10 مارس، 2024 2:12 ص
Search
Close this search box.

دراسة علمية تكشف .. سماع صوت “الأم” في الهاتف يحفز هرمونات “السعادة” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

ترتبط مشاعر الإنسان بشكل وثيق بالهرمونات التي يفرزها جسمه، فعند شعوره بالقلق مثلًا يفرز المخ هرمون “الإردينالين”، وعند السعادة تنتج الغدة النخامية هرمون “إندورفين”؛ الذي يتشابه إلى حد كبير مع “المورفين” دون إدمان، أما عند الشعور بالحب أو الثقة فإن هرمون “أوكسايتوسين” يتدفق بقوة من الغدة الكظرية.

وتمثل علاقة الشخص بأمه أحد أهم الأمور في حياته، فهي قلب يحمله معه أينما ذهب ولا يشترط التواصل المباشر بينهما، إذا جربت الإبتعاد عن والدتك لعدة أيام أو أسابيع أو أشهر أو سنوات من المؤكد أنك سوف تعرف هذا الشعور جيدًا، تشعر وكأنك تركت قلبك حيث بقيت، وأنك لم تعد ترغب في أي شيء من هذه الدنيا وما فيها سوى أن تمتع ناظريك برؤيتها.

التواصل يقرب البعيد..

ساهمت وسائل التكنولوجيا الحديثة في تقريب المسافات بين الأشخاص، فصديقك الذي يعيش في “أميركا” أصبح في إمكانك أن تتصل به بشكل يومي، وزميلك الذي سافر إلى “ألمانيا” تعرف تفاصيل يومه من خلال التواصل عبر الإنترنت، وعندما تقرر السفر تعرف جيدًا أن بُعد المسافة لن يبعدك عن الأشخاص الذين تحبهم، وإنما سوف تتاح لك الفرصة لسماع صوت أمك في كل وقت، وبضغطة زر سوف تطلعها على تفاصيل رحلتك وتسألها عما فعلته طوال يومها.

سماع صوت الأم عبر الهاتف يحفز الهرمونات..

كشفت دراسة أجريت مؤخرًا؛ أن سماع الإبن لصوت أمه، عبر سماعة الهاتف، أو رؤيتها من خلال مكالمة فيديو؛ له تأثير مشابه لسماع صوتها أو رؤيتها وجهًا لوجه؛ إذ تسهم هذه المشاعر في تحفيز إفراز هرمونات مشابهة لما ينتجه الجسم عند الإلتقاء أو التواصل الجسدي بينهما.

وبحسب الدراسة، التي نُشرت في مجلة (ذا رويال سوسيتي)، فإن العلاقات الإنسانية لا تعزز فقط من خلال التواصل الجسدي؛ وأن التواصل الصوتي أيضًا له دور أساس، وافترض العلماء أن المحادثات الصوتية يمكنها أن تُحدث نفس تأثير التواصل المباشر، لذا أجريت التجربة على 61 طفلة تتراوح أعمارهن ما بين 7 و12 عامًا جميعهن كانوا يمرون بمواقف صعبة، وشاركت أمهاتهن أيضًا في الدراسة.

وقسمت التجارب إلى 3 مجموعات، إذ طلب في الأولى من كل أم أن تتصل بابنتها عبر الهاتف، وفي الثانية كان عليهن أن يقمن بضمهن بحنان، أما المجموعة الثالثة فكانت عبارة عن قيماهما بمشاهدة فيلم معًا.

لاحظ الباحثون، في المجموعتين الأولى والثانية؛ أنه عندما اتصلت الأم بابنتها أو ضمتها ارتفع معدل إفراز هرمون “أوكسايتوسين”، الذي يفرزه الجسم تلقائيًا عند الشعور بالحب والهدوء والثقة في الآخرين، وهو مسؤول عن العلاقات الاجتماعية والمشاعر، كما أن له قدرة كبيرة على خفض مستويات هرمون “كورتيزول”، الذي تنتجه الغدة الكظرية عند الشعور بالإجهاض أو التعرض لضغوط نفسية.

بينما وجد الباحثون أنه في المجموعة الثالثة لم تحدث أية تغيرات في إفراز الهرمونات، كما لم يرتفع معدل هرمون”أوكسايتوسين”، رغم وجودهما معًا في نفس الغرفة.

وخلال الدراسة استنتج العلماء أن آذان الأطفال عندما كن يستمعن إلى أصوات أمهاتهن أرسلت إشارات شبيهة بما تصدره أجسامهن عندما يتلقين ضمة حنان منهن.

ويهتم العلم والعلماء بدراسة الآليات المشتركة في العلاقات الاجتماعية بين البشر؛ وكذلك فهم الدور الذي يلعبه هرمون”أوكسايتوسين” عندما يتعرض الشخص لضغوط نفسية أو الحصول على تواصل جسدي، لكن الغريب أن الدراسة لم تضع في الاعتبار مشاعر الطفل الذكر تجاه والدته إذ طُبقت على أطفال إناث فقط، كما لم تتضمن ملاحظة تأثير التواصل مع الأب، لذا فإن العلم لا يزال في حاجة إلى دراسة شاملة لتأكيد تأثير التواصل الهاتفي على الهرمونات.

تواصل دائم يعزز المشاعر الإيجابية..

على ضوء هذه النتائج، ينصح الآباء بالحرص على التواصل مع أبناءهم حتى وإن بُعدت بينهم المسافات، وأن يستمتعوا بضمهم دائمًا للحفاظ على علاقة قوية مليئة بالود والحب، كما وأنه بحسب الدراسات سوف يسهم ذلك في تعزيز إفراز الهرمونات التي تضفي نوعًا من الشعور بالإرتياح والسعادة والتخلص من الضغوط النفسية.

وللإبن، إذا كنت بعيدًا عن والدتك، إتصل بها فورًا، ومن المؤكد أنك سوف تشعر بتحسن كبير؛ وكذلك هي أيضًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب