“الدبلوماسية الإيرانية” تعلق .. لقاء عابر لكن هام بين “إردوغان” و”السيسي” !

“الدبلوماسية الإيرانية” تعلق .. لقاء عابر لكن هام بين “إردوغان” و”السيسي” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

الثلاثاء الماضي التقى الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، ونظيره المصري؛ “عبدالفتاح السيسي”، على هامش افتتاح “مونديال كأس العالم 2022م”؛ برعاية “تميم بن حمد آل ثاني” أمير قطر، هذا اللقاء الذي ربما يفتح من منظور المراقبين مسار التقارب بين “مصر” و”تركيا”؛ بحسب تقرير أعده موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية”.

وهو اللقاء الأول بين الجانبين منذ العام 2014م. وكانت العلاقات “المصرية-التركية” قد توترت بشكلٍ ملحوظ بسبب مخالفة “أنقرة” الاعتراف بشرعية الإطاحة بالرئيس المصري السابق؛ “محمد مرسي”، ودخلت البلدان في صراع سياسي وإعلامي واسع النطاق، أفضى في العام 2020م؛ إلى مواجهات عسكرية في “ليبيا”، على خلفية دعم “القاهرة” للجنرال الليبي المتقاعد؛ “خليفة حفتر”، في حين كانت تدعم “تركيا” حكومة “الوافق الوطني” السابقة.

لقاء استغرق مدة 08 سنوات..

بدأت خلال العامين الماضيين؛ مباحثات حذرة بين “القاهرة” و”أنقرة” جمعت قيادات رفيعة المستوى من الجانبين، بهدف إصلاح العلاقات الثنائية في ضوء المساعي التركية لإنهاء الخلافات في المنطقة، إلا أن هذه اللقاءات لم تُسفر عن أي تقدم حقيقي للتقريب بين وجهات النظر، لكن يبدو أن المصالحة “القطرية-المصرية”، لعبت دورًا في ترتيب اللقاء بين: “إردوغان” و”السيسي”.

يُذكر أن بين “مصر” و”تركيا” صراع على المصالح القومية؛ لاسيما في “شرق البحر الأبيض المتوسط”، حيث المنافسة على مصادر “الغاز الطبيعي”.

وقد عبر الرئيس التركي مرارًا عزمه إصلاح العلاقات مع “مصر”؛ وأكد أنه لا يرى أي عائق يحول دون عقد لقاءات رفيعة المستوى مع الجانب المصري.

وقد وصف البعض لقاء “إردوغان-السيسي”؛ بـ”التاريخي”، وبخاصة بعد أن قام الرئيس التركي بتصفية المشاكل مع “السعودية والإمارات”؛ حيث عادت العلاقات التركية؛ لاسيما مع “الإمارات”، إلى مسارها الأساس.

ويبدو أن الدبلوماسية القطرية لعبت دورًا في تنسيق هذا اللقاء، ووجود أمير “قطر” في الصورة التي تجمع “إدروغان-السيسي”، تُمثل إشارة واضحة على ترتيب اللقاء.

لقاء عابر لكن هام..

تعليقًا على اللقاء؛ قال “يوسف كاتب أوغلو”؛ الكاتب والمحلل السياسي التركي: “هذه الصورة؛ وإن كانت عابرة لكنها تعكس بوضوح تقارب المصالح وأن نهاية الخلافات أصبحت وشيكة. وسوف يزداد تقارب علاقات البلدين خلال المرحلة المقبلة، وهذا التقارب يدور بالأساس حول المصالح المشتركة. ويبدو لأن البلاد بصدد التفاهم بشأن هذه المصالح وحل الخلافات، وهذه المسألة تُلبي مكاسب الشعبين ومساعي تقييد الدور التركي في المنطقة بعيدًا عن الخلافات”.

اختلافات مشتركة..

التفاهمات “التركية-المصرية”؛ خلال العامين الماضيين، كانت واضحة، وقد اعترفت “تركيا” بوجود مشاورات استخباراتية بخصوص الأزمة الليبية.

لكن ماتزال المساعي مستمرة وأن ميول رئيسا البلدين واجتماعهما على طاولة واحدة لا يكفي للتخلص من الخلافات الخارجية.

إلا أن “تركيا” قدمت مؤشرات إيجابية خلال الفترة الماضية، عبر الحيلولة دون استمرار نشاط القنوات والفضائيات الإعلامية المعارضة لـ”السيسي” في “إسطنبول”.

ومن أبرز ملفات الخلاف بين الجانبين التركي والمصري، المعارضة المصرية الموجودة في “تركيا”؛ وأغلبها من “الإخوان المسلمين” المصنفين في “مصر” إرهابيين، وملف “غاز شرق البحر الأبيض” و”ليبيا”.

ورغم عدم الوصول إلى اتفاق واضح يُشبه ما حدث بين: “تركيا” من جهة؛ و”الإمارات والسعودية” من جهة أخرى، فقد إزداد معدل التبادل التجاري بين “أنقرة” و”القاهرة” بمقدار الثُلث؛ أي ما يُعادل: 1.6 مليار دولار.

ويعتقد “جيفاد غوك”؛ المحلل التركي، أن زيارة “إردوغان”؛ إلى “السعودية”، نيسان/إبريل الماضي، فتح باب التقارب التركي مع الدول العربية، وأن الرئيس التركي بحاجة إلى إصلاح العلاقات مع “مصر”.

من جهة أخرى؛ أكد “محمد فايز فرحات”؛ خبير العلاقات الدولية، أن أصداء لقاء الرئيسين “التركي-المصري” في “الدوحة”، سوف تشمل المنطقة ككل، وهذا اللقاء سوف يفتح باب التعاون بين البلدين في الملفات المتعددة، ويُحفز “أنقرة” لإقامة المزيد من العلاقات التي من شأنها أن تجلب الاستقرار إلى المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة