19 أبريل، 2024 10:21 م
Search
Close this search box.

حادث الطعن الأخير .. هل تدفع “فرنسا” ثمن مواقفها الدولية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في حادثة ليست الأولى من نوعها؛ أسفرت عملية طعن وسط العاصمة الفرنسية “باريس”، مساء السبت الماضي، عن مقتل شخصين أحدهما المهاجم وإصابة أربعة، على يد رجل مسلح بسكين قامت الشرطة بقتله، بحسب ما قالت مصادر أمنية.

وحصل الإعتداء في الدائرة الثانية قرب “دار الأوبرا” وسط العاصمة الفرنسية؛ في حي يضم مطاعم ومسارح.

وأعلنت مصادر في الشرطة الفرنسية أن منفذ العملية إعتدى بسكين على خمسة أشخاص، ما أدى إلى مقتل أحدهم.

وهاجم الرجل المارة، قبل أن تطلق قوات الشرطة النار عليه.

وأوضحت مصادر مقربة سقوط قتيلان، أحدهما المهاجم. ولا تزال دوافع المعتدي مجهولة حتى الآن.

وأشاد وزير الداخلية، “غيرار كولومب”، على (تويتر)؛ بإستجابة الشرطة التي “سيطرت” على المعتدي.

يأتي هذا الإعتداء في وقت تعيش فرنسا وسط تهديد إرهابي مستمر.

“داعش” يعلن مسؤوليته عن الحادث..

من جانبه؛ أعلن تنظيم (داعش) الإرهابي مسؤوليته عن عملية الطعن وسط العاصمة الفرنسية، “باريس”، وفق ما أعلنت وكالة (أعماق) التابعة له.

ونقلت الوكالة عن “مصدر أمني”؛ أن “منفذ عملية الطعن في مدينة باريس هو جندي في تنظيم (داعش)، ونفذ العملية إستجابة لنداءات استهداف دول التحالف”.

وقال مدعي عام “باريس” إن الرجل الذي إرتكب الحادث، قبل أن تقتله الشرطة، صرخ: “الله أكبر” خلال قيامه بتنفيذ هذا الإعتداء في وسط باريس، “وإستنادًا إلى طريقة العمل، (المتّبعة)، قمنا بإستدعاء شعبة مكافحة الإرهاب”.

فرنسا تدفع الثمن بالدم..

تعقيبًا علي الحادث؛ أعرب الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، عن أسفه لأن فرنسا تدفع “مرة أخرى الثمن بالدم”، لكنه أكد على أن البلاد لن تتراجع “قيد أُنملة أمام أعداء الحرية”.

وبعد الإعتداء، كتب “ماكرون”، على (تويتر): “أُحيي باسم جميع الفرنسيين شجاعة رجال الشرطة الذين حيّدوا الإرهابي” منفذ الإعتداء.

وأضاف: “كل أفكاري مع ضحايا وجرحى الإعتداء بسكين الذي إرتُكب في باريس، ومع أقاربهم”.

وآخر إعتداء دموي حصل في 23 آذار/مارس 2018، في منطقة “كاركسون” (جنوب)، ليصل عدد الضحايا الذين قُتلوا في إعتداءات إرتكبت على الأراضي الفرنسية منذ العام 2015 إلى (245).

منفذ الحادث فرنسي من مواليد الشيشان..

مصادر قضائية فرنسية كشفت عن هوية منفذ الإعتداء، وأكدت على أنه مواطن فرنسي من مواليد “الشيشان” عام 1997.

وأفادت مصادر قريبة من التحقيق أن منفذ الهجوم كان معروفًا من أجهزة الاستخبارات. ولم يكن له أي سوابق قضائية، لكنه كان مدرجًا على سجل أجهزة الاستخبارات. ويضم هذا السجل أسماء أكثر من 10 آلاف شخص، بينهم إسلاميون متطرفون أو أفراد قد تكون لهم صلة بالتنظيم الإرهابي، وكذلك مشاغبون وأفراد في جماعات من اليسار المتشدد أو اليمين المتطرف.

الرئيس الشيشاني يُحمل فرنسا “المسؤولية الكاملة” عن الهجوم..

اعتبر الرئيس الشيشاني، “رمضان قديروف”، الأحد 13 آيار/مايو 2018، أن فرنسا تتحمل “المسؤولية الكاملة” عن الهجوم.

موضحًا أن مُرتكب الهجوم، الذي تبناه تنظيم (داعش)، المدعو “ح. ع”، وهو شاب ينحدر من “الشيشان” يحمل جواز سفر روسي منذ كان في الرابعة عشرة؛ قبل أن يحصل على الجنسية الفرنسية في عامه العشرين.

وقال عبر تطبيق (تلغرام) للرسائل النصية: “بناء عليه، أعتبر من المهم القول أن السلطات الفرنسية تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلوك، “ح. ع”، طريق الجريمة”.

وتابع: “لقد ولد فقط في الشيشان، لكنه نشأ وبنى شخصيته وآراءه وقناعاته داخل المجتمع الفرنسي”.

وأضاف: “أنا واثق بأنه لو أمضى طفولته ومراهقته في الشيشان؛ لكان مصير حسن مختلفًا”.

بدوره؛ قلل وزير الإعلام الشيشاني، “غانبلاد عمروف”، من أهمية الصلة بين الجمهورية الروسية وهجوم “باريس”.

وقال، كما نقلت عنه وكالة (ريا نوفوستي) الروسية العامة، إن جرائم مماثلة “ليس لها هوية ولا ديانة ولا وطن ولا علم”.

لماذا تترك الشرطة الفرنسية المشبوهين طلقاء ؟

الخبير في شؤون الشرق أوسطية والأوروبية، “أنطوان شاربنتيي”، يرى أن “هناك عدة علامات إستفهام حول ما جرى في باريس، وخاصة بما يخص هوية الإرهابي والتعامل معه، فهناك الكثير من المتشددين الإسلاميين وغير الإسلاميين المتشددين والمحفزين لأفكار تنظيم (داعش) الإرهابي، ويقومون بعمليات دون أن يكون لهم علاقة مباشرة مع تنظيم (داعش).. وتنظيم (داعش) الإرهابي يقوم بمثل هذه العمليات أو يتنبناها من أجل إزعاج الدول الأوروبية والرأي العام الأوروبي، والشيء الثاني أن الشخص الذي نفذ عملية الطعن له ملف ومعروف من الدولة والشرطة ومتوقع منه أن يقوم بعمليات إرهابية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا؛ لماذا هذا الشخص حر وطليق وغيره الكثيرون، ممن لهم ملفات عند الشرطة الفرنسية، أحرار وطلقاء ولا تتعامل معهم الشرطة الفرنسية ؟!”.

لماذا تصفيهم الشرطة الفرنسية ؟

أشار الخبير “شاربنتيي” إلى أن “التحقيقات الفرنسية لم تعطي تفاصيل عن الموضوع، ولكن المعلومات تقول أن هذا الإرهابي هو الأصل شيشاني ولديه الجنسية الفرنسية؛ ولا معلومات حول أنه كان في سوريا والعراق، ولكن السؤال هنا لماذا الشرطة الفرنسية تقوم بالتعامل بطريقة التصفية والقتل مع هؤلاء، وخاصة أن هناك فرصة لإلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم ؟”.

لتخويف الشعب الفرنسي من الإعتصامات..

وأردف الخبير “شاربنتيي”: “هناك عدة مواضيع متشابكة.. الأولى أن هناك خضات أمنية في فرنسا وعمليات من هذا النوع متكررة، وتعيش فرنسا حاليًا إعتصامات ضد سياسة ماكرون، وهناك إضرابات، وجامعات مغلقة، فهل تقف جهة ما وراء هذه العملية لتقول للشعب الفرنسي أن الظروف الأمنية غير ملائمة لهذا الحراك الشعبي، وهي خطيرة ولا يجب عليكم أن تنظموا الإعتصامات ؟”.

انتقام أميركي..

والأمر الآخر؛ على فرنسا التعامل مع العائدين من “سوريا” و”العراق” والتعامل مع تنظيم (داعش) الإرهابي، لأنه يهدد العالم بأسره وليس “فرنسا” فقط، ولكن هناك فكرة أخرى متشابكة مع هذا الموضوع هي تميز “فرنسا” عن “الولايات المتحدة الأميركية” في الموقف تجاه الملف النووي الإيراني، وقد تكون هذه العملية الأمنية تهديد أو انتقام ما من قبل أميركا ضد فرنسا لهذا السبب. بحسب ما ذهب إليه خبير الشرق أوسطي.

وأضاف “شارنبنتيي”: “أعتقد  أن فرنسا مستفيقة بعض الشيء لما يجري، ولكن ليس لها القدرة على تغيير مواقفها وأنها واكبت نوعًا ما سيادتها على مصلحة سياستها الخارجية لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وإسرائيل، ومن هذا المنحى؛ وإن إستفاقت فرنسا، فهي لا تسطيع أن تغير مواقفها على الساحة العالمية، والمشكلة هنا كبيرة لأن فرنسا ليست دولة صغيرة، وهي دولة قوية عسكرياً واقتصادياً، ومن خلال كل هذه القدرات يوجد صعوبة في تغيير موقفها من خلال ما يحصل في سوريا والعراق، وهذه مشكلة لفرنسا، والأكثر من ذلك أن هناك قوى وجهات لا تريد لفرنسا أن تلعب دوراً جديداً على الساحة الدولية وليس فرنسا فقط؛ بل وأوروبا بشكل عام، ومشكلة دول أوروبا تكمن في الهيمنة الأميركية الإمبريالية على القارة العجوز، لذلك من هذا المنطلق القارة العجوز اليوم يجب أن تأخذ موقفاً تاريخياً وسياسياً، والخروج  من تحت الهيمنة الإمبريالية الأميركية، وخصوصاً الخروج من حلف شمال الأطلسي، ومن هنا ومن هذا المنطلق الذي تستدعيه سيادة دول أوروبا ودورها على الساحة الدولية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث لهم مصالح تاريخية كبيرة سياسية واقتصادية، لذا يجب على أوروبا ترك الولايات المتحدة والتخلص من هيمنتها والتخلص أيضًا من حلف (الناتو)؛ لتعود إلى هذه المنطقة، لكن هل أوروبا قادرة على هذا الشيء مستقبلاً ؟”.

وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض “فرنسا” بشكل عام، والعاصمة “باريس” بشكل خاص، لمثل هذه الأعمال الإرهابية، والتي بات تنظيم (داعش) الارهابي يقوم بها وينفذها بطرق وأشكال مختلفة عن الأساليب التقليدية التي يستخدمها في “سوريا” و”العراق” على أرض الميدان أو حتى في “فرنسا” على يد بعض الإرهابيين العائدين من هذه المناطق، كحادثة الدهس في مدينة “نيس”، عام 2016، وغيرها.

إعتداءات العام 2018..

  • في الثالث والعشرين من آذار/مارس، قام “رضوان لقديم”، وهو فرنسي من أصل مغربي، ويبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، بسرقة سيارة في “كركاسون”، ثم قتل أحد ركابها وأصاب السائق بجروح خطيرة. ولم يكتف “لقديم” بذلك؛ بل أطلق النار بعدها على أربعة من العناصر الشرطية أمام ثكناتهم، فأصاب واحدًا منهم بجروح. ثم قام بإقتحام “سوبرماركت” في مدينة “تريب”، وهو يهتف: “الله أكبر”، ويقول إنه أحد جنود تنظيم “الدولة الإسلامية”، ثم قتل أحد زبائن المحل.

بعد ساعات تطوع ضابط فرنسي يدعى، “أرنو بيلترام”، أن يأخذ مكان أحد الرهائن الذين أحتجزهم منفذ الهجوم في المتجر، وما إن دخل إلى الـ”سوبرماركت” حتى لقى حتفه في الحال على أيدي “رضوان”، لينتهي الهجوم بقتل قوات الأمن الفرنسي لـ”رضوان”. وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن الحادث.

إعتداء “مارسيليا” للعام 2017..

  • في الأول من تشرين أول/أكتوبر، قام التونسي، “أحمد حنشي”، بقتل شابتين على رصيف محطة “سان شارل” في “مرسيليا”؛ وهو يهتف: “الله أكبر”، قبل أن يُقتل، صاحب التسعة وعشرين عامًا، بأيدي شرطة المحطة. وتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” الهجوم في وقت لاحق من العام نفسه.
  • وفي العشرين من نيسان/أبريل، قُتل الشرطي، “كزافييه غوغليه”، في “باريس” بالرصاص وأصيب إثنان آخران في جادة “الشانزليزيه” بيد، “كريم شرفي”، الذي قُتل فيما بعد بأيدي قوات الأمن. وتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” الهجوم.

هجمات العام 2016..

– في السادس والعشرين من تموز/يوليو، قام كل من؛ “عبدالمالك بوتيغان” و”عادل كرميش”، بذبح كاهن في كنيسته في بلدة “سانت إتيان دو روفريه” في غرب فرنسا. وقُتلا بعد إطلاق النار عليهما من قبل قوات الأمن. وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن الهجوم.

– وفي الرابع عشرمن تموز/يوليو: صدم، “محمد لحويج بوهلال”، وهو فرنسي تونسي، عمره 31 عامًا، بشاحنة حشدًا في مدينة “نيس” على البحر المتوسط؛ بعد قليل من إطلاق الألعاب النارية احتفالًا باليوم الوطني، فقتل 86 شخصًا وأصاب أكثر من 400 آخرين. وتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” الإعتداء.

– وفي الثالث عشر من حزيران/يونيو 2016، أقدم، “العروسي عبالة”، الذي بايع تنظيم “الدولة الإسلامية”، على قتل مساعد قائد شرطة منطقة إيفلين، “جان باتيست سالفين”، (42 عامًا)، بالسكين مع صديقته، “جيسيكا شنايدر”، (36 عامًا)، التي تعمل موظفة إدارية في قسم شرطة، داخل منزلهما في “مانيافيل” غرب باريس، قبل أن تُرديه وحدة من النخبة في الشرطة.

هجمات العام 2015 هي الأسوأ في تاريخ فرنسا..

  • في الثالث عشر من تشرين ثان/نوفمبر، شهدت فرنسا أسوأ إعتداء في تاريخها؛ عندما هاجم متطرفون العديد من المواقع وقتلوا 130 شخصًا وأصابوا 350 آخرين.

ومن بين المواقع المستهدفة “قاعة باتاكلان” للحفلات الموسيقية، وحانات ومطاعم وستاد “دو فرانس” شمال العاصمة. وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن الهجمات.

– في السادس والعشرين من حزيران/يونيو 2015، “ياسين صالحي”؛ يقتل رئيسه في العمل، “إيرفيه كورنارا”، ويقطع رأسه قرب “ليون”. ثم يحاول تفجير مصنع في “سان كوانتان-فالافييه”، وسط شرق فرنسا، من خلال توجيه شاحنته للإصطدام بقوارير غاز، قبل أن يتم اعتقاله.

– في التاسع عشر من نيسان/أبريل 2015، اتهام الطالب الجزائري في المعلوماتية، “سيد أحمد غلام”، بعد اعتقاله في باريس بالإعداد لتنفيذ إعتداء على كنيسة في “فيلغويف” في الضواحي الجنوبية لباريس. وعُثر معه على أسلحة حربية، وتبين أنه كان معروفًا من أجهزة الاستخبارات كـ”إسلامي متطرف”، كما اعترف بأنه كان يخطط لإعتداءات أخرى.

– من السابع وحتى التاسع من كانون ثان/يناير 2015، الأخوان “شريف” و”سعيد كواشي”، يقتلان في 7 كانون ثان/يناير 12 شخصًا في هجوم مسلح على مقر مجلة (شارلي إيبدو) الأسبوعية الساخرة. بين الضحايا مدير الأسبوعية وعدد من كبار رساميها وشرطيان.

بعد يومين من المجزرة، لقي الأخوان “كواشي” مصرعهما بنيران الشرطة؛ أثناء محاولتها اعتقالهما في ضاحية العاصمة.

  • في الثامن من كانون ثان/يناير: “أحمدي كوليبالي”، يقتل شرطية ويصيب موظفًا بلديًا بجروح في “مونروغ” جنوب باريس. في اليوم التالي، يحتجز رهائن داخل متجر يهودي في باريس ويقتل أربعة منهم قبل أن تقتله الشرطة.

وفي حين كان الأخوان “كواشي” قد أعلنا مبايعتهما تنظيم (القاعدة)، فقد أعلن “كوليبالي” مبايعته لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب