المالكي يتهم ضباط التصنيع العسكري السابقين بقيادة معارك الانبار  

المالكي يتهم ضباط التصنيع العسكري السابقين بقيادة معارك الانبار  

اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضباطا في الجيش العراقي السابق مختصون بعمليات التصنيع الحربي واخرين من دول خارجية بقيادة معارك محافظة الانبار الغربية مع تنظيم داعش ضد القوات العراقية معلنا عن اطلاق خطة خلال يومين لتحصين المحافظة سياسية وعسكريا وامنيا واجتماعيا وادماج ابناء العشائر في قوات الشرطة للمحافظة على الامن ومواجهة المسلحين هناك.
وقال المالكي الاربعاء خلال كلمته الاسبوعية الى العراقيين ان تطور الاوضاع في محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) وملاحقة القوات العراقية للارهابيين ومسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية “داعش” هناك وسيطرتها التي بدأت تتسع على المناطق التي كان يهيمن عليها المسلحون الذين يتخذون السكان دروعا بشرية تتطلب حسم الامور في المحافظة من اجل اعادة السكان الى اماكن سكناهم وبدء عمليات الاعمار فيها. لكنه اشار الى ان الاوضاع في مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) مازالت تتطلب الحسم وهي المدينة التي تعرض اهلها لاكثر من مرة الى الضرر والتشرد في مناطق خارجها داخل وخارج المحافظة . وشدد على ان سلطاته عازمة على اعادتهم الى مناطق سكناهم والتمييز بين الاحياء المدنية وبين المناطق التي تحولت الى مصانع للتفخيخ وصنع الاسلحة ومنطلقا لعمليات المسلحين.
وهدد المالكي بتدمير اي منزل أو منشأة او ادارة تنطلق منها النار على المدنيين او افراد القوات المسلحة
وقال ان في الفلوجة (يقطنها حوالي نصف مليون نسمة) اصبحت فيها هناك مناطق للتصنيع العسكري حيث يعمل في الحي العسكري بالمدينة ضباط من جيش النظام السابق خبراء في التصنيع الحربي ومعهم ضباط من دول اخرى لم يسمها يعملون على تصنيع المفخخات وادوات التفجير الاخرى والانطلاق منها في تنفيذ العمليات المسلحة. واضاف ان هذا الحي سيبقى هدفا للاجهزة الامنية لانه اصبح فارغا من السكان المدنيين ويقطنه حاليا المجرمون والقتلة وحدهم .. وقال “نحن بصدد تطهير الجيوب المسلحة في الفلوجة وحيث تبرز الحاجة ملحة لخطة حكومية لاعادة الحياة الطبيعية لاهل الانبار”.
واشار المالكي الى ان حكومته بصدد اعلان خطة خلال اليومين المقبلين اساسها حكومة الانبار المحلية والعشائر التي وقفت ضد داعش وارهاب المسلحين وتصدت له مقدمة التضحيات ثم الحكومة المركزية التي ستقوم باعادة الاعمار في المحافظة من خلال الخطة التي ستنفذ بمشاركة جميع الوزارات وكل ابناء الانبار “لاعادة الزخم الامني للمحافظة وتطهيرها من القتلة القادمين من الخارج ومعهم الذين احتضنوهم ووفروا لهم ملاذات آمنة حيث ان هؤلاء لايستحقون غير العقاب لانهم ومن خلالهم تقوم داعش والقاعدة بتنفيذ جرائمهما ضد العراقيين”.
وشدد المالكي على ان اعادة الاعمار وبناء المدارس والمستشفيات والادرارات التي تعرضت لتخريب الارهابيين هي مهمة عاجلة مع اعادة بناء اجهزة الشرطة من خلال ضم ابناء العشائر التي قاتلت الارهاب الى تشكيلاتها وتسليحها لتكون قادرة على مواجهة الارهابيين. واضاف ان احداث الانبار افرزت بين المؤمنين بوحدة العراق وبين من يعارضها لان دخول مسلحي داعش الى الانبار تم من خلال مخطط خارجي .. وكذلك افرزت بين الارهاب وحاضناته وبين المواطنين المخلصين الرافضين لذلك .. اضافة الى الفرز بين الجادين بابقاء الانبار مرتبطة بأرض العراق وبين من يريدون ربطها بجهات سياسية خارجية .. وقال ان الانبار وبحكم موقعها ومساحتها الشاسعة (تعادل ثلث مساحة العراق كله) ومجاورتها لاكثر من دولة (الاردن وسوريا والسعودية) تتطلب اتخاذ اجراءات عاجلة لحماية الحدود الدولية للعراق لمنع عودة الارهاب. وشدد على ضرورة بذل المزيد من الاهتمام بالمحافظة موضحا ان الخطة المزمع انطلاقها تستهدف تحصينها سياسيا وامنيا واجتماعيا وخدميا لتكون قوية في مواجهة كل التحديات التي قد تواجهها مجددا داعيا المواطنين الى التفاعل مع الخطة ودعمها من اجل اعادة الامور الى طبيعتها في المحافظة.
وتأتي كلمة المالكي هذه عن ازمة الانبار في وقت اعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة اليوم   ان عدد النازحين من محافظة الانبار حيث يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة على مدينة الفلوجة وعلى اجزاء من مدينة الرمادي عاصمتها قد بلغ حوالي 300 الف شخص.
واوضحت المفوضية في بيان انه “على مدار الاسابيع الستة الماضية نزح نحو 300 الف عراقي من نحو 50 الف عائلة” من الانبار بسبب احداث الفلوجة والرمادي .. واشارت الى ان “النازحين يقيمون في المدارس والمساجد وابنية عامة اخرى ويحتاجون بشكل عاجل” الى مساعدات انسانية حيث تقدر الحكومة العراقية قيمة هذه المساعدات بنحو 35 مليون دولار. وهذا العدد من النازحين هو الأسوأ في البلاد منذ الصراع الطائفي في البلاد بين عامي 2006 و2008.
ومنذ بداية العام الحالي يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة من رجال العشائر ومسلحين من تنظيم “داعش” على الفلوجة وعلى اجزاء من الرمادي المجاورة حيث تشكل سيطرة التنظيمات المسلحة على مدينة الفلوجة حدثا استثنائيا نظرا الى الرمزية الخاصة التي تطبع المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية عام 2004.
وكان الهجوم الاميركي الاول الذي هدف الى اخضاع مسلحي المدينة شهد فشلا ذريعا حول الفلوجة سريعا الى ملجأ لتنظيم القاعدة وحلفائه الذين تمكنوا من السيطرة وفرض امر واقع فيها.. بينما قتل في المعركة الثانية حوالى الفي مدني اضافة الى 140 جنديا اميركيا في ما وصف بانها المعركة الاقسى التي خاضتها القوات الاميركية منذ حرب فيتنام في ستينات القرن الماضي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة