خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
بعد أن عاد للتشاور، في أعقاب مقتل فلسطينيين غُزيين بنيران جنود الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، “ليندوي سيسولو”، أن سفير بلادها لن يعود لـ”تل أبيب” مرة أخرى، احتجاجًا على سياسة الحكومة الإسرائيلية التعسفية بقيادة، “بنيامين نتانياهو”، تجاه الشعب الفلسطيني.
سحب السفير ضمن المرحلة الأولى..
حيث أفادت صحيفة (يديعون أحرونوت) العبرية؛ أن دولة “جنوب إفريقيا” أعلنت، أمس الجمعة، بأنها ستسحب سفيرها للأبد من “تل أبيب” – استنادًا لقرار سابق يقضي بتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”.
جدير بالذكر؛ أن “حزب المؤتمر الوطني الإفريقي”، وهو الحزب الحاكم في “جنوب إفريقيا”، قد قرر، في عام 2017، إعتزامه خفض مستوى بعثة بلاده في “تل أبيب” إلى “مكتب مصالح”، وذلك بهدف توجيه رسالة قوية حول استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي لفلسطين؛ واستمرار إنتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
وبحسب الصحيفة العبرية؛ فقد أعلنت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، “سيسولو”، أن سحب سفير بلادها يأتي ضمن المرحلة الأولى من تخفيض العلاقات بين الدولتين, احتجاجًا على السياسة الإسرائيلية، وفي أعقاب القرار السابق، والصادر منذ عام 2017.
وقف المهام السياسية..
أضافت “سيسولو”، أن السفير الإسرائيلي الحالي في بريتوريا، “ليئور كينان”، سيتم ترحيله من “جنوب إفريقيا”، فيما علقت “وزارة الخارجية الإسرائيلية” بأن الأمر لا زال قيد البحث. وسيؤدي القرار الجنوب إفريقي بالفعل إلى خفض العلاقات بين الدولتين، إلى مستوى “مكتب مصالح”، أي أن “مفوضية جنوب إفريقيا”، المتواجدة في “تل أبيب”، لن يمكنها ممارسة المهام السياسية أو الاقتصادية؛ بل سيقتصر دورها على الجانب القنصلي ودفع العلاقات بين الشعبين.
جدير بالذكر؛ أن “وزارة الخارجية الإسرائيلية” قد سبق لها أن استدعت سفيرها من “بريتوريا” للتشاور، بعد احتجاج دولة “جنوب إفريقيا” على مقتل عشرات المتظاهرين الفلسطينيين بـ”قطاع غزة”، بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، “سيسولو”، قد أكدت، الأسبوع الماضي، أن الحزب الحاكم في بلادها، (ANC)، لا يقيم علاقات مع الدولة العبرية؛ وهو يعتزم حث الحكومة على إتخاذ قرار مماثل في القريب العاجل.
من أشد الحكومات عداء لإسرائيل !
أشارت (يديعون أحرونوت)؛ إلى أن حكومة “جنوب إفريقيا” تُعد من أشد الحكومات عداءً لـ”إسرائيل”، وهي على اتصال بأعضاء “حركة حماس”؛ بل إن بعض وزرائها أضربوا عن الطعام، دعمًا وتضامنًا مع السجناء الفلسطينيين الذين قاموا بالإضراب عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية.
كما أن المظاهرات التي يتم تنظيمها ضد “إسرائيل”، والمطالبة بمقاطعتها، هي من الأمور المعتادة في “جنوب إفريقيا”. وهناك مسؤولون بالحزب الحاكم يطالبون من حين لآخر بطرد السفير الإسرائيلي، “كينان”. ومع ذلك فقد واصلت الدولتان إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، إضافة إلى استمرار التعاون المشترك، لا سيما في مجال السياحة الذي يجذب العديد من السياح الإسرائيليين الذين يقومون بزيارة “جنوب إفريقيا” سنويًا .
أسباب عدم التصعيد..
أوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن هناك أسباب تمنع “إسرائيل” من تصعيد الأزمة مع “جنوب إفريقيا”، وأهم تلك الأسباب وجود جالية يهودية وصهيونية ضخمة هناك، والتى يبلغ تعدادها قرابة 65 ألف نسمة.
يُذكر أن وفدًا إسرائيليًا مكون من خمسة أعضاء “كنيست”؛ كان قد توجه في صيف عام 2017، لزيارة “جنوب إفريقيا”، ورغم مقاطعة الحزب الحاكم للوفد الإسرائيلي، إلا أن أعضاء الوفد تمكنوا من عقد لقاءات مع بعض الوزراء وأعضاء البرلمان في “جنوب إفريقيا”.
آثار سلبية على جنوب إفريقيا !
وكان السفير الإسرائيلي السابق في بريتوريا، “آرثر لينك”، قد زعم أن قرار سحب السفير، وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي سيكون له آثار جانبية سلبية على “جنوب إفريقيا”.
مؤكدًا على أن: “أي قرار بخفض مستوى سفارة جنوب إفريقيا في إسرائيل سيُضر فقط بالجنوب إفريقيين؛ ولن يكون له أي تأثير على إسرائيل”، وأضاف أن: “قرار كهذا سيحد من فرص تعزيز الصادرات الجنوب إفريقية، وهو أمر مهم للغاية للتحول الاقتصادي والاجتماعي”.