9 أبريل، 2024 11:52 م
Search
Close this search box.

جيش العراق .. من “الملكية” إلى الترتيب 59 في تصنيف “غلوبال فاير باور” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – ابتهال علي :

مع اقترابنا من نصف قرن من نهاية الملكية في العراق, في 14 تموز/يوليو عام 1958, التي مرت ذكرى سقوطها منذ أيام، تتبادر للأذهان صور عدة عن حال الجيش العراقي وتحولاته، خاصة مع صدور مؤشر ترتيب جيوش العالم لعام 2017، الذي يصدره موقع “غلوبال فاير باور” Global Fire Power الأميركي مؤخرًا، واحتل فيه الجيش العراقي المرتبة التاسعة والخمسين متراجعًا عن أمجاده في تسعينيات القرن العشرين, عندما كان يحتل مكانة متقدمة في صفوف أقوى جيوش العالم.

ويصدر موقع “غلوبال فاير باور” بصفة دورية تصنيفات لجيوش العالم, بناء على العديد من المعايير، وهو مؤسسة أميركية غير حكومية تتمتع بمصداقية كبيرة لدى الخبراء العسكريين وصناع القرار في العالم.

أميركا أقوى الجيوش وبوتان الأضعف..

تمثل ترتيب أقوى 10 جيوش في العالم من 133 دولة، كما يلي: تصدرت “الولايات المتحدة الأميركية” التصنيف كأقوى جيش على الأرض, تتبعها “روسيا” في المرتبة الثانية، ثم “الصين”، واحتلت “الهند” المرتبة الرابعة متفوقة على كل من “فرنسا” و”بريطانيا”، كما جاءت “اليابان” في المركز السابع وفق التصنيف، متقدمة على “تركيا” التي احتلت المركز الثامن, و”ألمانيا” التي جاءت في المركز التاسع ثم “مصر” العاشرة عالميًا.

وكشف التصنيف أن “تركيا” تفوقت على الاحتلال الإسرائيلي، حيث احتلت تركيا المركز الثامن عالميًا والأول في منطقة الشرق الأوسط، فيما تراجعت إسرائيل إلى المركز الخامس عشر والـ11 على مستوى العالم.

وجاءت “إيران” في المرتبة الـ21, و”المملكة السعودية” المركز الـ24, تلتها “الجزائر” في المرتبة الـ25, ثم “سوريا” في المرتبة الـ44، وتضمن ذيل القائمة لأضعف عشر جيوش في العالم, وفق موقع “غلوبال فاير باور”, دولتين عربيتين: هما “الصومال” في المرتبية الـ128, ثم “موريتانيا” في المرتبة الـ130, وجاءت “مملكة بوتان” في المرتبة الـ133 كأضعف جيش في العالم.

العراق.. السادس عربيًا..

جاء الجيش العراقي في الترتيب التاسع والخمسين بين جيوش العالم، والسادس عربياً بناء على هذه المعطيات:

إجمالي عدد السكان: 38 مليون نسمة.

تعداد الجيش: 318 ألف مقاتل.

تعداد الاحتياطي: 150 ألف شخص.

من يصلحون لأداء الخدمة: 13 مليون شخص.

الدبابات: 301.

المدرعات: 5,173.

الطائرات الحربية: 151.

طائرات الهليكوبتر: 161.

القوة البحرية: 60.

حاملات الطائرات: لا يوجد.

الغواصات: لا يوجد.

ميزانية الدفاع: 6 مليارات دولار.

الجيش العراقي العاشر في الشرق الأوسط..

بقراءة في التصنيف نجد أن موقع “العراق” في ترتيب الدول العربية، كان السادس بينما تصدرته “مصر” في المرتبة الأولى تليها “المملكة السعودية”، ثم “الجزائر” و”سوريا” و”المغرب” ثم “العراق” ثم “الإمارات” و”اليمن” و”السودان” و”الأردن”.

ووفقًا للتصنيف، كان ترتيب أقوى جيوش بمنطقة الشرق الأوسط كما يلي: “تركيا” في المرتبة الأولي, ثم “مصر”, وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تراجع للمركز الخامس عشرعلى مستوى العالم، ثم “إيران والسعودية والجزائر وسوريا والمغرب”, على الترتيب ليحل “العراق” في المركز العاشر شرق أوسطيًا.

وعند مقارنة الجيش العراقي بعدد من جيوش الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، نجد إنه بالنسبة للجيش المصري العاشر فيما بلغ حجم القوة العددية للجيش المصري 1.329 مليون شخص، وعدد الجنود الاحتياطيين 875 ألفاً. في حين تمثل تعداد الجيش العراقي في 318 ألف مقاتل وجنود الاحتياط 150 ألف شخص.

ميزانيات الجيوش وعلامات استفهام..

يصل عدد طائرات سلاح الجو بمختلف أنواعه المملوكة لمصر 1.132 ألف طائرة، تضم 337 مقاتلة و427 طائرة هجومية و260 طائرة نقل و46 طائرة هليكوبتر هجومية. بينما تمتلك العراق 151 طائرة, منها 13 طائرة مقاتلة و15 طائرة هجومية و93 طائرة نقل و32 طائرة هليكوبتر هجومية.

وبالنسبة للقوات البرية، تمتلك مصر 4110 دبابة, والعراق 301 دبابة, أما بالنسبة للقوة البحرية تتميز مصر بامتلاك حاملتي الطائرات الفرنسية “مينسترال”, بينما لا تمتلك العراق أيًا من حاملات الطائرات. وعامة تمتلك القاهرة 319 قطعة بحرية منها 5 غواصات و23 سفينة حربية، بينما تمتلك بغداد 60 قطعة بحرية فقط ليس من بينها غواصات.

وبمقارنة موقع الجيش العراقي مع خصمه العتيد “إيران”، التي جاء جيشها في المركز 21 في الترتيب بينما جاء جيش العراق في المركز 59.

والمثير للاهتمام أنه رغم المعطيات السابقة في المقارنة بين البلدين إلا أن حجم ميزانية الجيشين متقاربة، إذ بلغت ميزانية وزارة الدفاع في العراق 6,055 مليارات دولار و 6,300 مليارات دولار, وهو ما يفرض تساؤلات حول غياب الرقابة بشأن حجم الإنفاق العسكري في بغداد. أما ميزانية الجيش المصري فجاءت أقل بمقدار ملياراً دولار، إذ بلغت 4.4 مليار دولار.

معايير ترتيب “غلوبال فاير باور” لجيوش العالم..

يرتكز تصنيف موقع “غلوبال فاير باور Global Fire Power” على 50 عنصرًا، منها التنوع في التسليح في فروع القوات الجوية والبرية والبحرية، وحجم الدعم الاقتصادي للجيش من حيث ميزانية وزارة الدفاع وثروتها النفطية والعوامل الجغرافية المتمثلة في حدود الدول وشواطئها والممرات المائية، والقوى العسكرية العاملة المتاحة وحجم الشباب فى سن التجنيد سنويًا وكذلك قوات الاحتياط.

ولا يرتكن الترتيب على العدد الإجمالي للأسلحة المتاحة لأي بلد, ولكن يركز على تنوع السلاح، فعلى سبيل المثال، يؤثر امتلاك الدول قدرات نوعية فى التسليح – طائرات مقاتلة أو حاملات طائرات – على ترتيبها في التصنيف, بينما لا يعتد بالقدرة النووية للدولة، خاصة إذا لم تكن عضوًا في النادي النووي للدول المعترف بها لامتلاكها أسلحة نووية معلنة, وهي “الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، والهند وباكستان وكوريا الشمالية”. بينما يعتقد أن هناك 23 دولة تمتلك أسلحة نووية غير معلن عنها مثل “إسرائيل وإيران”، ولا يتم ترتيب لدول عسكريًا بناءًا على قوة الدولة أو مساحتها, وأيضًا لا تؤثر القيادة السياسية أو العسكرية في معايير الترتيب.

هذه مكانة الجيش العراقي في عام 2017.. فماذا عن التاريخ الحديث ؟

يقترب الجيش العراقي من الاحتفال بذكرى مرور قرن على إنشائه وذلك عام 2021، إذ بادرت أول حكومة عراقية تشكلت عقب ثورة عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني للعراق إلى بناء أول لبنة في صرح الجيش العراقي في العصر الحديث. وأمرت بجمع جنود عراقيين خدموا في الجيش العثماني تحت لواء واحد باسم “الإمام موسى الكاظم” في شهر كانون ثان/يناير عام 1921. وكان ذلك في عهد المملكة العراقية وتحت حكم الملك “فيصل الأول”.

وفي عام 1931 تم تشكيل القوة الجوية العراقية, ثم القوة البحرية العراقية عام 1937.

معول انهيار جيش “صدام”..

وصلت قوة الجيش العراقي في عهد الرئيس “صدام حسين” إلى ذروتها، إذ تجاوز حجم قواته مليون جندي, واحتل المرتبة الرابعة في ترتيب جيوش العالم عام 1990.

وهنا، يعتقد كثير من المراقبين أن المخابرات الأميركية والغربية بالغت في تقييم قدرات الجيش العراقي قبل غزو العراق عام 2003 لتهيئة الرأي العام الغربي لفكرة احتلال بلاد الرافدين.

وبعد الغزو الأميركي للعراق أصدر الحاكم المدني “بول بريمر”، الذي اختاره الرئيس الأميركي “جورج دبليو بوش” للإشراف على إعادة إعمار البلاد، قراراً بَحل الجيش العراقي، في خطوة كانت المعول الرئيس في انهيار جيش كان وقتها في قائمة أقوى الجيوش العربية بعد مصر وسوريا.

سلسلة من الحروب المريرة..

من أهم الحروب التي خاضها الجيش العراقي في العصر الحديث, الحرب ضد سلطات الانتداب البريطاني عام 1941, وحرب فلسطين عام 1948، إلى جانب الجيوش المصرية والسورية والأردنية، وحرب الخليج الأولى ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي، التي تدرس في الأكاديميات العسكرية في العالم باعتبارها أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين، إذ اندلعت عام 1980 وانتهت عام 1988. وتذهب التقديرات إلى أن قوة الجيش العراقي العددية حينذاك كانت 190 ألف جندي.

وخاض الجيش العراقي حرب الخليج الثانية عام 1990, جراء احتلال الرئيس العراقي الأسبق “صدام حسين” لآراضي الكويت.

وجاء سقوط محافظة “نينوى” تحت براثن تنظيم “داعش” الإرهابي عام 2014, تحديًا جديدًا في وجه الجيش العراقي, الذي أعلن في شهر تشرين أول/أكتوبر العام الماضي عن انطلاق معركة الموصل، التي أطلق رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” عليها لقب “قادمون يا نينوى” لتحرير الموصل – ثاني أهم المدن العراقية بعد العاصمة بغداد – من تنظيم “داعش”, وهي معركة شارك فيها إلى جانب جيش الدولة العراقية قوات “الحشد الشعبي” الشيعي وقوات “البيشمركة” التابعة لإقليم “كردستان العراق” وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب