خاص : كتبت – نشوى الحفني :
يزداد الوضع سوءًا وتأزمًا على الحدود العراقية المشتركة مع “تركيا” و”إيران”، فقد كشفت تقارير إعلامية عن تحشيدات عسكرية إيرانية على حدود “كُردستان العراق”، وذلك بالتزامن مع العمليات العسكرية التركية المستمرة في الإقليم.
وأشارت إلى أن (الحرس الثوري) الإيراني حشد قوة كبيرة على الحدود مع الإقليم لاستهداف مقرات وقواعد أحزاب “كُردستان إيران” داخل أراضي الإقليم.
وأفادت بأنه خلال اجتماع عُقد بموقع إجراء مناورات عسكرية لتلك القوات في منطقة “مريوان”؛ المحاذية لحدود “إقليم كٌردستان العراق”.
بينما قال قائد قوات المشاة في الحرس الثوري الإيراني، “محمد باكبور”، إنهم وكما فعلوا في السنوات الماضية، يستهدفون مقرات ومواقع القوى المعادية لهم داخل أراضي “العراق” و”إقليم كُردستان”.
مناورات عسكرية..
وكان (الحرس الإيراني) قد أعلن، أمس الأول، أنه يجري مناورات كبيرة في منطقة “مريوان” تشارك فيها القوات البرية والجوية وطائرات مُسيرة وفرق المهمات الخاصة في (الحرس الثوري).
وأعلنت قيادة وحدات حماية شرق كُردستان، الجناح العسكري لحركة (بزاك)، أن “إيران” حشدت قوات كبيرة في القرى الحدودية التابعة لـ”مريوان”، وطردت الرعاة من تلك المناطق وقصفتها بالمدفعية.
وقالت في بيان، إن القوات الإيرانية طردت الرعاة من تلك المناطق وبدأت الطائرات المُسيرة تُحلق في أجواء المنطقة منذ الليلة قبل الماضية، وقصفت بالمدفعية تلك المناطق الحدودية لمدة ساعتين صباح أمس الأول.
كما أعلنت “لجنة تشكيلات الحزب الديمقراطي الكُردستاني” الإيراني أن الحرس الإيراني بدأ بإنشاء قواعد عسكرية في قرى منطقة “سردشت” الحدودية، وبدفع سكان المنطقة بإتجاه حمل السلاح إلى جانبه.
عملية “المخلب-النمر”..
هذا التحشيد الإيراني يأتي في وقت تواصل فيه “تركيا” عملية (المخلب-النمر) ضد قواعد “حزب العمال الكُردستاني” في الإقليم الكُردي شمال “العراق” رغم استدعاء “بغداد” سفيري “تركيا” و”إيران”، الأسبوع الماضي، للاحتجاج على الإنتهاكات المستمرة من جانب الدولتين للسيادة العراقية.
مفترق طرق..
تعليقًا هذا الموضوع يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، “فاضل أبورغيف”: “إن التدخلات الإيرانية قياسًا إلى التدخلات التركية في شمال العراق هي بنسبة واحد إلى عشرة، فلدى تركيا قاعدتين في شمال البلاد، والقصف التركي مستمر، أما تعرضات إيران فهي خفيفة هناك، لكن هذا لا يعني أنها لا تخترق السيادة، لذا فإن العراق أمام مفترق طرق، أما أن يُضحي بعلاقته مع إيران، وأما أن يتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن أو المحاكم الدولية”.
وأضاف “أبورغيف” أن: “المشكلة تكمن في وجود الأكراد المعارضين لهاتين الدولتين، فالعراق أكثر دولة أعطت الحقوق للأكراد، لذلك تخشى تركيا وإيران من الأكراد الموجودين على أراضيها، بسبب المشكلة القومية، وعلى الجانبين الإيراني والتركي أن لا يجعلان من العراق ساحة لخلافاتهم القومية مع الأكراد”.
وتابع “أبورغيف” قائلاً: “لدى تركيا حلف تاريخي مع إيران في العراق، لكنهما قد يختلفان في سوريا وليبيا واليمن، ويبدو أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي يغضان الطرف عن العمليات العسكرية الإيرانية والتركية في شمال العراق، وهذا يعني عدم وجود ممانعة إزاء تلك العمليات، خصوصًا ضد حزب العمال الكُردستاني، وليس للعراق سوى التحرك دوليًا”.
تنسيق “إيراني-تركي”..
وفي حديث لـ (إيلاف)، فسر قائد القوات العسكرية لحزب (كومله) الكُردي في “إيران” التحركات العسكرية “التركية-الإيرانية” قائلاً أن: “هناك تفاهم (تركي-إيراني) حول تقاسم النفوذ في المنطقة، والطرفان يتحركان من الشرق الأوسط في إتجاه إفريقيا، ويهددان الأمن القومي العربي بما فيه أمن دولة كبيرة مثل مصر”.
“عبدالله أذربار”، قال عن التفاهم والتنسيق “التركي-الإيراني” لضرب القوى الكُردستانية الإيرانية، أن “إيران” تتولى ضرب قواتنا وقوات (الحزب الديمقراطي الكُردستاني) في “إيران”، الذي يرتبط حزبنا معه بمذكرة تفاهم سياسية، ويتولى الجانب التركي ضرب مواقع (حزب العمال الكُردستاني) و(حزب بيجاك) التابع له في “روجهلات” (كُردستان إيران)”.
وأضاف “أذربار”: “قصفت القوات التركية أكثر من 150 موقعًا لحزب العمال، بينما أمطرت إيران مواقعنا ومواقع الديمقراطي بعشرات القذائف الصاروخية، وهناك حشد إيراني ضد قواتنا على الحدود، وقد إتخذنا كافة التدابير للدفاع عن قواعدنا وقواتنا، وعن مناطق كُردستان إيران، من دون المبادرة إلى الهجوم حتى لا نعطي العدو الإيراني فرصة التوغل في أراضي كُردستان العراق”.
انتشار إيراني على ثلاث محاور..
وأوضح أن: “هناك انتشار إيراني عبر ثلاث محاور: الأول، محافظة أذربيغان الغربية ومركزها أروميا، ويشكل سكانها الأتراك والأكراد أكثرية، بينما بقية سكانها من الآشوريين والأرمن. يتمركز الأكراد في الجزء الجنوبي من المحافظة ومن مدنهم (پيرانشهر، سردشت، مهاباد، بوكان)”.
المحور الثاني، بحسب “أذربار”، هو محور “سقز ماريوان”؛ حيث تُعد “مريوان” إحدى أهم مناطق الأكراد التي عانت الخراب والتشرد والويلات، إما بسبب الحكام المحليين أو بسبب مشكلات سياسية واجتماعية، إضافة إلى غارات وهجمات الإمبراطوريات والولاة والحكام على منطقة “مريوان”، وهي من المدن الكُردية المناهضة للنظام الإيراني، وهي تعرضت لهجوم كيماوي في الحرب بين “العراق” و”إيران”.
أما المحور الثالث فهو محور “سردشت شنو”؛ منطقة مشهورة بمناهضتها للنظام الإيراني، والحركة الكُردية الكُردستانية قامت بالكثير من العمليات العسكرية في تلك المنطقة.
من جهته، يعتبر النظام الإيراني أن حرس الحدود التقليدي غير قادر على تأمين الحدود الكاملة للمنطقة التي تشهد تحركات عسكرية للقوى الكُردية الكردستانية الإيرانية التي تتحرك عبر الحدود إلى داخل وخارج كُردستان إيران، لذلك قررت تعزيز تلك القوى بـ (الحرس الثوري) و(الباسدران) المزودين بأسلحة متطورة وثقيلة لإعاقة حركة القوات الكُردية عبر الحدود.