خاص : ترجمة – محمد بناية :
“الأوضاع، والأجواء اللازمة والمناخ النفسي بعد الزواج”.. من أصعب المراحل حتى قبل الزواج. إذ يدخل الشباب، بعد تجاوز المراحل الرسمية للزواج، دنيا لا يستطيع أحد أن يضمن كيفيتها، فلا المجتمع يحظى بالاستقرار الكافي لقبول الشباب وتهيئة الأوضاع اللازمة، وكذلك لا يمكن الإعتماد على استقرار الأوضاع الاقتصادية.
والمشكلات بعد الزواج؛ تمثل القلق الأكبر للشاب المتزوج بل والأعزب. ويمثل العزوف عن الزواج، (رغم الوصول للسن المناسب)، أحد مخاوف فئة الشباب، وبالتالي يُعتبر عزوف الشباب عن الزواج أحد الآثار السلبية للزواج نفسه.
ولو لم تتوفر الأوضاع للزواج، فسوف تزداد الأوضاع بعد الزواج سوءً. والمجتمع حاليًا يهدي الشباب دنيا من الزيجات المعلقة.
تراجع إقبال الشباب على الزواج..
مع الأخذ في الاعتبار للقضايا الراهنة في المجتمع؛ فلا حاجة للإحصائيات والأرقام، وإنما نظرة على الآفاق قد تمثل مؤشرًا على تراجع إقبال الشباب على الزواج.
والمشكلات الاقتصادية من العوامل الأكثر تأثيرًا على زواج الشباب، بحيث يمثل الوضع الاقتصادي المتردي خطرًا على الحياة المشتركة للشباب. فالعامل الاقتصادي هو في ذاته أحد أقوى العوامل في عزوف الشباب، للوهلة الأولى، عن الزواج.
وقد إزدادت المشكلات الاقتصادية في السنوات الأخيرة، واستحال الزواج ظاهرة يستحيل الوصول إليها. فالأوضاع الاقتصادية الراهنة تهيء المقدمات اللازمة لإقبال الشباب على العزوبية، لأن الوضع المالي المناسب حاليًا هو الخطوة الأساسية للزواج.
قرض الزواج ليس حلاً للعزوف عن الزواج..
الأوضاع الاقتصادية الراهنة أحد أهم الأولويات، لكن العلاج المؤقت للمشكلة، مثل “قروض الزواج”، لا يمكن أن تمثل سبيلاً للحل. لأن صعوبات البنوك في التصديق على “قروض الزواج” للشباب تثير الانتقادات.
وتنقل “پریسا عبادي”؛ مراسل صحيفة (صوت الإصلاح) الصادرة عن “حزب الاصلاح الشعبي” الإيراني، عن “غلام رضا مصباحي مقدم”، قوله: “تتعسف البنوك للأسف في تقديم قروض الزواج. بينما تغطي القروض الحسنة في البنوك بسهولة نفقات قروض الزواج. وقد بلغت سيولة الدولة حوالي 1500 ألف مليار طومان، وتسيطر البنوك على حوالي 85% من هذه السيولة. وتمثل القروض الحسنة والحسابات الجارية نسبة 10% من مصادر البنوك؛ وقدرها 1200 ألف مليار طومان، لكن للأسف تفضل بعض البنوك تقدم التسهيلات للعاملين فيها، بدلاً من تقديم قروض الزواج. ولو يقدم البنك 15 مليون طومان لطالبي قروض الزواج، وهم أقل من مليون شخص، فسوف تزداد مصادر البنك”.
الإقبال على الزواج الأبيض..
ثمة شائعات تحكى عن انتشار نوع من الحياة التي تتنافى والثقافة “الإسلامية-الإيرانية”، وهذه الظاهرة التي تشير إليها بعض وسائل الإعلام خطأً باسم “الزواج الأبيض”؛ هي عبارة عن وجود رفيق في المنزل دون زواج.
وأهم ما يمكن أن يؤخذ على هذا المسمى.. هو: لماذا نستخدم كلمة زواج على هذا النوع من الحياة التي تفتقر إلى الضمانات التنفيذية والقواعد العرفية والشرعية ؟.. ويبدو للوهلة الأولى أن هذه الكلمة دخلت قاموس المصطلحات الكلامية في “إيران” من جانب بعض أفراد يسعون إلى انتشار مثل هذه الظاهرة القبيحة التي تستهدف كيان الأسرة الإيرانية، لأن هؤلاء الأفراد المعرفون باسم، أنصار “الحريات الجنسية”، يقصدون من اسم “الزواج الأبيض” إضفاء الشرعية على هذا النوع من الحياة الحيوانية.
والاستفادة من كلمتي “زواج” و”أبيض”؛ يضفي في حد ذاته شرعية على هذا الأسلوب الحياتي، لأنهم يسمونه من ناحية، “زواج”، (بينما للزواج شروط خاصة)، واختيار كلمة “أبيض”، من ناحية أخرى، يثير في الأذهان نوعًا من الأمل والتفاؤل في مواجهة السواد.
ومن العوامل الأساسية في شيوع ظاهرة “الزواج الأبيض”، عدم القدرة على توفير تكاليف الحياة الزوجية، وارتفاع سن الزواج. وفي ضوء ذلك لا تحظى المرأة بحقوقها، حيث يقوم هذا النوع من الزيجات على العاطفة والمشاعر؛ وتكون التبعات أكبر بالنسبة للمرأة.
وتظهر السلبيات بمرور الوقت، ومنها الدخول في علاقة دون إرتباط رسمي، وقد تظهر أعراض الحمل على المرأة بعد فترة وجيزة من الانفصال، وهو ما يمكن أن يكون في حد ذاته سبب العزوف عن الزواج.