وطمانته لكى نفرغ ذممنا أمام الله تعالى وأمام شعبنا الحبيب”.
تناقض المعلومات حول صحة طالباني
ومنذ اصابته بالجلطة ونقله الى المانيا والتقارير الرسمية عن صحة طالباني تتناقض في معلوماتها بين تحسن صحته وقرب عودته الى بلده وبين تدهورها وموته سريريا .
وقد نأت رئاسة حكومة أقليم كردستان بنفسها في الثامن عشر من اب (أغسطس) الماضي عن تقارير اشارت الى ان رئيسها نجيرفان بارزاني قد اكد خلال اجتماع مع القادة الامنيين مؤخرا وفاة طالباني وقال سكرتيره الصحافي سامي أركوشي في تصريح صحافي وزع على الاعلام ان ماتداولته مواقع الكترونية عن تاكيدات بارزاني خلال اجتماع ببعض قادة الاجهزة الامنية التابعة لحكومة الاقليم وفاة الرئيس العراقي وان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني لم يعلن الخبر منتظرا ظرفا مواتيا لذلك غير صحيحة.
ومن جهته اكد الدكتور نجم الدين كريم الطبيب الخاص لطالباني منتصف ايلول (سبتمبر) الماضي
انه تحدث معه حول اخر التطورات على الساحة العراقية والكردستانية وان صحته جيدة جدا ويتلقى علاجه بشكل جيد مشيرا الى ان معلومات غير صحيحة تنشر حول وضعه كلما كانت هناك انتخابات.
وقال كريم وهو محافظ محافظة كركوك العراقية الشمالية المخول رسميا بالتحدث عن وضع طالباني الصحي ان الرئيس بصحة جيدة جداً وهو يتلقى العلاج بشكل جيد، ولكن هناك اناساً ينشرون تصريحات غير صحيحة حول صحة الرئيس كلما كانت هناك انتخابات .
ومن جهتهم رفض قياديون في الاتحاد الوطني الكردستاني الحديث عن وضع طالباني الصحي واشاروا الى ان الاتحاد خول محافظة كركوك نجم الدين كريم حصرا للتصريح بشان حالة الرئيس حيث اشار الى ان صحة الرئيس طالباني مستقرة وعودته الى البلاد باتت قريبة .
معروف ان طالباني يعاني من أزمات صحية منذ عام 2007 حيث نقل حينذاك الى مستشفى الحسين الطبية في الاردن وامضى عدة اسابيع فيها ثم نقل لتلقي العلاج في مستشفى مايوكلينك بالولايات المتحدة الأميركية. وفي ايار (مايو) من العام نفسه اجريت له عملية جراحية في احد صمامات القلب بمستشفى مايو كلينيك في ولاية مينيسوتا الاميركية وذلك بعد ايام من الاعلان عن اجراء جراحة له بالركبة في آب (أغسطس) عام 2008.
ثم تدهورت الحالة الصحية لطالباني مرة اخرى في السابع عشرمن كانون الأول (ديسمبر) عام 2012 اثر اصابته بجلطة دماغية أدخل على إثرها مستشفى مدينة الطب ببغداد من دون ان يستقر وضعه الصحي فنقل بعد اربعة ايام إلى مستشفى متخصص في المانيا. وقالت الرئاسة العراقي في 20 من الشهر نفسه انه قد تم استقدام أطباء المان الى العراق فأوصوا بنقل الرئيس طالباني الى المانيا على عجل حيث ادخل الى احدى المستشفيات الكبيرة هناك ومازال يتلقى العلاج فيها.
الدستور العراقي وخلو منصب الرئيس
وكانت رئاسة الادعاء العام العراقية قد طالبت رئاسة مجلس النواب منتصف العام الماضي انتخاب رئيس للجمهورية بدلاً من الرئيس جلال طالباني الذي يخضع للعلاج في المانيا منذ حوالي خمسة اشهر من جلطة دماغية. ودعت رئاسة جهاز الادعاء العراقي العام من رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الى اتخاذ الإجراءات القانونية لانتخاب خليفة لطالباني . وجاء في بيان مقتضب لرئاسة الادعاء نه “نظراً لمرور فترة طويلة على غياب فخامة رئيس الجمهورية عن منصبه تطبيقا لأحكام المادة (72/ ثانياً/ ج) من دستور جمهورية العراق الخاصة بالإجراءات القانونية الواجب اتخاذها في حال خلو منصب رئيس الجمهورية، واستنادا إلى أحكام المادة (1) من قانون الادعاء العام رقم (159) لسنة 1979المعدل”.
ويأتي هذا الاجراء استنادا لاحكام المادة 72من الدستور لكون رئيس الجمهورية غائب عن المنصب منذ فترة بسبب المرض وذلك تنفيذا لاحكام المادة الدستورية هذه حيث انه لابد من انتخاب رئيس للجمهورية لاكمال المدة المتبقية لهذه الدورة الرئاسية التي تنتهي في اذار (مارس) المقبل عام 2014 موعد الانتخابات النيابية العامة في البلاد. وتنص الفقرة ج من المادة الدستورية 72 تنص على انه انه في حال خلو منصب رئيس الجمهورية لاي سبب من الاسباب يتم انتخاب رئيس جديد لاكمال المدة المتبقية لولاية رئاسة الجمهورية . وبحسب مواد الدستور العراقي المتعلقة بخلو منصب رئيس الجمهورية فأن الفقرة الثالثة من المادة 75 منه تنص على ” يحل نائب رئيس الجمهورية محل رئيس الجمهورية عند خلو منصبه لأي سبب كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد، خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما من تاريخ الخلو”. كما تنص المادة 67 من الدستور على “ان رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة اراضيه، وفقاً لاحكام الدستور، وينتخب مجلس النواب رئيس الجمهورية، باغلبية ثلثي عدد اعضائه وتحدد ولاية رئيس الجمهورية باربع سنوات، ويجوز اعادة انتخابه لولايةٍ ثانيةٍ فحسب”.
ويعاني طالباني (80 عاما) منذ سنوات من مشاكل صحية وقد اجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في آب (أغسطس) عام 2008 قبل ان ينقل بعد عام إلى الأردن لتلقي العلاج جراء الارهاق والتعب. كما توجه خلال العام الماضي إلى الولايات المتحدة واوروبا عدة مرات لاسباب طبية.
وجلال طالباني هو اول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث وقد انتخب رئيسا لمرحلة انتقالية في نيسان (ابريل) عام 2005 واعيد انتخابه في نيسان عام 2010 لولاية ثانية لاربع سنوات.