خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
انتهت مساء الجمعة؛ الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، في مقر بعثة “سلطنة عُمان”، بـ”روما”، والتي استغرقت ثلاث ساعات، مع نفس التعليقات تقريبًا مع اختلاف طفيف عن الجولات الأربع السابقة، من الإشارة إلى الأجواء المهنية والهادئة، والتعبير عن الأمل في تقدم المفاوضات، وغيرها. بحسّب ما استهل “صابر گل عنبري”؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام).
في غضون ذلك؛ تستحق تغريدة “بدر البورسعيدي”؛ وزير الخارجية العُماني، الغامضة التأمل؛ حيث كتب في تدوينة على منصة (إكس): “انتهاء الجولة الخامسة من المحادثات (الإيرانية-الأميركية) في روما؛ مع تحقيق بعض التقدم، لكنه غير حاسم”.
وأضاف: “نأمل توضيح القضايا المتبقية في الأيام المقبلة، بما يسمح لنا بالمُضّي قُدمًا نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق مستَّدام ومُشرف”.
لكن ماذا يعني هذا التقدم غير الحاسم ؟.. يبدو أن المقصود إعلان استعداد الطرفين الإيراني والأميركي لمناقشة المقترحات والحلول التي تقدّم بها الطرف العُماني للتغلب على المشكلة الرئيسة في المفاوضات؛ (أي مسألة التخصّيب)، من المَّقرر أن يدّرس الوفدين هذه المقترحات بعد العودة لبلدانهما.
ما هي الحلول الوسط لمشكلة التخصّيب ؟
وبالفعل فإن ماهية المقترحات العُمانية غير واضحة، وطبيعة الحلول التي تُقدّمها للتغلب على هذا العائق، لكن الواضح أنه حين يقدم الطرف الوسيّط حلول للتقريب بين وجهات النظر المتناقضة حول موضوعٍ ما، فلا بُدّ أن يكون هذا الحل وسّط، يأمل من خلاله الحصول على الموافقة والقبول المبدئي، على الأقل، بحيث يُحفز كلا الطرفين في البداية على دراسة الحل بغض النظر عن الموقف النهائي لكل منهما.
والسؤال: ما هي الحلول الوسط التي يُمكن تقديمها لمشكلة تخصيّب (اليورانيوم) ؟.. هل هو التوقف المؤقت كخطوة لبناء الثقة المقترن بالقبول والاعتراف بمبدأ التخصيّب، ثم استئناف التخصيّب بعد انتهاء المهلة المحددة ؟.. أو تشكيل اتحاد للتخصيّب ؟.. أو قبول التخصّيب على الأقل في “إيران” لقاء تقديم امتياز هام آخر لـ”الولايات المتحدة” مثل تشدّيد الرقابة الدولية، والزيادة الزمنية والفنية للقيود.. إلخ ؟.. أو أن “عُمان” رأت أن الحل المَّتاح لتجاوز هذه العقبة في ظل الظروف الراهنة، هو إرجاء المناقشات للمستقبل وقدمت مقترح باتفاق مؤقت ؟
المفاوضات مازالت تتنفس..
وبغض النظر عن مضمون وفحوى الحلول العُمانية، لكن مجرد اتفاق الطرفين على استمرار المفاوضات والحيلولة دون وصولها إلى طريق مسدّود نتيجة الاختلاف الجوهري حول التخصيّب من جانبٍ واحد، يعكس من ناحية: “نوعًا من الإرادة” و”درجة من الأمل” للوصول إلى حل وسبيل لتسّوية الخلافات على طريق التوصل إلى اتفاق، ويُجسّد من ناحية أخرى “قلق” الطرفين أيضًا من إعلان الجمود وفشل المفاوضات وعدم جاهزية أيًا منهما لخطة بديلة.
والحقيقة لم يحدث بالفعل تقدم “انفتاحي” في المفاوضات، ولا بُدّ من الانتظار لمعرفة ما إذا كانت هذه “الإرادة” و”الأمل الجزئي” و”القلق” سيؤدي في النهاية إلى حل الخلافات الرئيسة على طريق الاتفاق أم لا، وهل سينُفدّ صبر أحد الطرفين، وخاصة “دونالد ترمب” وتتعطل المفاوضات ؟