خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
لا يعرف أحد كيفية بناء الثقة؛ ربما بواسطة ابتسامة، أو مركب ورقي، أو ارتداء معطف أبيض فقط، لكن يجب أن نعلم أن الأقنعة أخطر من الوجوه. بحسّب ما استهل تقرير “بهاره شبانكارئيان”؛ المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
اسمه غير مدَّرج في قوائم الأطباء؛ ولا يرتبط بأي مستشفى، ولا توجد عيادة مسجلة باسمه، لكن كان مظهره الخارجي كامل. يُشبّه الصورة التي في أذهاننا جميعًا عن الطبيب، رجل ذو وقار، وهاديء، وصوت عذب ونبرة أكاديمية. يتعرف بهذه الطريقة على النساء، ويُحدّد معهن مواعيد، إما في مقهى أو في السيارة أو في منازلهن؛ ثم يُقدم لهن مشروبًا يحتوي على مادة مخدَّرة، فيفقدن وعيهن، ليقوم بعدها بسرقة ممتلكاتهن.
ثم تستيقظ النساء من النوم تُعانين الدوار الشديد، ويكتشفن عدم وجود مصوغاتهن وهواتفهن المحمولة.
بعضهن أخبرن عائلاتهن إنهن شعرن بتوعك ولا يتذكرن شيئًا، بينما لم يتحدث بعضهن عن الموضوع أبدًا، حتى كتبت إحداهن بأصابع مرتجفة في عريضة الشكوى: “إنه ليس طبيبًا”. وقد ساد اعتقاد أنه ربما هرب عبر الحدود، أو أنه ارتدى معطفًا أبيضًا مرة أخرى في مدينة أخرى واتخذ اسمًا جديدًا، لكنه الآن في قبضة رجال الأمن.
إحدى الضحايا كانت مصابة بالسرطان..
قبل فترة توجهت إحدى السيدات إلى قسم التحقيقات الجنائية، وتقول إن شخصًا يرتدي معطف طبيب قد سرق مصوغاتها.
وعلى الفور بدأ رجال الأمن التحقيقات، ونجحوا في إلقاء القبض على المتهم بغضون أيام. يقول “مرتضى كُلهري”؛ محامي إحدى الشاكيات، في حوار خاص إلى صحيفة (اعتماد)، عن كيفية إلقاء القبض على هذا المتهم: “قامت الشاكية، بالتنسيق مع رجال الشرطة، وارتدت وفق خطة مُعدّة مسبَّقًا، مصوغات مقُلدة، وحددت موعدًا مع المتهم الذي جاء إلى المكان وبدأ في الحديث مع المرأة، وأثناء الحوار قدم إليها المتهم شراب يحوي مادة مخدَّرة، وتدخل رجال الأمن على الفور وقبضوا عليه”.
واعترف المتهم بالجريمة وتم تحويل الملف إلى الدائرة الثالثة بنيابة المنطقة (34). وكانت أولوية هذا المجرم، للنساء المصابات بأمراض خاصة.
كانت إحدى ضحاياه مصابة بالسرطان، وتدهور حالها وتم إنعاشها بعد أن قام المجرم بتخديرها.
سيدة أخرى تعرضت لحادث مرور مرتين بعد أن استفاقت من المادة المخدرة التي قدمها لها المجرم. بل إنه وعد إحدى النساء بالزواج وحصل على مصوغاتها بهذه الطريقة، ثم هدّدها بتسّريب صور شخصية لها إذا تقدمت بشكوى.
المتهم قام ببيع الذهب المسروق وأودع المبالغ في حساب فتاة كان على علاقة بها..
يُضيف “كُلهري”: “يبلغ هذا الشخص من العمر حوالي: (35 عامًا). وتم القبض عليه بتهمة سرقة مصوغات بعض النساء، وكان يتنكر بصفة طبيب، وكان يقدم نفسه بأسماء مختلفة، وكان يخبر بعض النساء أنه يُعالج أمراضًا معينة”.
كان يقوم بتحديد: (90%) من ضحاياه عبر الفضاء الإلكتروني. كان يُخبر الضحية بأنه سيكون في مقهى معين في يوم معين، فتذهب الضحية إلى المكان المحدَّد، وكانت جميع الضحايا تعتقدن أنهن في موعد مع طبيب شاب وأنيق في المقهى، لذا كن يتواجدن في المكان المحدَّد.
وكان المتهم يُحدّد مواعيد مع الضحايا إما داخل المقهى أو في سيارته أو في منزله. وكان يضع مادة مخدرة في مشروبات الضحايا، وهن يشربنها. إذا كانت الضحية في المقهى، كان المتهم يطلب مشروبًا قبل وصولها، ويُخبرها بأنه قد طلب لها نفس المشروب. ثم كانت الضحية تشربه. بعد عشر أو خمس عشرة دقيقة، كان يأخذ الضحية من المقهى أو المطعم، وعندما تفقد وعيها، كان يسرق مصوغاتها.
وقد يفقد الضحايا وعيهن حسّب نوع وكمية المادة المخدَّرة التي استخدمها، سواء في السيارة أو داخل منازلهم.
في بعض الحالات، كان يُضيف المادة المخدرة إلى عصائر فواكه مغلفة بطريقة خاصة ويعطيها للضحايا. وزعمت بعض الضحايا أنهن تعرضن للاعتداء الجنسي قبل سرقة مصوغاتهن.
لكن بشكلٍ عام قام هذا المجرم ببيع جميع المسروقات، وأودع المبالغ التي حصل عليها في حساب فتاة كانت على علاقة به، حيث يبلغ الرصيد حوالي: (08) مليار طومان، وسوف يتم استدعاء هذه الفتاة قريبًا.