وكالات- كتابات:
تناقلت حسابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، صورة منسوبة للحظة العثور على رئيس النظام العراقي السابق؛ “صدام حسين”، داخل سجن “صيدنايا” في “سورية”، بعد (19 عامًا) على إعدامه.
كانت الصورة تبدو وكأنها مٌذاعة عبر شبكة (الجزيرة) الإخبارية، وأن “صدام حسين” محاطًا بعدد من العناصر الأمنية، وجاء انتشارها على هامش الاهتمام المتزايد بالتطورات حول “سجن صيدنايا” أو ما وصفته الآلة الدعائية الأميركية وتوابعها العربية: بـ”المسلخ البشري”، وكما وصفته “منظمة العفو الدولية” بوقتٍ سابق.
ومع انهيار نظام “بشار الأسد”؛ وسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، بقيادة (هيئة تحرير الشام)، اتجهت الأنظار إلى “سجن صيدنايا”، وسط سعي العديد من السوريين البحث عن ذويهم المعتقلين والمفقودين منذ سنوات بعيدة.
كانت الصورة المنسوبة لـ”صدام حسين”، مصحوبة بتعليقات تقول: “العثور على صدام حسين في سجن صيدنايا”، و”ورد إلينا أن صدام حسين حي”، فيما قالت إحدى أكثر التدوينات رواجًا: “افرحو يا شعب العراق الصامد؛ عاجل وبشكلٍ رسمي: عندما قال شيخنا ومرجعنا السياسي؛ فائق الشيخ علي: سنُعيد تشكيل حزب (البعث). ضحك عليه ذيول إيران وعملاء الخارج. اليوم وبشكلٍ رسمي العثور على صدام حسين في سجن صيدنايا وسيعود لحكم العراق”.
لكن؛ وبحسّب تحريات (CNN) من الصورة، وجد أن (الجزيرة) لم تبَّثها، وأن الصورة الأصلية تعود إلى الرئيس الجورجي الأسبق والحاكم الأسبق لمنطقة (أوديسا) الأوكرانية؛ “ميخائيل ساكاشفيلي”.
وكانت الصورة للحظة اعتقال جهاز الأمن الأوكراني لـ”ساكاشفيلي”؛ في “كييف”، في 05 كانون أول/ديسمبر 2017، وثقت العديد من وكالات الأنباء الحدث آنذاك، منها (رويترز) ووكالة الأنباء الفرنسية و(غيتي) للصور.
ومع تشريح الصورة المنسوبة إلى “صدام حسين”؛ عن طريق أداة (Forensically)، التي يمكنها إظهار مواطن التلاعب في الصور، تبيّن أنها تعرضت للكثير من التلاعب.
ويلجأ بعض منتجي المعلومات المضللة إلى التلاعب في الصور عن طريق نسّبها إلى وسائل إعلام بارزة، مثل (الجزيرة)، وبعد القيام بالتزييف يتم إظهار الصورة كما لو أنها ملتقطة خلال عرضها في التلفزيون، لإعطائها المزيد من الموثوقية والمصداقية.
وفي هذه الحالات، يُفضل العودة إلى الوسائل المنسّوب إليها بث اللقطات وفحص مواقعها الإخبارية للتأكد مما إذا كانت أوردتها من عدمه.