17 أبريل، 2024 4:21 م
Search
Close this search box.

المنافسة التركية الإيرانية المقبلة في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

تركيا وإيران دولتان مجاورتان للعراق وشريكتاه التجاريتان الكبيرتان، وكل منهما يتحول بسرعة إلى اللاعب الخارجي  الأكثر نفوذا داخل البلاد مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
بيد أن هناك قلقا في واشنطن حول دوري البلدين، وتتضح رؤاهما المختلفة لمنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص في العراق، حيث من المرجح ان يتجدد التنافس العثماني الفارسي التاريخي في بلاد ما بين النهرين، مع انحسار هيمنة الوجود الأميركي في تلك البلاد.
تسعى تركيا لقيام عملية سياسية عراقية قوية لا يسيطر عليها مكون عراقي واحد، او مجموعة واحدة، وتسعى الى ان ترى عراقا قويا يسهم في تحقيق ألأمن والاستقرار داخليا وإقليميا، ويستثمر بنشاط في الجهود الرامية إلى توسيع إنتاج النفط  والغاز للمساعدة في تلبية احتياجاته من الطاقة وتحقيق هدفه في أن يصبح ممرا لها من الشرق الأوسط إلى أوروبا.
من جهتها تفضل ايران جارا ضعيفا ذا هيكلية سياسية طائفية بشكل صريح تضمن وجود حكومات ودية مع ايران يقودها الشيعة؛ وترى في عراق قوي عقبة ازاء توسيع نفوذها في المنطقة، او ربما تهديدا عسكريا مباشرا، في اسوء الاحوال، كما تنظر ايران بارتياب الى زيادة إنتاج الطاقة العراقية بوصفه منافسا محتملا لصادراتها النفطية.
وترى بغداد في الوقت نفسه أنها يمكن أن تصبح رائدة في الشرق الاوسط، لكنها لا تزال تكافح لتحديد هوية وطنية شاملة ووضع سياسة خارجية تقوم على توافق الآراء. لكن حالة العراق الهشة الحالية تستدعي التدخلات الخارجية، وتدرجه في المواجهة الإقليمية الأوسع نطاقا بين العرب السنة (محور الاعتدال) و “محور الممانعة” الذي تقوده ايران الشيعية.
لدى تركيا فرصة في العراق لانها وعلى نحو ما بعيدة عن الانقسام العربي الفارسي، وترحب بعراق قوي، وتوفر لاقتصاده فرصة التكامل مع الأسواق الدولية. يمكن لأنقرة ان تبدد شكوك الشيعة العراقيين بانها تعتزم القيام بدور قوة سنية في البلاد وكما يمكنها الحيلولة دون نشوء مسائل تفترق فيها المصالح التركية والعراقية وتضبط نغمة علاقتهما.
ان تصور الولايات المتحدة لزيادة نفوذ تركيا في العراق بوصفها موازنة لإيران هو تصور ضيق ويمكن أن يقوض مزايا تركيا ويوجهها باتجاه طائفي يعطي نتائج عكسية. ان الفهم الأميركي الذي يعطي نتائج بناءة إنما يتمثل بالنظر الى تركيا بوصفها قوة إقليمية تتوافق مصالحها مع وجود عراق قوي ومستقر ويعتمد على نفسه. ثم أن جمع تركيا بين الإسلام والديمقراطية والقوة الناعمة يعد امرا أكثر جاذبية إقليميا من الخطاب الإيراني عن حكم رجال الدين والمقاومة.
ينبغي على الولايات المتحدة أن تستمر بتشجيع تزايد التعاون الاقتصادي والتجاري بين تركيا والعراق، إضافة لتشجيع العلاقات في مجال الطاقة وفي أي مجال يدعم تطوير صلاتهما المشتركة باعتبار ذلك جزءا رئيسيا من إستراتيجية واشنطن لما بعد العام 2011 في العراق والمنطقة.

* نقلا عن موقع المعهد الاميركي للسلام: http://www.usip.org وشين كين، وهو مسؤول كبير في برنامج العراق في المعهد. وكان الكاتب يعمل في السابق في بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة للعراق من 2006 الى 2009. وسبق أن نشر العديد من الدراسات والتحليلات الخاصة بالشأن العراقي.
** ترجمة كتابات

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب