18 أبريل، 2024 8:23 م
Search
Close this search box.

ضغط “الأوروبي” أم فضح “عزالدين” .. سبب تدخل السلطات العراقية لحل أزمة اللاجئين على الحدود البيلاروسية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

نشرت مجلة (نيوزويك) الأميركية تقريرًا حول معاناة المهاجرين العالقين على الحدود قرب “بولندا”، من خلال مناشدة مثيرة للجدل أطلقها طبيب متحدر من “أربيل”؛ ومقيم في العاصمة البولندية، “وارسو”، دعا فيها المهاجرين للإمتناع عن المجازفة بأرواحهم وعائلاتهم، بطريقة غير شرعية، وحث السلطات العراقية والكُردية على إيلاء الاهتمام لمعاناة هؤلاء الناس المعرضين للموت.

“لا تأتوا إلى الموت” !

وذكر تقرير المجلة الاميركية؛ المنشور باللغة الإنكليزية، أن الطبيب “أرسلان عزالدين”، الذي يُعالج مهاجرين مصابين من “العراق” و”سوريا” في مستشفى بولندي، ظهر على شاشة قناة تلفزيونية ليوجه تحذيرًا للمهاجرين المحتملين من “العراق”، من محاولة الهجرة غير الشرعية والمحفوفة بالمخاطر، إلى “الاتحاد الأوروبي”؛ عبر الحدود “البيلاروسية-البولندية”.

ونقلت وكالة (آسوشيتد برس) الأميركية؛ عن الدكتور “أرسلان عزالدين”، وهو عراقي متحدر من مدينة “أربيل”، في “إقليم كُردستان”، قوله إنه: “كان يُعالج المهاجرين من وطنه ومن سوريا بشكل يومي”، وأن: “العديد منهم يُعانون من انخفاض حرارة الجسم والتهابات رئوية وكسور في العظام وجفاف شديد”.

وقال “عزالدين”، للوكالة الأميركية، إن: “ما أريده منهم ألا يأتوا. من الممكن أن يموتوا”.

الكُرد لا يستحقون هذا..

ولفتت (نيوزويك) إلى تعرض الدكتور “عزالدين”؛ للإنتقادات من بعض المشاهدين؛ لأنه بدى وكأنه يقوم بدور الإنابة عن الحكومة البولندية لإبعاد المهاجرين.

إلا أنه، ظهر مجددًا على قناة تلفزيونية كُردية سامحًا لمرضاه من المهاجرين بالتحدث بشكل مباشر عن معاناتهم، وقال خلال المقابلة التلفزيونية متوجهًا بخطابه إلى المسؤولين العراقيين: “أنقذوا هؤلاء الناس.. الكُرد لا يستحقون شيئًا كهذا”.

وكان “عزالدين”؛ يُعالج ما بين إثنين إلى خمسة مهاجرين في المتوسط يحتاجون لعلاج عاجل يوميًا، ومن بينهم كان هناك امرأة سورية عمرها (38 سنة)، تعرضت للإجهاض بعد أن ظلت في الغابة لمدة 22 يومًا، ثم أصيبت بفيروس (كورونا) بعدما نقلت إلى المستشفى، ثم نقلها ضباط حرس الحدود من المستشفى ولم يسمحوا لصحافيي (آسوشيتد برس) بالتحدث معها.

نداءاته لعبت دورًا في التحرك الحكومي..

وأشارت (نيوزويك) إلى أنه بعد مرور أيام على ظهور، “عزالدين”، على التلفزيون، بدأت الحكومة العراقية بأتخاذ خطوات لوقف هجرة العراقيين وأوقفت الرحلات الجوية إلى “بيلاروسيا”، وأغلقت المكاتب التي أصدرت تأشيرات السفر إلى هناك؛ كما أرسلت طائرات لإعادة العراقيين العالقين إلى ديارهم.

وفي حين صعّد مسؤولو “الاتحاد الأوروبي” ضغوطهم على “العراق” لوقف الهجرة، فإن “عزالدين”، بحسب (نيوزويك)؛ بات مقتنعًا بأن النداءات التي وجهها عبر التلفزيون ووصلت إلى: 2.5 مليون مشاهد، هي التي لعبت دورًا مهمًا في وقف الهجرة.

وفيما توقفت الرحلات الجوية إلى “بيلاروسيا” من الشرق الأوسط، أعرب “عزالدين” عن إعتقاده بأنه لم يُعد هناك المزيد من المهاجرين في غابات “بولندا”، ولكن ما يزال هناك ألفي شخص على الجانب البيلاروسي من الحدود.

يجب معالجة المشكلة من جذورها..

ولفت التقرير إلى أن “عزالدين”، المقيم في “بولندا” منذ 40 عامًا، تحدث عن صرامة الأسلوب البولندي إزاء قضية الهجرة، موضحًا أنه إذا سمحت حكومة “وارسو” لجميع الأشخاص القادمين من “بيلاروسيا” بالولوج إلى عتبة “الاتحاد الأوروبي”، فإن الأعداد ستزداد فقط، وسيُحقق الرئيس البيلاروسي، “لوكاشينكو”؛ انتصاره في مواجهته الجيوسياسية مع الغرب.

لكن “عز الدين” اعتبر أن المشكلة بحاجة للمعالجة من جذورها، منتقدًا، السلطات العراقية؛ لفشلها في تهيئة الظروف التي يمكن للمواطنين فيها أن يعيشوا حياة كريمة. وقال إن: “عليك ان تسأل لماذا يأتي الناس.. يجب على قادة العديد من البلدان، من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أن يسألوا، السلطات العراقية، عن سبب هروب الناس. إنهم أناس متعلمون، وليس لديهم وظيفة، ولا ما يعيشون عليه.

وذكر التقرير أن “عزالدين” يؤيد الهجرة، لكنه يُريد أن يرى أن ذلك يجب أن يحدث بطريقة قانونية وخاضعة للرقابة. وقال: “يجب أن نُعلم الشباب بأن الوسيلة غير القانونية ليست طريقة جيدة، وإذا كنت متعلمًا فأبحث عن وظيفة، وقم بذلك بشكل قانوني”.

وأضاف أن: “المجيء إلى هنا مخاطرة بوفاة عائلتك وأطفالك ليس طريقة جيدة”.

يُذكر أن “الاتحاد الأوروبي” يتهم رئيس بيلاروسيا، “لوكاشينكو”، يتنظيم الهجرة كرد انتقامي على العقوبات المفروضة على “بيلاروسيا”؛ بسبب الانتخابات الرئاسية، في العام 2020، والتي وصُفت على نطاق واسع بأنها: “مزورة”.

وذكر التقرير أن غالبية المهاجرين يُحاولون الوصول إلى “ألمانيا” أو أي مكان آخر في “أوروبا الغربية”، ولكن بعد وصول مليون لاجيء إلى “الاتحاد الأوروبي”، في العام 2015، سعى الأوروبيون لإبعاد أي مجموعات كبيرة جديدة من طالبي اللجوء.

وكلف الأوروبيون، الأتراك والليبيين أيضًا؛ بالتصدي لموجات اللاجئين؛ وقد دفعت الطريقة التي تم بها ذلك، الجماعات الحقوقية لأتهام “الاتحاد الأوروبي”؛ بالتحريض على انتهاكات حقوق الإنسان.

ترجمة: شفق نيوز

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب