10 أبريل، 2024 2:50 م
Search
Close this search box.

“التحالف الدولي” .. وسيلة “أميركا” الجديدة لإحكام السيطرة على “إيران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في واحد من توابع قرار الإنسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، أعلنت “وزارة الخارجية الأميركية” إن الولايات المتحدة تسعى لبناء “تحالف دولي ضد إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار”.

وسيقوم وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، بتفصيل هذه الفكرة، يوم الإثنين القادم، في أول خطاب له حول السياسة الخارجية، منذ توليه منصبه في نهاية نيسان/أبريل الماضي، وسيتحدث في شكل خاص عن إيران و”كيفية المضي قدمًا” في إنشاء التحالف ضد طهران.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، “هيذر ناورت”، قالت للصحافيين في واشنطن: “ستعمل الولايات المتحدة بجد لبناء تحالف”.. “سنجمع بلدانًا كثيرة من حول العالم لهدف محدد؛ هو مراقبة النظام الإيراني من خلال منظور أكثر واقعية، ليس من خلال منظور الاتفاق النووي فقط، بل من خلال كل أنشطته المزعزعة للاستقرار التي لا تشكل تهديدًا للمنطقة فحسب بل للعالم أجمع”.

ضد النظام الإيراني وليس الشعب..

وأضافت: أن “هذا ليس ائتلافًا معاديًا لإيران. نحن نميز بوضوح بين الشعب الإيراني والنظام الإيراني”. موضحة: أن “الأمر يتعلق بالنظام الإيراني وبأفعاله السيئة”.

وأعطت “ناورت” مثالاً على ذلك؛ “التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) الإرهابي في العراق وسوريا”، الذي أنشيء في عام 2014، ويضم حاليًا 75 دولة ومؤسسة، وهذا التحالف تقوده الولايات المتحدة.

ولم تحدد ما إذا كان التحالف ضد إيران سيكون له أيضًا شق عسكري.

وقالت إن وزارة الخارجية استقبلت زهاء 200 سفير أجنبي، يوم الإثنين الماضي، لكي تشرح لهم قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الإنسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران، ومناقشة الخطوات المقبلة.

يجب أن يتفهم الشركاء المخاوف الأميركية..

ردًا على سؤال في شأن إستعداد الأوروبيين للمشاركة في هذا التحالف الجديد، على الرغم من خيبة أملهم حيال سياسة واشنطن، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية؛ أن على العديد من شركاء الولايات المتحدة أن “يتفهموا تمامًا المخاوف الأميركية ولا يغضون النظر عن الموقف الإيراني”.

وكان الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، قد أكد على أن إيران مستعدة للاستمرار بالاتفاق الدولي حول برنامجها النووي، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي وقعه سلفه، “باراك أوباما”، عام 2015 مع إيران والقوى الكبرى “بريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا”.

23 دولة أعلنت إستعدادها للإنضمام..

علق الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، “أمجد طه”، على إعلان الولايات المتحدة الأميركية تشكيل تحالف جديد ضد إيران خلال الفترة المقبلة، قائلاً في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على (تويتر)، أن على غرار التحالف الدولي لمحاربة (داعش)؛ الآن يتم العمل على تحالف دولي لمحاربة “نظام إيران”.

موضحًا أنه إلى الآن أعلنت 23 دولة إستعدادها للإنضِمام للتحالف، ويتم دراسة وجود عسكري للتحالف.

أميركا وإيران تتصارعان على كسب الدول الأوروبية..

حول المخطط الأميركي، قال الدكتور “محمد سلطان”، الأكاديمي المصري المتخصص في الشأن الإيراني، أن إعلان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن “ترامب” سوف يلتقي قادة “بريطانيا وفرنسا” ودول أخرى، لبحث الملف الإيراني، والعمل على تشكيل جبهة في مواجهتها، يعني أنه سيمارس كافة أنواع الضغوط على هذه الدول.

وأوضح الباحث في الشؤون الإيرانية، أن إعلان “إيران” مواصلة إلتزامها بالاتفاق، يضع الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق في حرج، وهو ما يدركه “ترامب”، ويحاول تلافيه من خلال جرهم إلى “تحالف كبير”، تكون السيادة فيه لأكثر من طرف قوي، وبالتالي لن يجدوا أي غضاضة وقتها في الإنسحاب من الاتفاق، الذي تتمسك به “إيران”.

ولفت الأكاديمي المصري، إلى أن التمسك الإيراني بالإلتزام بالاتفاق النووي – وهو الأمر الذي أكدته تقارير “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” – في مواجهة الدول التي يحاول الرئيس الأميركي إستمالتها الآن، يمنعهم من الإنسحاب من الاتفاق، أو محاولة فرض أي شروط جديدة، دون تفاهم مسبق، لذلك يمكن القول إن إيران وأميركا تتصارعان على كسب دول أوروبا.

“ترامب” سيقدم تنازلات..

وأردف: أن “روحاني، رئيس إيران، سبق له التأكيد على أن بلاده ستواصل إلتزامها بالاتفاق، طالما أن مصالحها لم تتأثر، لذلك فإن الاجتماعات القادمة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وزعماء الدول الموقعة على الاتفاق النووي، لن تكون عادية، والمتوقع أن يضطر ترامب لتقديم تنازلات لكسب موافقة هؤلاء على الإنضمام للحلف ضد إيران”.

وشدد على أن الفترة المقبلة ستشهد محاولات لإجبار “إيران” على رفض مواصلة الإلتزام بالاتفاق النووي، لتكون بعدها عرضة لموجة كبيرة من العقوبات الأميركية والدولية، والأغلب أن “أميركا” ستحاول أن تكون العقوبات من خلال “الأمم المتحدة”، لضمان نجاح التحالف، الذي من المؤكد سيضم دولاً عربية وخليجية، وفي مقدمتها السعودية.

وأشار الخبير في الشؤون الإيرانية، إلى أنه من الممكن أن تتجاوز بعض الدول الأوروبية عن مصالحها المشتركة مع إيران، في حالة قدم الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أو قدمت الدول الخليجية المعادية لإيران، ما يمكن وصفه بالتعويض عما ستفقده من مصالحها الاقتصادية والتجارية مع إيران.

محاولة لتصدير مفهوم أن “إيران” هي “داعش”..

حول هذا الموضوع؛ قال “د. حسين روي وران”، الكاتب والمحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بـ”جامعة طهران”، إن أميركا تحاول إنتاج تحالف جديد بأطر جديدة، لأنه يوجد تحالف الآن بين إسرائيل ودول خليجية؛ وهذا التحالف لن يغير من الكثير من المعالم القائمة في المنطقة.

مشيرًا إلى أنه لا توجد مؤشرات أن وراء ذلك التحالف أهداف اقتصادية، ولكن إنسحاب أميركا من الإتفاق النووي يؤكد ذلك؛ بالرغم من وجود دول رفضت قطع العلاقات مع إيران نتيجة للتبادل التجاري الكبير بينها..

وقال إن “السعودية” أخرجت علاقاتها مع “إسرائيل” من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة، ومن غير المستبعد أن تكون “إسرائيل” جنبًا إلى جنب مع “السعودية” في هذا التحالف..

ومنوهًا إلى أن هناك محاولة لخلط الأوراق؛ بتصدير مفهوم أن “إيران” هي (داعش)، بينما “أميركا” هي التي دعمت ومولت (داعش)؛ لأن هناك أموالاً طائلة أنفقت لدعم التيارات المتطرفة في “سوريا”.

محاولة لوضع القيود ضد التحركات الإيرانية..

أوضح، “د. محمد عزالعرب”، الخبير في الشؤون الإقليمية بـ”مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية”، أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول خلق جبهة مناوئة للنفوذ الإيراني، فيما يتعلق بالأنشطة الإيرانية التي تشكل تهديدًا للمنظقة، بحسب البيان الصادر من “الخارجية الأميركية”، وتحاول ضم بعض القوى المستفيدة من ذلك؛ وخاصة “السعودية والإمارات والبحرين”..

وأشار إلى أنه لم يتضح بعد آليات عمل التحالف وأطرافه، ولكن محاولة وضع قيود ضد التحركات الإيرانية وتوجية رسائل لإيران بأن هناك مراقبة لها، وذلك بعد ضم عدد من أطراف “حزب الله” للعقوبات وتأكيد الإدارة الأميركية على المضي قدمًا لإنشاء التحالف..

وعن ما قالتة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية؛ من أن التحالف سيكون على غرار ما حدث ضد (داعش)، قال “د. عزالعرب”؛ إن التصريح يتسم بغموض شديد، وهل سيكون عسكري أم اقتصادي ومدى حدود مشاركة الحلفاء، وخاصة دول الاتحاد الأوروبي، والتي للآن لم تعلن عن نيتها المشاركة ؟!.

سيتجه التحالف لمقاطعة إيران اقتصاديًا..

من جانبه؛ قال “د. محمد آل زلفة”، عضو مجلس الشورى السعودي، إن الولايات المتحدة الأميركية إتخذت عدة سياسات؛ منها الإنسحاب من الاتفاق النووي والمقاطعة نتيجة لتدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول، لذلك جاء التفكير في هذا التحالف. متوقعًا أن يكون الهدف من التحالف اقتصاديًا؛ ولو استمرت “إيران” في مسعاها نحو الإرهاب ربما يكون هناك عمل آخر غير المقاطعة الاقتصادية..

وأشار إلى أن “التحالف الدولي”، بقيادة أميركا، سيكون رادعًا للحكومة الإيرانية بعيدًا عن الشعب الإيراني الذي لا يرضى على سياسات حكومتة.

المصالح الأميركية تحكم..

“أميركا تدعي أنها تسعى إلى استقرار المنطقة العربية والحد من أطماع إيران في الشرق الأوسط، ولكن الحقيقة أن جميع القوى المتناحرة هدفها الإستيلاء على خيرات المنطقة العربية”، حسبما أشارت “سها البغدادي”، الباحثة في الشأن العربي، قائلةً؛ أميركا تبحث حول الوضع داخل إيران وسياستها التوسعية في المنطقة العربية من “العراق” إلى “سوريا ولبنان واليمن”، فعن أي استقرار تبحث أميركا وهي من مولت (داعش)، وعندما أختلفت مع شريكاتها، “إيران”، إنقلبت عليها، ولكن المتوقع إذا حدث تعديل للاتفاقية النووى، بحيث يتم التغيير بشكل مرضي لأميركا، ستعود العلاقة بين “أميركا” و”طهران”.

وأكدت “البغدادي” على أن أميركا تستخدم دول الخليج، التي تعاني من المد الشيعي، كأدوات ضغط على “إيران” بدعوى أنها تسعى إلى إيجاد حالة من توازن القوى بالمنطقة العربية، وخاصة “السعودية”، لمواجهة المد الإيراني الشيعي بدعم من الجانب الأميركي، مشيرةً إلى أن الأخيرة تفكر في مدى تأثير فرض نظام العقوبات ضد “إيران” على التغيير الإيجابي لسياستها التوسعية في المنطقة؛ وخاصة دعم إيران لـ”الحوثيين” في “اليمن” وتزويدهم بالصواريخ ذات المدى الطويل؛ بهدف تهديد دول التحالف بقيادة “السعودية والإمارات”.

ولفتت الباحثة في الشأن العربي، إلى أن المداخلات في ندوتها الأخيرة بواشنطن، أجمعت على ضرورة دعم أمسركا لأمن واستقرار المنطقة والحد من الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية والشرق الأوسط بشكلٍ عام، مشددةً على أن العرب جميعًا على خطأ لأن عدم إدراكهم لخطورة ما يفعله العدو الأميركي في المنطقة سوف يؤدي بنا جميعًا، فلماذا لم يكون العرب هم القوى الحقيقية التي تحقق التوزان داخل المنطقة العربية بدون اللجوء لعدو ضد عدو آخر ؟، بحسب قولها.

وأشارت “البغدادي”، إلى أن المخطط ضد العرب خلق حالة من الصراع على أرض العرب، “ونحن من ندفع الثمن؛ فحربنا الحقيقية لابد أن نوجهها للعدو الحقيقي الأميركي الإيراني، ولا نستعين بطرف ضد الآخر وننسى أنهم أعداء، وعلى العرب أن يصلوا إلى اتفاقية لحل نزاعات المنطقة العربية لإخراج الحرب من داخل المنطقة العربية للقضاء على الحلم الصهيوإيراني”.

أميركا ترفع سقف التفاوض مع إيران..

أما، الدكتور “إبراهيم الشهابي”، رئيس “مركز الجيل للدراسات السياسية والإستيراتيجية”، يفند تصريحات الخارجية الأميركية حول سعيها لتشكيل تحالف دولي جديد، بأنها تعبير عن رفع أميركا لسقف التفاوض مع إيران، مؤكدًا على أنها تستهدف إستغلال الخليج كأوراق ضغط على إيران وكرافعه لموقف واشنطن في مرحلة تفاوضها الخشن ضد إيران.

وأوضح “الشهابي”؛ أن واشنطن تستهدف التفاوض مع إيران على المصالح الأميركية في “سوريا والعراق وكردستان العراق”، أكثر حتى من التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني، خاصة مع رفض الدول الأوروبية للموقف الأميركي بشأن الانفاق النووي الإيراني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب