وكالات- كتابات:
كشفت “منظمة الأغذية والزراعة”؛ التابعة لـ”الأمم المتحدة”؛ (الفاو)، عن تراجع أسعار السلع الغذائية العالمية في شهر أيار/مايو الماضي، وانخفاض أسعار الحبوب والسكر والزيوت النباتية، رغم استمرار ارتفاعها على أساس سنوي مقارنة بالعام الماضي.
وسجّل مؤشر (الفاو) لأسعار الغذاء؛ الذي يُتابع شهريًا أسعار السلع الغذائية الأكثر تداولًا على المستوى العالمي، قراءة بلغت: (127.7) نقطة في أيار/مايو الماضي، منخفضًا بنسبة: (0.8%) مقارنة بشهر نيسان/إبريل الماضي.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض الشهري، تبقى قراءة أيار/مايو أعلى بنحو: (6%) مقارنة بنفس الشهر من العام 2023، لكنها لا تزال أقل بنسبة: (20%) من الذروة التي بلغها المؤشر في آذار/مارس 2022، بعد اندلاع الحرب “الروسية-الأوكرانية”، التي تسببت في اضطراب كبير في أسواق الحبوب العالمية، حيث تُعدّ “روسيا وأوكرانيا” من كبار موردي القمح والذرة وزيت دوار الشمس.
وقالت (فاو)؛ إن مؤشر الحبوب انخفض بنسبة: (1.8%) على أساس شهري، نتيجة انخفاض أسعار الذرة العالمية.
وقد ساهمت وفرة الإنتاج في “أميركا الجنوبية”، وخاصة من “الأرجنتين والبرازيل”، بالإضافة إلى توقعات بمحصول قياسي من الذرة في “الولايات المتحدة”، في دفع الأسعار إلى الانخفاض.
كما تراجعت أسعار القمح بفعل تحسَّن ظروف المحاصيل في عدد من الدول المنتجة في نصف الكرة الشمالي، خاصة في “أوروبا والولايات المتحدة”، ما أدى إلى انحسار المخاوف المرتبطة بالإمدادات في المدى القصير.
في المقابل، ارتفعت أسعار الأرز بنسبة: (1.4%) خلال نفس الفترة، بدعم من الطلب القوي على الأصناف العطرية وتقلبات أسعار العُملات في بعض البلدان المستوردة.
وسجّلت أسعار الزيوت النباتية تراجعًا بنسبة: (3.7%) مقارنة بنيسان/إبريل، في ظل انخفاض جميع أنواع الزيوت الرئيسة، بما فيها زيت النخيل وفول الصويا وبذور اللفت ودوار الشمس.
وذكرت (فاو) أن وفرة الإمدادات من “جنوب شرق آسيا” وتباطؤ الطلب الصناعي ساعدا في هذا الانخفاض، وهو ما يتماشى مع تقرير سابق أصدره “مجلس زيت النخيل الماليزي”؛ أشار إلى ارتفاع المخزونات بنسبة (5%) في أيار/مايو.
أما مؤشر أسعار السكر فانخفض بنسبة (2.6%)، مع ضعف الطلب من قطاعات الأغذية والمشروبات، إضافة إلى تفاؤل الأسواق بتعافي الإنتاج في الموسم المقبل، خاصة في “البرازيل والهند”، أكبر منتجي السكر في العالم.
وفي تقرير منفصل؛ توقعت (فاو) أن يبلغ الإنتاج العالمي من الحبوب في عام 2025؛ نحو: (2.911) مليار طن، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت: (2.848) مليار طن، ما يُمثّل زيادة بنسبة: (2.1%) عن إنتاج عام 2024.
وقالت المنظمة إن هذه الزيادة تعود إلى التوسع المتوقع في إنتاج الحبوب الخشنة، خصوصًا الذرة، مدعومًاً بتحسّن الظروف المناخية في المناطق الزراعية الرئيسة حول العالم.
ومنذ بداية الحرب في “أوكرانيا”؛ في شباط/فبراير 2022، شهدت الأسواق الزراعية العالمية اضطرابات كبيرة، إذ ارتفعت أسعار الغذاء لمستويات غير مسبّوقة بسبب تعطل الإمدادات وسلاسل الشحن، لا سيّما في الحبوب والزيوت النباتية.
ووفقًا لتقرير مشترك من “البنك الدولي” و”صندوق النقد الدولي”، ساهم ذلك في ارتفاع معدلات التضخم الغذائي في أكثر من (80) دولة حول العالم.
ورغم التراجع الحالي في الأسعار، تحذر منظمات دولية مثل “برنامج الأغذية العالمي” من أن الأمن الغذائي لا يزال مهددًاً في العديد من المناطق، نتيجة ارتفاع التكاليف ونقص القدرة الشرائية لدى الدول النامية.