كثفت القوات الحكومية العراقية التي تحارب مسلحين الضربات الجوية والقصف المدفعي لمدينة الفلوجة التي يسيطر عليها متمردون اليوم الأحد وقال مسؤولون مستشفيات وزعماء عشائر إن سبعة أشخاص على الاقل لاقوا حتفهم.
وقال زعماء دينيون وعشائريون في المدينة التي تقع على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد إنهم يخشون من وقوع هجوم وشيك للجيش لطرد المسلحين وإنهاء مواجهة مستمرة منذ ثلاثة أسابيع أدت إلى نزوح ألوف الأشخاص من ديارهم.
وتفرض القوات العراقية وقوات الأمن طوقا غير محكم على الفلوجة وخاضت اشتباكات متفرقة مع مسلحين داخلها. لكن القوات تحجم عن شن هجوم شامل لإتاحة الوقت للزعماء المحليين ورجال العشائر لإقناع المسلحين بالانسحاب.
وقال رجل دين في الفلوجة التي كانت مسرحا لمعركتين كبيرتين مع القوات الامريكية عام 2004 “لم يعد هناك وقت للمحادثات ونشعر بالخوف من أن يكون هناك حل عسكري وشيك.. هناك معركة ثالثة في الفلوجة على الأبواب.”
وصباح اليوم الأحد هاجم مسلحون موقعا للجيش في جنوب الفلوجة واستولوا على عربتين من طراز همفي ودمروا ثالثة حسبما قال مسؤولون محليون. ورأى شاهد من رويترز مسلحين يقودون العربتين ويحتجزون فيهما أربعة أشخاص يرتدون زي الجيش العراقي.
وقالت مصادر مستشفيات في الفلوجة إن 42 شخصا أصيبوا بجروح في الضربات الجوية والقصف بالمدفعية والمورتر. وقتل أربعة مدنيين في الفلوجة على مدى اليومين الماضيين. ولم يتضح ما إذا كانت وقعت إصابات في صفوف المسلحين.
وسيطر مسلحون على الفلوجة ومناطق من الرمادي القريبة بمساعدة رجال عشائر مسلحين متعاطفين معها في أول يناير كانون الثاني. وقال مسؤولون أمنيون عراقيون إنه لم يتم بعد تحديد موعد نهائي لتنفيذ عملية عسكرية في الفلوجة لكنهم أعربوا عن شعورهم بالقلق من أن يسمح المزيد من التأخير للمسلحين بتعزيز مواقعهم.
وقال ضابط في القوات الخاصة “لم نتلق الضوء الأخضر لبدء هجوم لكن كلما انتظرنا كلما تمكن المسلحون من تعزيز قوتهم وتعقيد مهمتنا في إلحاق الهزيمة بهم.”
وفي الرمادي حيث يساعد رجال العشائر الجيش في مواجهة مسلحين قالت مصادر مسؤولة إن جماعات مسلحة استعادت المناطق الشرقية من المدينة بعد انسحاب قوات الأمن.
وفر أكثر من 65 ألف شخص من القتال في الفلوجة والرمادي خلال الأسبوع المنصرم وحده حسبما قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة. وافادت المنظمة الدولية أن أعمال العنف في العراق قفزت إلى أعلى مستوياتها منذ خمس سنوات في 2013 بمقتل حوالي 9000 شخص أغلبهم مدنيون.
وفي حادث منفصل قالت الشرطة ومصادر طبية إن ثلاث سيارات ملغومة انفجرت في مدينة كركوك مما أدى الى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 14 آخرين. وقتل رائد في الجيش وأصيب ثلاثة جنود حين فتح مسلحون النار على دوريتهم في قرية شمالي المدينة.
وفي بغداد قالت الشرطة إن ضابطا سابقا في الجيش وزوجته قتلا بعدما اقتحم منزلهما مسلحون يستخدمون أسلحة مزودة بكواتم للصوت. وقالت الشرطة إنه تم العثور على جثث ثلاثة رجال أيديهم مقيدة خلف ظهورهم ومصابين بالرصاص في مناطق شيعية في شمال بغداد.