أم قصي .. ايقونة العراقيات ضد الطائفية .. انقذت 25 شابا من مجزرة سبايكر 

أم قصي .. ايقونة العراقيات ضد الطائفية .. انقذت 25 شابا من مجزرة سبايكر 

كتب عبد الجبار العتابي: اصبحت (ام قصي) السيدة السنية من اهالي مدينة (العلم) التابعة لقضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد حديث الناس ، فيما راح البعض يطلق عليها القابا نبيلة ويؤكد ان موقفها يؤكد ان المواطن العراقي فوق الطائفية .
فقد صارت السيدة ام قصي على كل لسان ، فهي امرأة عراقية من نساء ناحية العَلَم .. شاءت الأقدار ان يلجأ الى منزلها ٢٥ شابا شيعيا من الناجين من مجزرة سبايكر، فآوتهم واكرمتهم واحسنت ضيافتهم ورتبت لهم طريقة خروج آمن من المنطقة التي كانت تحت سيطرة داعش ليصلوا الى اهلهم سالمين .
 وردّا للجميل الذي غمرتهم به السيدة ام قصي، ووفاء لامومتها الرائعة وفي سابقة فريدة من نوعها ، زارت مجموعة من الناجين من مجزرة سبايكر هذه المرأة افي اخر ايام رمضان وتناولوا معها الافطار ، وهم كل من : فايز من محافظة ديالى ،علي هادي من محافظة بابل،علي باقر من محافظة واسط ، صفاء من بغدادالمشتل ، مصطفى من محافظة البصرة القرنة ومهند من بغداد /التاجي للتأكيد على وحدة العراق ونبذا للطائفية المقيتة التي يتبارى فيهم البعض.
وفي الوقت الذي شكر فيه الكثيرون هذه الام العراقية ، طالب البعض بنصب تمثال لها في ناحية العلم ، فيما اشار اليها البعض بتسمية (طوعة هذا الزمان) اعتبارا بالسيدة (طوعة) التي هي امرأة من اهل الكوفة استضافت مسلم بن عقيل رسول الامام الحسين (ع) بعد ان تخلى عنه جميع اهل الكوفة الا هذه المرأة المجاهدة التي آوته وحمته من كيد الكائدين .

الام العظيمة
        فقد اكد الشاعر صلاح حسن  ان على الشعب ان يخلق رموزه بنفسه ، هذه المرأة تستحق لقبا ، وقال : لتكن ام قصي التي انقذت العشرات من شباب سبايكر في ناحية العلم اما لجميع العراقيين ولنطلق عليها اسم ” الام العظيمة ” لهذه السنة.
   واضاف : يوما بعد يوم يثبت المواطن العراقي عدم طائفيته بينما يصر عليها الساسة للاحتفاظ بكراسيهم، ولا اعتقد ان الساسة اهم واعظم من المواطن .    وختم بالقول : يجب ان نخلق رموزنا الوطنية بايدينا لان حكومة اللصوص غير معنية بهذا الامر.

تستحق الوفاء
      من جانبه اكد محمد رضا خلف ، استاذ جامعي، ان هذه الام تؤكد بما لايقيل الشك انها عراقية الروح والقلب، وقال : لم اتفاجأ بهذه المرأة مثلما لم اتفاجأ بالمجاهدة الشهيدة امية البجاري حينما حاربت داعش ، فهي تثبت انها عراقية ولم تلتفت الى اي شيء اخر غير عراقيتها ، وهذا المعدن الاصيل للعراقيين الاصلاء.
 واضاف: ما اسعدني هو الوفاء الذي ابداه هؤلاء الشباب بزيارة الام التي حمتهم وانقذتهم من داعش وكان عنوان فخر ونبل وكرم لانها تحدث شراسة وقباحة عناصر داعش الذين هي تعرف انهم سيقتلونها مع اسرتها ، لكنها وجدت انها ستكون داعشية ان فرطت بهؤلاء الشباب الذين استجاروا بها ، فكانت امرأة عظيمة تستحق فعلا ان ينصب لها تمثال يخلدها لانها انقذت هؤلاء الشباب من الموت .

قدوة للنساء
اما سميرة شاكر ، ناشطة نسوية ، فقد اشارت الى ان هذه المرأة تستحق التقدير والاحترام ، وقالت : اشعر ،كإمرأة عراقية، بالفخر ان هذه المرأة تمثلنا نحن نساء العراق وما فعلته هو فعل عظيم وقد انقذت ارواحا من القتل وكأنها احيت الناس جميعا ، فهي حمت عوائل وليس افرادا ، اشعر بالخوف وانا اتقمص دورها وهي تقف متحدية ارهابي داعش ولم تهتز لها جفن في ان تحمي ابرياء من الموت ، اتمنى ان اسألها هل كانت تنام الليل في تلك الايام العصيبة .
واضافت : احييها من كل قلبي واطالب الحكمة ان تنتبه اليها لانها رمز من رموز الزمن الصعب وقدوة حسنة لما نحن نساء العراق في ان تكون لها كلمة وقوة في التصدي للارهاب والفساد .
اما حيدر الموسوي ،مهندس، فقال انها سجلت موقفا وطنيا عظيما ، وقال: تحت شعار كلا للطائفية ونعم للعراق الواحد الموحد ، كانت مروءة هذه المرأة لا توصف ، ولا اعتقد ان من يسمع بها سيقول انها قصة من العراق الذي تتفجر فيها الطائفية وتقوم عليه المحاصصة ، فهي تاج على راس كل السياسيين شيعتهم وسنتهم واكرادهم ،ويجب ان يكون لها تمثال في وسط بغداد 
 واضاف: ام قصي أنقذت أكثر من ١٢ شاب في سبايكر، آوتهم في بيتها، وحفظتهم وعادوا إلى أحضان أمهاتهم، اذن هي أمرأة لها بصيرة أقوى من بصيرة الرجال، هذه أشرف ممّن لبسوا العقال متفاخرين برجولتهم، أم قصي (السنية) من ناحية العلم التي خبأت 25 جنديا (شيعيا) من قاعدة سبايكر حتى لايذبحهم داعش، وعاد لها الجنود ليشكروها على موقفها ، وهذا امر عظيم وفاء لموقف عظيم .
     وتابع : تعمدت أن اذكر مذهبها (السنية) كرسالة للطائفيين واقول لهم أن العراقي قلبه على العراقي وان كره الكارهون وان اعترض السياسيون الطائفيون ، فتبا للطائفية التي تريد ان تأكل ابناء الشعب ، لا اريد ان اقول سوى ليحفظ الله ام قصي .

 رسالة الى من يهمه الامر
      الى ذلك بعث الكاتب والصحافي ظاهر جواد الشمري‏ رسائل مفتوحة الى المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني وإلى رئيس الوزراء حيدر العبادي مطالبا بـ (تكريم أم قصي) لانه (واجب شرعي وقانوني) حسب رأيه، وقال : أم قصي من نساء ناحية العلم، هذه المرأة العراقية الأصيلة والشريفة، التي آوت الناجين من مجزة سبايكر وكان عددهم 25 شاباً،على الرغم من المخاطر التي كانت ستتعرض لها في حال إنكشاف أمرها.
     واضاف:عاد اليوم لزيارتها هؤلاء الفتية بعد مرور سنة، ليفطروا معها وليشكروها على شجاعتها ومروءتها التي غابت عن كثير ممن يسمون أنفسهم رجالا زوراً وبهتاناً، فشكراً للمرأة العراقية التي أثبتت إنها أم لكل العراقيين، ونتمنى على رئيس الوزراء أن يلتفت لهذه المواقف الكبيرة ويقوم بتكريمها، من خلال زيارتها إلى بيتها، ورد الجميل لها.

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة