زيارة “بومبيو” الخاطفة إلى العراق .. واشنطن قلقة على مصالحها في المنطقة !

زيارة “بومبيو” الخاطفة إلى العراق .. واشنطن قلقة على مصالحها في المنطقة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

جاءت زيارة وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، إلى “العراق”، عشية الذكرى الأولى لانسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاق النووي” الإيراني، (5+1)، خاطفة ومفاجأة، ولم يكن مخططًا لها، كذلك لم يُعلن عنها مسبقًا.

وصرح مسؤول عراقي، رفض ذكر اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن سرية الزيارة ترجع إلى طبيعة الإجراءات الأمنية المشددة، لكن كان مخططًا أن يلتقي “بومبيو” برئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”.

وكان “بومبيو” قد بدأ جولته، الاثنين الماضي، بزيارة “فنلندا” والمشاركة في منتدى “مجلس القطب الشمالي”، والتقى على هامشه بنظيره الروسي، “سيرغي لافروف”، وناقش معه المواقف المختلفة بشأن الأزمة في “فنزويلا”، بعد ذلك أعلن مكتبه تعليق اللقاء الذي كان مخططًا له مع المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، ووزير الخارجية، الذي كان مقررًا أن ينعقد في العاصمة الألمانية، “برلين”، وأرجع السبب إلى حدوث “مشكلات عاجلة”.

إعتداءات إيرانية محتملة..

تأتي الزيارة في ظل تصعيد كامل للتوترات بين “طهران” و”واشنطن”، وكان (البنتاغون) قد أعلن، الثلاثاء، نشر عدة طائرات مقاتلة من طراز (بي-52) في منطقة الخليج العربي، ردًا على أي إعتداء محتمل تنفذه “إيران” ضد القوات الأميركية، وبرر هذه الخطوة بوجود “مؤشرات قوية وجديدة على أن القوات الإيرانية وحلفاءها بصدد الإعداد لتنفيذ إعتداء محتمل ضد القوات الأميركية”.

وصرح “بومبيو” بأن: “الولايات المتحدة سوف تستمر في الدفاع عن مصالحها على أرضها وفي أي مكان، ودائمًا ما نتأكد من أن لدينا بنية دفاعية نعتقد أنها يمكنها تحقيق هذا الهدف، لذلك؛ فإنني أتمنى أن تضعنا هذه الزيارة، والتحركات التي قامت بها وزارة الدفاع والرسائل التي بعثناها للإيرانيين في وضع يمكننا من منع أي إعتداء وأن يفكر الإيرانيون مرتين قبل الإعتداء على المصالح الأميركية”.

معلومات استخباراتية إسرائيلية..

وذكر موقع (Noticias de Israel – أخبار إسرائيل)؛ أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، (موساد)، كشف معلومات لـ”وزارة الدفاع” الأميركية تفيد باستعداد “إيران” لتنفيذ عمليات تستهدف مصالح “الولايات المتحدة” في المنطقة، وأوضح المصدر أن (البنتاغون) تلقى معلومات استخباراتية محددة للغاية تشير إلى قيام “طهران” بنقل صواريخ بواسطة السفن إلى الخليج، (الفارسي)، لذا قامت “واشنطن” بالرد من خلال نشر حاملات الطائرات (يو. إس. إس. إبراهام لينكولن) و(بي-52).

وأشارت صحيفة (إيه. بي. سي) الإسبانية؛ إلى أن “بومبيو” رفض إعطاء تفاصيل للصحافيين حول تلك المعلومات الاستخباراتية، وأكتفى بالتأكيد على أنها محددة للغاية وأن الإعتداءات الإيرانية وشيكة الحدوث، وأضاف: “بعد علمنا بها إتخذنا كل الاحتياطات لمنعها، ولن استطيع التصريح بالمزيد”.

كان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد أعلن في 8 آيار/مايو 2018، انسحاب بلاده من “الاتفاق النووي”، وأعرب عن شكوكه حيال إمكانية أن تمنع بنوده، “طهران”، من تطوير برنامجها النووي؛ واعتبره اتفاقًا مهلهلًا، ومنذ ذلك الحين، وأمام رفض الحلفاء الأوروبيون الذين لا يزالون ملتزمون بالاتفاق، تستمر الإدارة الأميركية في تعزيز حملة لإحكام الضغط على “النظام الإيراني”.

رد فعل إيراني على انسحاب واشنطن..

تتزامن الزيارة مع إعلان “طهران” عن تقليص في إلتزاماتها التي أقرتها في “الاتفاق”، الموقع عام 2015، بعد مرور عام من الانسحاب أحادي الجانب لـ”واشنطن”، بحسب وكالة (إرنا) الإيرانية الرسمية، وصرح الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، بأن بلاده تعتزم مواصلة تخصيب (اليورانيوم)، واستئناف إنتاج (يورانيوم) عالي التخصيب خلال 60 يومًا.

وبعد إنتهاء الزيارة؛ قال “بومبيو” إنه حمَّل الرئيس العراقي، “برهم صالح”، ورئيس وزراءه، مسؤولية حماية الأميركيين الموجودين على الأراضي العراقية، وأخبرهم بمعلومات استخباراتية تشير إلى أن “طهران” تمثل خطرًا كبيرًا في المنطقة.

وصرح: “أردنا أن نخبرهم بزيادة حدة التهديدات التي رأيناها، وأن نمنحهم أكثر من معلومة يمكن من خلالها التأكد من أن العراق يبذل كل ما في الإمكان من أجل حماية فريقنا”، وأشار إلى حصوله على ضمانات من “بغداد” بشأن التصعيد الإيراني.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة