ربع قرن على الإبادة الجماعية .. “رواندا” تحيي ذكرى الضحايا وتفتح صفحة جديدة مع “فرنسا” !

ربع قرن على الإبادة الجماعية .. “رواندا” تحيي ذكرى الضحايا وتفتح صفحة جديدة مع “فرنسا” !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

في مثل هذه الأيام، منذ 25 عامًا، وتحديدًا في الفترة من 7 نيسان/إبريل حتى منتصف تموز/يوليو من عام 1994، شهدت “رواندا” أحد أكبر المذابح في التاريخ، إذ قُتل خلال أقل من 100 يوم، نحو 800 ألف شخص، وأُغتصبت آلاف السيدات من قبيلة “توتسي”.

وصرح المدير االتنفيذي للجنة الوطنية لمكافحة التطهير العرقي، “غين دماسينيه بيزمنا”، لوكالة الأنباء الإسبانية، (إفي)، إن مرور الذكرى الـ 25 على الحادث “يقدم فرصة جيدة لتذكر الضحايا، واستعادة ذكرياتهم والتعريف بقصتهم وبالدروس التي تعلمتها رواندا؛ والحديث عن التطور الذي شهدته البلاد خلال ربع قرن”.

وأضاف المسؤول: “إنها اللحظة التي نحيي فيها ذكرى أكثر من مليون ضحية، ونتحد من خلال القوة وكرامة شعبنا، ونعيد النظر في قرارنا بإنشاء مستقبل مزدهر للأجيال القادمة”، وتُعتبر “رواندا” دولة شابة إذ يمثل السكان، الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، نحو 60% من الشعب.

قتل وتعذيب لمدة 100 يوم..

بدأت المعركة بإسقاط الطائرة، التي كانت تقل رئيس الحكومة، “غوفينال هابياريمان”، ورئيس حكومة بوروندي، “سيبريان نتارياميرا”، باستخدام صاروخين، لتنتهي بذلك معاهدة السلام ويبدأ فصلًا صعبًا من الحرب، إذ كان الرئيسان ينتميان إلى قبيلة “الهوتو” ذات الأغلبية في “رواندا”، واتهم أشخاص من شعب “توستي” بالضلوع وراء الجريمة، وقتل مسلحو “هوتو” كل من ثبت أنه ينتمي إلى القبيلة المعادية وساعدهم في ذلك معلومات الهوية العرقية الملحقة ببطاقات الهوية الرواندية.

وشملت أعمال القتل تصفية أغلبية المنتمين إلى قبيلة “توتسي”؛ وبعض المعتدلين من “هوتو”، واستمرت لمدة 100 يوم متتالية.

رواندا تقيم مراسم لإحياء ذكرى الضحايا..

في السادس من نيسان/إبريل من كل عام؛ تقام عدة أنشطة لإحياء ذكرى الضحايا والتذكير بالمعاناة التي مر بها شعب “توتسي”، ووجه الرئيس، “بول كاغامة”، هذا العام كلمة للشعب من مركز المؤتمرات بـ”كيغالي”، قال فيها: “شعبنا حمل ثقلًا كبيرًا من دون أن يشكو، وهذا جعلنا أفضل وأكثر اتحادًا من أي وقت مضى، لقد عادت رواندا عائلة”.

وتولى “كاغامة” منصب رئيس الوزراء بعد إنتهاء أعمال القتل بـ 4 أيام فقط، أي في 19 تموز/يوليو عام 1994، وفي عام 2000؛ أصبح الرئيس الخامس لـ”جمهورية رواندا”، وعلى مدار 19 عامًا من رئاسته للبلد الإفريقي الصغير حقق الكثير من التقدم، ولعل أبرز إنجازاته إنهاء حالة التحريض على العنف بين القبائل، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات النمو والاستقرار الاقتصادي.

كما تقوم الأسر بوضع أكاليل الورود أمام القبور، ويخرج أبناء الشعب في مسيرة تبدأ من أمام مقر البرلمان الرواندي وحتى الاستاد الوطني، “أماهورو”، وتعد جزءًا من الفعاليات التي تستمر حتى 13 من نيسان/إبريل، وتتضمن أيضًا مجموعة من المؤتمرات والمناقشات التي تخص قضية الإبادة الجماعية.

حضور “إفريقي-أوروبي”..

توجه “رواندا” الدعوة إلى مجموعة من رؤساء الدول والحكومات، لحضور مراسم إحياء الذكرى، وحظيت احتفالات هذا العام بحضور وزراء “النيغر وإثيوبيا والكونغو وتشاد وجيبوتي”، بالإضافة إلى رئيس وزراء بلجيكا، “شارل ميشيل”، المحتل السابق لـ”رواندا”.

صفحة جديدة مع فرنسا !

كذلك وجهت الدعوة، هذا العام، إلى الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، وهو أمر مثير للدهشة نظرًا للعلاقات المتوترة بين البلدين منذ منذ وقوع المذبحة، إذ تتهم “رواندا”، “فرنسا”، بالتواطؤ مع قبيلة “هوتو”، من خلال توفير تدريبات وأسلحة وإتاحة خبرات تقنية لميليشيا “هوتو إنتر آهاويي”، التي لعبت دورًا محوريًا في المذبحة، بينما تنفي “باريس” هذه الاتهامات.

لكن “ماكرون” لم يحضر بنفسه، وأناب عنه نائب فرنسي من أصول رواندية، “إيريفيه بيرفيل”، وهو ينتمي إلى قبيلة “توتسي”، المنكوبة، تبنته أسرة فرنسية بعد مقتل أبويه، ورئيس حزبه، (الجمهورية إلى الأمام)، “هارفي برفيل”. وأصدرت الرئاسة الفرنسية بيانًا؛ أكدت فيه أن الرئيس “ماكرون” يُثمن جهود إحياء ذكرى الضحايا، كما دعا إلى إعلان السابع من نيسان يومًا لإحياء ذكرى ضحايا “توتسي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة