خاص : ترجمة – محمد بناية :
كان وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، قد بدأ تحركات جديدة في الحوزة الدبلوماسية مؤخرًا، والتي لفتت إنتباه الكثير من الدول.
وبعد تصاعد وتيرة الصراع بين “إيران” و”أميركا”؛ وعزم “إيران” تعليق بعض تعهداتها في “الاتفاق النووي”، توجه “محمد جواد ظريف”؛ في جولة خارجية بدول “روسيا”، و”تركمانستان”، و”الهند”، و”اليابان”، و”الصين”، و”باكستان”، و”العراق” حتى يتمكن، من خلال شرح السياسات الإيرانية، كسب الدعم السياسي في المواجهة ضد “الولايات المتحدة”؛ وكذلك المقاومة ضد تبعات “العقوبات الأميركية”، من خلال تحفيز تلك الدول؛ للمحافظة على علاقاتها الاقتصادية مع “الجمهورية الإيرانية”.
لكن وبعد كل ذلك؛ أعلن وزير الخارجية الإيرانية، أثناء زيارته الأخيرة إلى “بغداد” ولقاء نظيره العراقي، مقترح بلاده للتوقيع على اتفاقية عدم الإعتداء مع دول الخليج. وتحوز هذه الدعوة، لا سيما بالنظر إلى الأوضاع الراهنة وتنامي التراشق اللفظي بين “طهران” و”واشنطن”، أهمية بالغة، في حين لا ترقى علاقات بعض الدول الخليج مع “إيران” إلى المستوى المطلوب.
لذلك يعتقد “قاسم محبعلي”، إن نوايا “إيران” الطيبة قد تهيء مجالات الحوار مع الأطراف المقابلة. ويعتقد “محمود صدري” في عدم وجود أي سبب للخوف بالنسبة على جميع الدول؛ لأن هذه الاتفاقية تحمل رسالة سلام ولا تمثل خطرًا على أحد. بحسب صحيفة (آفتاب) الإيرانية الإصلاحية.
نظرة على مساعي وزير الخارجية الأخيرة..
توجه وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، إلى “نيويورك”، نيسان/أبريل الماضي، للمشاركة في اجتماع “اليوم الدولي لتعددية الأطراف والدبلوماسية من أجل السلام”، وقال في لقاء مع (فاكس نيوز)؛ المقربة من حكومة “دونالد ترامب”: “وضعت مقترح تبادل السجناء على الطاولة، وأنا على استعداد، وأتمتع بالصلاحية اللازمة. وكنت قد قدمت هذا المقترح قبل ستة أشهر، لكن لم أحصل على رد من المسؤولين بحكومة، دونالد ترامب”.
وبعد ذلك؛ التقى “دايان فاينستاين”، السيناتور الديمقراطي بـ”الكونغرس” الأميركي. وقد أثار هذا اللقاء حفيظة بعض نواب “البرلمان الإيراني”. وعقب ذلك؛ وبعد إعلان “المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني” نبأ تعليق بعض التعهدات الإيرانية المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”، بدأ وزير الخارجية بجولة دبلوماسية، هدفها إنقاذ “الاتفاق النووي”، شملت: “روسيا، وتركمانستان، والهند، والصين”، ونتيجة لتلكم الجولة أعلنت بعض الدول، وبخاصة “اليابان” و”روسيا”، استعدادهما لإستضافة لقاء يستهدف وقف الصراع بشأن “الاتفاق النووي”، وكذلك إرسال مليون برميل “نفط” إلى “الصين”؛ رغم عدم تمديد قرار الإعفاء النفطي.
ويعتقد البعض أن أعظم إنجازات جولات “ظريف” الدبلوماسية هو إبداء رغبة بعض الدول، وبخاصة “عُمان” و”العراق”، للوساطة بين “طهران” و”واشنطن” وخفض وتيرة التلاسن بين البلدين.
أسباب أهمية مقترح “ظريف” في ظل الأوضاع الراهنة..
تعليقًا على مقترح وزير الخارجية، “محمد جواد ظريف”، بشأن التوقيع على اتفاقية عدم الإعتداء مع دول الخليج، يقول “قاسم محبعلي”، المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ومدير عام وزارة الخارجية سابقًا، في حوار إلى صحيفة (آفتاب) الإصلاحية: “تنُبع أهمية المقترح بسبب الصراع بين إيران ودول الخليج، إذ تسعى أطراف ثالثة للاستفادة من هذا الوضع. ولذلك تعيين على إيران طمأنة دول الخليج. لكن من الصعوبة بمكان أن تبدي دول الخليج رد فعل إيجابي سريع. لكن تصريحات الوزير اتسمت بالإيجابية”.
احتمالات عدم الترحيب بمقترح “ظريف”..
بدوره يقول “محمود صدري”، الخبير الدولي: “لا يوجد سبب للاضطراب في سائر الدول، لأن هذه الاتفاقية رسالة سلام ولا تحمل خطرًا لأي شخص. وتتعرض إيران للضغوط من الولايات المتحدة وبعض دول الجوار، مثل السعودية والإمارات والبحرين وغيرها، ولذلك يقول المنطلق الدبلوماسي لابد من العمل على خفض التوتر والتهديدات. وحين توقع إيران على هكذا تحالف مع دول الخليج؛ فهذا يعني الخروج من دائرة التهديدات، وبالنهاية حصر الصراع بين إيران والولايات المتحدة. لكن لا يبدو أنه قد يحدث ترحيب بهذا المقترح. لأن على إيران الحد من متسويات التلاسن مع الولايات المتحدة، ولذلك جاءت زيارة، جواد ظريف، إلى دول مثل العراق وباكستان؛ لإزالة الغموض وطمأنة هذه الدول لمسألة أننا لا نمثل تهديدًا وإنما نحن ندفع الخطر”.
الكرة في ملعب السعودية والإمارات..
يبدو أن هدف، “محمد جواد ظريف”، المباشر، من هكذا مقترح، هو “الإمارات”؛ لما لها من زوايا تقاطع مع “إيران”.
والواقع إن وزير الخارجية الإيرانية رمى، بهذا المقترح، الكرة في ملعب “السعودية” و”الإمارات”. ويستشعر “آل سعود” و”آل نهيان” الخطر حيال “طهران”، والآن “إيران” تعلن استعدادها التوقيع على اتفاقية منع الإعتداء، فلماذا لا تحظى هذه المرونة بالقبول ؟!