21 مارس، 2024 5:17 م
Search
Close this search box.

بإمتداد الاحتجاجات من العراق ولبنان إلى إيران .. “الهلال الشيعي” في خطر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

لحقت “إيران” بكل من “العراق” و”لبنان”، وانتفض الشارع الإيراني غاضبًا على قرارات النظام التي تُحمل الشعب أكثر مما يطيق من أعباء اقتصادية. وكانت أسعار البنزين هي المحرك الرئيس للاحتجاجات التي اندلعت في “طهران” وكبرى المدن الإيرانية، ويمثل الوقود سلعة أساسية للمواطنين الإيرانيين الذين يعتبروا المساس به مثل المساس بماء الشرب.

ويعاني الاقتصاد الإيراني تدهورًا كبيرًا بسبب “العقوبات الأميركية”؛ فضلًا عن تبديد الميزانية في مغامرات عسكرية خارج “إيران” ودعم الميليشيات الموالية لـ”طهران”، في “العراق ولبنان وسوريا واليمن”.

“إردوغان” أول من حذَّر !

لم يمض سوى أسبوع، حتى تحققت نبوءة الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بشأن اتساع رقعة الاحتجاجات القائمة في “العراق” و”لبنان” إلى “إيران”.

ولاقت تصريحات “إردوغان” صداها سريعًا عند “طهران”، حيث وصفها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “عباس موسوي”، بأنها “تحذير مهم جدًا”.

وقال “موسوي”؛ إن تصريح “إردوغان” عن إمكانية إمتداد الاضطرابات إلى البلدان الأخرى في مكانه؛ وهو تحذير مهم “لأن بعض الأياد الخفية تريد إحداث الخلاف والاضطراب في البلدان الإسلامية”.

وبالفعل، تشهد “إيران”، منذ ثلاثة أيام، احتجاجات بعد قرار للسلطات بزيادة أسعار البنزين.

إيران مثل العراق ولبنان !

كان أحد مستشاري الرئيس الإيراني قد أكد، في تغريدته على (تويتر)، قبل اندلاع الاحتجاجات، أن: “إيران ليست العراق أو لبنان، والسفارة الأميركية في طهران أيضًا مغلقة منذ سنين طويلة. لن نسمح لوسائل الإعلام العميلة بتحديد مصيرنا “، في إشارة إلى أن الاحتجاجات التي هزت أركان البلدين لن تفعل ذات الشيء في بلاده.

لكن الوقائع على الأرض تؤكد عكس ذلك. فقد خرج الإيرانيون بالآلاف إلى الشوارع في عدد من المدن الإيرانية احتجاجًا على قرار رفع أسعار الوقود.

أكراد إيران يعارضون النظام..

قال، أمس الأحد، سكرتير “حزب كومله” الكُردستاني الإيراني المعارض، “عبدالله مهتدي”، لصحيفة (القبس): إن الشعب يرفض هدر ثرواته على مغامرات النظام الخارجية. ووصف “مهتدي”؛ ما يجري في “إيران” حاليًا بأنه: “لحظة من لحظات الوحدة الوطنية، اجتمع كل الطيف الإيراني على رفض إذلاله، وإهانته، ونزل الى الشارع ليدافع عن لقمة عيشه، فتصاعدت حدة الاحتجاجات في عدة مدن إيرانية على قرار رفع أسعار الوقود”.

وأشار “مهتدي” إلى أن: “الشعب الإيراني تحدى المرشد الأعلى، علي خامنئي، ورد عليه في الشارع ودعا إلى إسقاطه، ولم تكن ردة الفعل متوقعة من قِبل النظام، فأصيب بالإرتباك، ولذا فقد حقق الحراك الشعبي أول إنجاز معنوي له”.

إيران تدين دعم واشنطن للاحتجاجات..

أدانت “الخارجية الإيرانية”، مساء أمس الأحد، الدعم الذي أعلنه وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، للاحتجاجات في “إيران”.

وكان “بومبيو” قد أعرب، في أول تعليق منه على موجة الاحتجاجات الجديدة التي تُعم “إيران”، أن الولايات المتحدة “تقف مع الشعب الإيراني”، واصفًا هذه الاحتجاجات بـ”الانتفاضة”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “عباس موسوي”: “ندين دعم وزير الخارجية الأميركي لعدد من مثيري الشغب في بعض المدن الإيرانية؛ ونعتبر ذلك تدخلًا في الشؤون الإيرانية”. واصفًا تصريحات “بومبيو” بأنها؛ “منافقة وإنتهازية وأن الشعب الإيراني يدرك أنها لا تشكل أي تضامن صادق معه”.

وتابع “موسوي” أن: “أحداث الفوضى والتخريب التي يدعمها، بومبيو، لا تتوافق مطلقًا مع شخصية قاطبة الشعب الإيراني الواعي”، وإن تصريحات الوزير الأميركي تُعبر عن وجود “نوايا مشؤومة لدى واشنطن تجاه الشعب الإيراني”.

المطالبة باستجواب “روحاني”..

قال أعضاء في “مجلس الشورى” الإيراني إنهم يُحملون الرئيس، “حسن روحاني”، مسؤولية أعمال الشغب التي إرتكبها محتجون على زيادة أسعار المحروقات. ودعا أعضاء المجلس، الحكومة، لإتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل السيطرة والإشراف على الأسعار حتى لا يتضرر الشعب.

وقالت مصادر في المجلس إن 60 نائبًا إيرانيًا تقدموا بطلب لإستجواب الرئيس، “روحاني”، على خلفية الاحتجاجات، مؤكدين على أن الرئيس ينفذ سياسات اقتصادية مكررة.

مشروع “الهلال الشيعي” في خطر ؟

يرى بعض المحللين أن الاحتجاجات، التي شهدها “العراق” و”لبنان”، منذ تشرين أول/أكتوبر الماضي، هي في ظاهرها ضد الفساد الحكومي؛ لكنها في وقع الأمر تُعد محاولة شعبية قوية لإنهاء الوصاية الإيرانية على هذه الدول عبر أدواتها الطائفية.

ويطالب العراقيون بإنهاء المحاصصة الطائفية المتبعة في تقاسم السلطة، منذ الاحتلال الأميركي لـ”العراق” في عام 2003، والتي تسيطر من خلالها، “إيران”، على مقاليد الحكم في “العراق”، ويبدي العراقيون رفضهم للتدخلات الإيرانية وتوجيهات المرشد الإيراني، “علي خامنئي”، للمسؤولين العراقيين.

وفي السابع عشر من تشرين أول/أكتوبر الماضي، لحق “لبنان” بمظاهرات “العراق”، احتجاجًا على قرارات الحكومة بفرض ضرائب جديدة في ظل أزمة اقتصادية يمر بها البلد، وطالب المتظاهرون برحيل الطبقة السياسية الحاكمة في “لبنان”، بشكل كامل لما تمثله من فساد وطائفية لم تُعد مقبولة، ولم يهدأ الشارع باستقالة رئيس الوزراء، “سعد الحريري”، بل هناك إصرار من جانب اللبنانيين على إنهاء التدخلات الإيرانية في بلدهم والمنطقة كلها.

وها هي الاحتجاجات قد اندلعت أخيرًا في “إيران”؛ احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية، فيما يمكن وصفه بالثورة على مشروع “الهلال الإيراني”؛ الذي نسجه “ملالي طهران”.

حيث تشهد الشوارع الإيرانية احتجاجات شعبية عارمة على قرار رفع سعر الوقود، ويطالب المتظاهرون بإسقاط حكم “المرشد الديكتاتور”، وفق وصفهم، وأن تعمل الحكومة لصالح الشعب الإيراني، وليس لتحقيق أهداف سياسية في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب