خاص : ترجمة – لميس السيد :
رأى موقع (ديلي بيست) الأميركي أن العثور على رفات جثة “رضا شاه بهلوي”، في هذا التوقيت، يبعث برسائل غير مناسبة تمامًا للوضع الإيراني اليوم.
قال الموقع أن الاسم غير مريح للناس في إيران لأنه ذكّرهم بوعود الحريات البائدة التي لم تتحقق في النهاية، وغير مريح أيضًا للندن ولواشنطن لأن الاسم إستدعى كيف إنتهكت بريطانيا والولايات المتحدة تلك الحرية عندما تعاملت مع إيران على إنها مكان مغري للنهب وحسب.
رضا خان..
وكان قد تم العثور على جثة شاه إيران السابق عن طريق الصدفة، قبل أسبوعين، في موقع بناء في جنوب “طهران”، ويعتقد أنها للشاه “رضا”، مؤسس سلالة “بهلوي”؛ التي أنهت الثورة الإسلامية عام 1979 حكمها، حيث كان قد دمر مرقده الأصلي أثناء فوضى الثورة.
وروى الموقع الأميركي تاريخ “رضا خان”، كرجل قوي، وتسلله إلى مناصب السلطة في إيران، فيقول أن عصابة صغيرة نظمت في شباط/فبراير 1921، بقيادة صحافي يدعى السيد “ضياء”، انقلابًا للسيطرة على البلاد، حيث تم تعيين “رضا خان” مسؤولاً عن القوات المسلحة حينها، فأقدم على إعادة كتابة التاريخ للقضاء على دور “ضياء” في الانقلاب وإثبات الأسطورة أنه كان، هو الحاكم الفعل قبل هذا الانقلاب !
كانت إحدى مشكلات “رضا خان” هي ما يجب فعله حيال الملكية الفارسية، للقضاء على سلالة “القجاريين” في إيران، والتمكن من السلطة، رغم تحذيرات آيات الله أنهم لن يتهاونوا معه في أي تحرك ضد سلطتهم.
وأصدر وقتها تعليمات إلى علماء الهنود بإيجاد طريقة لربط سلالته بالعظماء عبر التاريخ بعيدًا عن سلالات الملوك الفارسيين القدماء، وبشكل عام كان “رضا خان” يدعم السلطة المطلقة، وشهد عصره الإشتباه في إختفاء أو وفاة كل من يعارضونه في ظروف غامضة.
التأسيس للتوسع الإقليمي وديكتاتورية العرق النقي..
ويذكر أنه في عهد “رضا بهلوي”، قام الجيش الإيراني حينها بقتل 500 شخصًا في احتجاجات دينية ضد سماح “الشاه” للإيرانيات بالتبرج وخلع الحجاب، بحجة الإتجاه لعلمنة الدولة ودفع المواطنين الإيرانيين قدمًا نحو عصر العقل والعمل.
وتأثر “بهلوي” الجد بالنازية الألمانية، التي كانت سائدة حينها، حيث أقدم في منتصف الثلاثينيات على تغيير اسم البلاد القديم “فارس” إلى “إيران”، المستمد من “الآريين” إحدى الممالك القديمة تاريخيًا في إيران، إستنادًا إلى نظرية تفوق العرق الآري، وإتجه إلى ضم كل الأقاليم التي كانت تتمتع بالاستقلال الذاتي مثل “الأحواز”، و”بلوشستان”، إلى دولته الجديدة.
وتوفي “رضا بهلوي”، في 26 تموز/يوليو عام 1944، في “غوهانسبرغ” بجنوب إفريقيا، وحالت الاضطرابات السياسية في إيران دون نقل جثمانه ودفنه في بلده، وفي 28 تشرين أول/أكتوبر 1944، تم نقل جثمان “رضا بهلوي” إلى العاصمة المصرية “القاهرة”؛ نظراً للعلاقات الملكية الوطيدة مع إيران آنذاك، حيث دفن بـ”مسجد الرفاعي”، إلا أنه بعد الخلاف الذي وقع بين البلدين عام 1948، إثر طلاق الشاه “محمد رضا بهلوي” من الأميرة “فوزية” بنت “فؤاد الأول”، أرسل شاه إيران بعثة ملكية إلى مصر عام 1950 لنقل رفات والده إلى بلاده مجددًا.
وأقام نجله، الشاه “محمد رضا بهلوي”، وهو آخر شاه لإيران قبل أن يطيح به رجال الدين، ضريحًا لوالده في مدينة “الري” قرب “طهران”، لكن تم تخريب الضريح عن عمد من قبل رجل الدين المتشدد “صادق خلخالي”، إضافة إلى تدمير كل المقابر الملكية البهلوية حينها.