خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لم يعد سكان العالم يتناولون كميات كافية من الخضراوات والفاكهة.. لذا انتشرت الأمراض وارتفعت معدلاتها، ويُعد هذا التوجه حديثًا نوعًا ما، فقديمًا كان صحن “السلطة” جزءًا أساسيًا من كل وجبة، وطبق “الفاكهة” موجودًا في كل بيت، وتصلح الخضراوات والفاكهة لأن تحل محل وجبة خفيفة بين الوجبات تمنح الجسم بمعادن مهمة لبنيته وتُحسن من صحة الجسم والجهاز المناعي.

ولا شك في أن أفضل درع يحمي من الموت المفاجيء هو إتباع نظامًا غذائيًا غنيًا بالفواكه والخضراوات، وللتأكيد على ذلك؛ كشفت نتائج دراسة إستندت على بيانات رسمية لـ 113 دولة أن استهلاك معظم سكان العالم من الفواكه والخضراوات لا يصل إلى الحد الأدنى للكميات الموصى به، وحذرت من أن عدم تناول كميات كافية من هذه المواد الغذائية كان مسؤولًا عن 2.8 مليون حالة وفاة بسبب الإصابة بأمراض “القلب والأوعية الدموية”، خلال عام 2010، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

ألياف ومعادن وفوائد لا حصر لها..

تُعتبر الخضراوات والفاكهة غنية بالألياف ومعادن مثل “الماغنسيوم والبوتاسيوم ومضادات الأكسدة ومركبات الفينوليت”، التي اكتشف العلماء أنها تخفض من “ضغط الدم والكوليسترول”، كما تعزز الخضراوات والفواكه الطازجة صحة الإنسان وتساعد على تنوع البكتريا النافعة في الجهاز الهضمي، ولا شك في أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر منها هم الأقل عُرضة للإصابة بزيادة الوزن أو السمنة كما تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لذا ينصح بالحرص على تناولها بكميات كافية وإدراجها في أي نظام غذائي.

وفيات بالملايين بسبب عدم تناول خضراوات وفاكهة..

أشارت الدراسة إلى أن هناك حالة واحدة، من بين كل 7 وفيات بأمراض الأوعية الدموية، أي بواقع 1.8 ملايين حالة يمكن إرجاع السبب فيها إلى عدم تناول الكميات اليومية الموصى بها من الفواكه، كما سجلت حالة واحدة كل 12 حالة وفاة بسبب التقصير في تناول الخضراوات؛ ومثلت هذه النسبة نحو مليون حالة وفاة، وتضيء الدراسة الضوء الأحمر وتلفت إنتباه العالم إلى خطورة هذا التوجه الذي بات أغلب سكان العالم يتبعه.

وحدد الباحثون الحد الأدنى لاستهلاك الفاكهة في اليوم الواحد، بـ 300 غم، أي ما يعادل تناول نحو ثمرتين صغيرتين من “التفاح”، ومن الخضراوات والبقوليات معًا، بـ 400 غم، أي ما يعادل 3 أكواب من “الجزر” المقطع.

أعلى النسب في الكويت والفلبين..

تضمنت الوثيقة خريطة توضح نسب استهلاك الخضراوات والفاكهة في أغلب دول العالم وإرتباطها بمعدلات الوفيات في كل دولة، وبمتابعة الخريطة نجد أن “الفلبين” و”الكويت” بهما أعلى معدلات وفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالتقصير في تناول الفاكهة؛ إذ بلغت النسبة ما بين 15 و20%، بينما تظهر أن “الصين” و”باراغواي” بين الشعوب الأقل تأثرًا إذ انحصرت النسب بشكل كبير وتراواحت ما بين 0 و5%.

وبمقارنة المعلومات المرتبطة بتناول الفواكه والخضراوات، بسجلات الوفيات في كل دولة، وأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بها، أستنتج الباحثون أنه، في عام 2010، تسبب انخفاض استهلاك الفاكهة في نحو 1.3 مليون حالة وفاة بسبب الإصابة بسكتات دماغية، وأكثر من 520 ألف حالة وفاة بأمراض الشريان التاجي حول العالم.

كما تسبب التقصير في تناول الخضراوات؛ في حوالي 200 ألف حالة وفاة بالسكتة الدماغية وأكثر من 800 ألف بأمراض الشريان التاجي.

وأوضحت الباحثة الرئيسة في الدراسة، “فيكتوريا ميلير”، أن الخضراوات والفاكهة “عوامل قابلة للتعديل في الأنظمة الغذائية؛ ويمكنها التسبب في الموت المفاجيء”، وأضافت أن نتائج الدراسة تشير إلى الحاجة إلى تقديم المزيد من الجهود الموجهة للشعوب من أجل تحسين استهلاك الخضراوات والفاكهة على مستوى العالم.