خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
عاد رئيس الجمهورية العراقية، “برهم صالح”، أمس السبت، إلى بلاده، بعدما شارك في “قمة مكة” وأعلن اعتراض “العراق” على البيان الختامي للقمة الذي يندد بسلوك “إيران” وإعتداءاتها في المنطقة.
وقال “صالح”: “إن جمهوريةَ إيران الإسلامية هي دولةٌ مسلمةٌ جارة للعراق والعرب، ويقينًا لا نتمنى أن يتعرض أمنُها إلى الاستهداف، وتربطنا وإياها 1400 كم من الحدود، ووشائجُ وعلاقاتٌ متعددة”.
هكذا تبين رفض “بغداد” لأي اتهامات لـ”إيران” بزعزعة استقرار المنطقة، وبدا واضحًا أمام الرأي العام الإقليمي والدولي، أن “العراق” قد خرج عن الإجماع العربي، بدعمة لموقف “إيران” على حساب الموقف السعودي والإماراتي.
وسارعت أطراف عراقية، وغير عراقية، بتوجيه الشكر للرئيس، “صالح”، بسبب موقفه المؤيد لـ”إيران”.
إشادات داخلية بموقف “صالح” !
أشاد النائب عن كتلة (صادقون)، “محمد البلداوي”، بموقف “صالح” الرافض للبيان الختامي لـ”قمة مكة”، زاعمًا أن الموقف منح الدبلوماسية العراقية قوة إضافية في عملية المصالحة بين دول المنطقة، من خلال رفضه الإنخراط بأي محور ضد “إيران” أو أية دولة أخرى.
وأضاف “البلداوي”؛ أن “موقف “صالح” كان ضمن الخطة الحكومية في منع “العراق” من الإنزلاق في أي محور ضد الدول الأخرى.
من جانبها؛ أشادت النائبة عن ائتلاف (دولة القانون)، “عالية نصيف”، بموقف رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، في مؤتمر “قمة مكة” واعتراضه على البيان الختامي. وزعمت أن: “الرئيس، صالح، نجح في جعل العراق يتبنى موقفًا حياديًا تجاه الصراعات الدائرة في المنطقة وعدم مجاملة أي طرف على حساب الحق”، وأضافت “نصيف”، أن: “اعتراض العراق على البيان الختامي كان موقفًا مشرفًا عبر من خلاله الرئيس، صالح، عن سياسة خارجية عراقية قوية ترفض الإنسياق وراء أية تأثيرات دولية ولا وصاية لأحد عليه”.
فيما أبدى ائتلاف (دولة القانون)، دعمه لموقف “العراق” الرافض لمضمون البيان الختامي للقمة العربية الطارئة في “مكة”. وأصدر الائتلاف بيانًا؛ قال فيه إن: “الائتلاف يُعرب عن دعمه لموقف العراق الرافض لمضمون البيان الختامي للقمة الطارئة بمكة المكرمة”، مبينًا أن: “البيان المُعد سلفًا قد تضمن مواقف مؤسفة، ولغة تصعيدية شديدة ضد إيران، مقابل التأكيد على أمن السعودية وباقي دول الخليج متناسيًا الجرائم التي ترتكب من قبل القوات السعودية ضد شعب اليمن الشقيق”. وأضاف، أن: “القمة التي تمخض عنها القرارات ضد إيران هي ذات القمم التي طالبت بضرب ليبيا وسوريا عسكريًا”.
وأشاد الائتلاف بموقف “صالح” والوفد العراقي؛ “الذي أبدى رفضه لأي عدوان وتصعيد عسكري على إيران”. وشدد على “ضرورة إبعاد المنطقة عن التوترات والحروب المفتعلة التي لا تخدم إلا أعداء العرب والمسلمين، والتي تمثل أخطر الخروقات لنسيجها السياسي والاجتماعي والاقتصادي”.
إشادات خارجية من جهات موالية لإيران..
لكن أكثر ما يُحرج القيادة العراقية ويكشف موقفها المناويء لـ”السعودية”، هي بيانات الدعم والتأييد التي إنهالت على الرئيس العراقي من جهات تقول “الولايات المتحدة” إن “إيران” تمولها لزعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط، مثل “جماعة الحوثي” في “اليمن” وتنظيم “حزب الله” في “لبنان”.
فقد أشاد الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، “حسن نصرالله”، في كلمة له بمناسبة “يوم القدس العالمي”، بدور “العراق” ورئيسه الذي وصفه بالشجاع لتصديه لمحاولات “قمة مكة” التحريض على “إيران”. بل إن “نصرالله” قد تمنى أن يكون الزعماء العرب على قدر شجاعة الرئيس العراقي.
كما وجهت “جماعة الحوثي”، في “اليمن”، الشكر للرئيس العراقي على رفضه لبيان “قمة مكة”، الذي يُدين “إيران” ويتهمها بالإرهاب. وهذا الثناء من جانب “جماعة الحوثي” يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن “العراق” قد حدد موقفه الداعم لـ”إيران”.
تحذير من الانتقام السعودي !
على إثر هذا الموقف العراقي المنحاز لـ”نظام الملالي” في “طهران”، بدأت المخاوف تساور العراقيين من احتمال قيام “السعودية” بإتخاذ إجراءات عقابية ضد “العراق”، حيث حذر ائتلاف (دولة القانون)، بزعامة، “نوري المالكي”، أمس السبت، من موقف انتقامي لـ”السعودية” في “العراق”؛ بعد تحفظه على مضمون بيان “قمة مكة” العربية. متهمًا “الرياض” بإدارة الإرهاب في المنطقة.
وزعم القيادي في الائتلاف، “محمد الصيهود”، إنه: “غير مستبعد أن تقوم السعودية بموقف أو أعمال انتقامية في العراق؛ بعد رفضه بيان مكة”، مؤكدًا أن: “الإرهاب في العراق وسوريا والمنطقة الذي تقوده السعودية لم ينتهي بعد”.
وأضاف “الصيهود”؛ أن “السعودية” تمر الآن بأسوأ حالاتها، وأن كافة الجبهات والمؤتمرات التي عُقدت يراد منها توفير الحماية لـ”السعودية”، وعلى حكامها أن يعودوا لرشدهم وأن يتخلوا عن سياسة دعم الإرهاب.