14 نوفمبر، 2024 7:56 م
Search
Close this search box.

المفتي السعدي يحرم الدعوة للاقاليم “لانها تفتت العراق”‏

المفتي السعدي يحرم الدعوة للاقاليم “لانها تفتت العراق”‏

حرم المفتي رجل الدين السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي الدعوة للاقاليم مؤكدا إنَّ السعي لإعلان ‏الإقليم تجزئة للعراق وإضعافه وذلك مُحرَّم شرعا؛ لأنَّه المطلوب لدى إسرائيل وأمريكا وحتى من ‏يتظاهر بأنَّه لا يريد التقسيم من الحُكَّام وبعض الدول المجاورة.‏
وأضاف الشيخ السعدي في فتوى اصدرها اليوم ان الاقاليم لاتُحقِّق إلاَّ تفتيت العراق والقضاء على ‏وحدته ولربما تستولي بعض الدول الإقليمية على إقليم الجنوب إن أعلنا ذلك؛ لأنَّ هناك بعض الدول ‏لها أطماع بأنَّ حدودها هي إلى بغداد .. وجاء في نص الفتوى :  ‏
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى شرعية في تقسيم العراق إلى أقاليم
صادرة من مكتب سماحة العلاّمة أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.‏
قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) آل عمران: 103.‏
وقال: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل ‏عمران:105.‏
وقال: (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون:52.‏
وقال -صلى الله عليه وسلم- : {إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهُمْ جَمِيعٌ ‏فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ}.‏
أمَّا بعد:فقد سمعتُ -في هذه الظروف الحالكة-أنَّ هناك مَن ينادي بجعل بعض المحافظات إقليما -وهو ‏ما يسمى بالفيدرالية-، وتحت ذرائع عديدة:‏
منها مالية، ومنا أمنية، ومنها سياسية، ومنها الاستقلال عن هيمنة حكومة المركز المتسلِّطة في الأذى ‏والتهميش والإقصاء والمداهمات والاعتقالات وعدم التوازن الإداري والعسكري وغير ذلك.‏
فأقول:‏
إنَّ السعي لإعلان الإقليم سعي لتجزئة العراق وإضعافه وذلك مُحرَّم شرعا؛ لأنَّه المطلوب لدى إسرائيل ‏وأمريكا وحتى من يتظاهر بأنَّه لا يريد التقسيم من الحُكَّام وبعض الدول المجاورة.‏
ومادام الدستور العراقي الحالي يُخوِّل القائد العام للقوات العسكرية التدخل في الإقليم بحجة حماية ‏الحدود وفض النزاع، وله صلاحية اعتقال أي فرد بما فيهم رئيس الإقليم، فما فائدة قيام الإقليم؟!.‏
وقياس الإقليم على إقليم كردستان قياس مع الفارق؛ لأنَّه أخذ الحكم الذاتي بوقت يختلف عن وقتنا هذا.‏
وبما أنَّ الإقليم لا يُحقِّق المصلحة في هذه الظروف الراهنة لأهل الأنبار أو صلاح الدين أو الموصل أو ‏ديالى: أقول بتحريم الدعوة إليه؛ لأنَّه لا يُحقِّق إلاَّ تفتيت العراق والقضاء على وحدته، ولربما تستولي ‏بعض الدول الإقليمية على إقليم الجنوب إن أعلنا ذلك؛ لأنَّ هناك بعض الدول لها أطماع بأنَّ حدودها ‏هي إلى بغداد كما سمعته من بعض حُكَّامها عام 1979م.‏
فأدعوا الإخوة إلى العدول عن هذه الدعوة، والسعي لإصلاح ما فسد من أمور العراق وفي مقدمتها ‏تعديل الدستور وقانون المحافظات بما يحقِّق الأمن والرفاه للمحافظة فهو خير من الإقليم.‏
والله الموفِّق
مكتب سماحة العلاَّمة أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي
‏12/ربيع الأول/1434هـ – 24/1/2013م

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة