9 مارس، 2024 5:57 م
Search
Close this search box.

بلدية “طهران” .. تلجأ إلى حافلات استعمال الخارج بسبب العقوبات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

مؤخرًا أعلن “مجتبى شفيعي”؛ نائب “وزارة النقل” في بلدية “طهران”؛ عن دخول عدد: 1000 حافلة مستعملة إلى أسطول النقل العام. وتطرق للحديث عن نجاح تجربة الاستفادة من الحافلات المستعملة؛ وقال: “كانت لدينا في السابق تجربة ناجحة مع حافلات (إيكاروس)، حيث كانت أفضل حالًا من الحافلات الموجودة بشهادة السائقين والركاب”.

وأوضح أن أحد أفضل وأسرع طرق تحسين قطاع النقل العام؛ هو تحديث الحافلات، وأضاف: “أوضاع شبكة النقل العام حاليًا متهالكة نسبيًا ونسعى للعمل بكل الطرق المتاحة لتوفير حافلات جديدة حتى يتسنى تفعيل المنظومة المتهالكة نتيجة نقص الحافلات”؛ بحسب “يگانه شوق الشعراء”؛ في تقرير نشرته صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.

والواقع أن شراء حافلات مستعملة من “أوروبا”؛ موضوع مُثير للنقاش. الكل يعلم أن أوضاع النقل العام؛ وبخاصة في “طهران” سيئة، والناس مستاءة جدًا من هذه الأوضاع.

ويلجأ المسؤولون إلى شراء حافلات مستعملة للتخلص من هذه المشكلة. وتُجدر الإشارة إلى أن شراء مثل هذه الحافلات؛ إنما يُمثل في حد ذاته مشكلة؛ لذلك يجب التدقيق بشدة في هذه المسألة؛ الاستماع إلى أقوال الخبراء.

والسؤال الأساس: أليس من الأفضل تأهيل وإصلاح الحافلات المعطلة وإعادتها إلى منظومة النقل العام من جديد ؟.. فالحافلات المستعملة ليست آمنة تمامًا وتحتاج بدورها إلى بعض الإصلاحات.

مقترح شراء حافلات مستعملة إلى رئيس الجمهورية..

في معرض إجابته عن سؤال بشأن المرحلة التي وصلت إليها عملية شراء حافلات مستعملة، قال “شفيعي”: “لدينا عروض مختلفة؛ ونحن حاليًا بصدد دراسة المقترحات المُقدمة من حيث الجودة والأسعار، ونحن في انتظار قرار الدولة، علمًا أن السيد الرئيس كان قد وجه الحكومة إلى دارسة الموضوع، وبالفعل انتهت الدراسات المبدئية وهناك اتفاق بين وزارتي الداخلية والصناعة؛ مع الأخذ في الاعتبار لملاحظات البيئة، ونحن حاليًا في انتظار قرار الحكومة، حينها يمكننا التركيز على دراسة المقترحات المقدمة”.

ردود الفعل على شراء حافلات مستعملة..

في السياق ذاته؛ أكد “سيد جعفر تشكري هاشمي”؛ رئيس لجنة التعمير والنقل ببلدية “طهران”، أن المشروع لم يحصل حتى الآن على موافقة البلدية، وأضاف: “نحن لا نرى فائدة من شراء حافلات استعمال الخارج، ونحن نفضل الاستفادة من القدرات الداخلية، ورغم ضعف قدرة الإنتاج المحلي والاستفادة من الإمكانيات المتاحة، لكن الحافلات استعمال الخارج تُمثل ظلمًا كبيرًا للمنتج المحلي”.

المشكلات الأساسية في قطاع النقل..

ناقشت (آفتاب يزد) الإصلاحية، الموضوع مع؛ “محمد عليخاني”، رئيس لجنة التعمير  والنقل ببلدية “طهران” الأسبق، وقال: “جذور مشكلات النقل العام في طهران؛ يرتبط ببعض الموضوعات الهامة، أحدها عدم تطبيق القوانين واللوائح الموجودة والمتعلقة بدور الحكومة القانوني. والواقع أن الحكومة تخلت عن هذا القطاع ولا تُقدم أي مساعدة تساهم في التخفيف من مشكلات قطاع النقل العام. سابقًا كانت حكومات آية الله؛ هاشمي رفسنجاني؛ ومحمد خاتمي؛ وأحمدي نجاد، تزود قطاع النقل في المتوسط بعدد: 02 – 03 آلاف حافلة. لكن للأسف لم تُقدم حكومة؛ حسن روحاني، أو الحكومة الحالية أي دعم لقطاع النقل”.

لافتًا: “صحيح أن حكومة؛ روحاني، صدقت على عدد من القرارات الجيدة، ولكن للأسف لم تدخل حيز التنفيذ، بذريعة أن إنتاج قطع غيار الحافلات داخليًا لن يكون سهلًا بسبب العقوبات. ولكن في حال العقوبات قائمة، وربط المصارف الإيرانية بمنظومة (سويفت) المالية، فسوف يكون مقدور المصانع المحلية استيراد قطع الغيار المطلوبة وإنتاج حافلات”.

استيراد حافلات استعمال الخارج لا يتناسب والمكانة الإيرانية..

يُضف “عليخاني”: “كان موضوع شراء حافلات مستعملة مطروحًا في السابق، وقد عارض الكثيرون هذا الموضوع. وقد عارضنا في لجنة التعمير والنقل هذه المسألة لأن هذه الحافلات سوف تنهار بعد عدة سنوات فقط، وبالتالي لن يقضي شراء حافلات مستعملة على المشكلة؛ ناهيك عن التكلفة”.

مواصلاً: “والأفضل في رأيي أن يتجه المسؤولون إلى التعاون مع القطاع الخاص؛ كما حدث سابقًا. ولذلك عارضنا في السابق شراء حافلات مستعملة لأنه يتنافى ومكانة الدولة والشعب الإيراني ويعتبر إهانة. ولو يُسمح للقطاع الخاص بالمشاركة فلن تلجأ الدولة إلى شراء حافلات مستعملة، وسيكون عليها تحديث تكنولوجيات التصنيع والترفع عن شراء حافلات تقليدية ناهيك عن الحافلات المستعملة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب