7 أبريل، 2024 7:23 ص
Search
Close this search box.

“المولوية” .. تنظيم يهدد حياة رجال الدين الشيعة في العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ظهرت في محافظة “ذي قار”، جنوبي العراق، حركة دينية سرية يطلق عليها اسم “المولوية”.

وأعلنت السلطات الأمنية في المحافظة مؤخرًا اعتقال العشرات من “المنتمين إلى الحركة المولوية”، بتهمة “الوقوف ضد أفكار المرجعية الدينية وزعزعة الأمن”.

تكفر المراجع الدينية..

رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار، “جبار الموسوي”، يقول إنّه تمّ إلقاء القبض على 58 عنصرًا من هذه الحركة “التي تكفر المراجع”، محذرًا مما وصفها “بهذه الظاهرة والهجمة التي برزت بعد عام 2014”.

وكان “الموسوي” قد كشف، بداية الشهر الجاري، عن اعتقال 45 عنصرًا من الحركة؛ التي قال إنها “تكفر المراجع”.

و”المولوية”؛ حركة دينية نجحت في استقطاب أتباع لها، خاصة من الشباب وطلاب الجامعات وأفراد من الطبقة الفقيرة من الطائفة الشيعية، لتبنيها أفكارًا خارجة عن المألوف اعتبرها آخرون تهديدًا لأمن المجتمع ودينه.

رجوع الإنسان لنفسه منهجها..

تعتبر الحركة أن بإمكان الإنسان أن يكون مرجعًا لنفسه بعد “قراءة كتب الأحاديث الدينية والتفقّه بأمور الدين”، بحسب “الموسوي”، الذي قال إن الحركة نشطت أواخر عام 2017 تحت اسم “السلوكية”، أو “أولاد الله”، ومن ثم تغير اسمها إلى “المهدوية”، وانتهت عند “المولوية”.

ويقول “الموسوي” إن الأجهزة الأمنية حصلت على هذه المعلومات بعد إجرائها تحقيقات أولية مع معتقلين من أتباع الحركة.​

وتسبب البروز المفاجيء للحركة في قلق القيادات الأمنية والسياسية والدينية، وباشرت قوات الأمن العراقية بملاحقة أتباعها الذين باتوا ينشطون بشكل سري، ويعقدون لقاءات وندوات أسبوعية، تمنحها المزيد من الأتباع.

استهداف رجال الدين..

يخطط التنظيم السري إلى تنفيذ أعمال مسلحة قد تستهدف بعض رجال الدين، ولا يعرف عن التنظيم قياداته أو إرتباطه بجهات واضحة.

ويدعو التنظيم، إلى الإستعداد لـ”ساعة الصفر” التي تتزامن مع ظهور، “الإمام المنتظر”، عند الشيعة.

ظهرت الجماعات الشيعية المتطرفة في العراق بعد 2006..

على الرغم من أن هذه التيارات؛ هي أقلية بين المسلمين الشيعة في العراق، لكن ظهورها يتكرر، حيث يعود تاريخ الجماعات الشيعية المتطرفة، في العراق إلى ما بعد عام 2006، حيث استهدفت غارة أميركية مطلع عام 2007 مجموعة تطلق على نفسها، “جند السماء”، في الزركة شمال “النجف”، وأسفرت الحادثة عن مقتل 200 شخص.

وكان زعيم المجموعة قد أعلن بأنه؛ “المهدي المنتظر”، بحسب بعض المسؤولين الشيعة، وخطط أتباعه لاحتلال “مرقد الإمام علي” في المدينة، واعتقال مراجع دينية تزامنًا مع بدء طقوس “عاشوراء”.

تتفق تلك الجماعات على الدعوة إلى “تنظيف” المذهب، تمهيدًا لخروج “الإمام المهدي”، الذي لن يخرج إلا بتوفّر شروط يعتبرون أنها يجب أن تتحقّق سريعًا.

لكن، “التنظيف”، سرعان ما يتحول إلى أعمال عنف يروح ضحيتها العشرات.

تنشر الفساد لتعجيل ظهور “المهدي”..

الأستاذ في الحوزة، (المدرسة الدينية لدى الشيعة)، الشيخ “ناصر الأسدي”، يقول إن تلك الحركات “تسعى إلى نشر الفساد في المجتمع وصنع الأزمات، مبررة ذلك بالرغبة في تعجيل ظهور الإمام المهدي”.

مضيفًا: أن “هذه القناعة مخالفة لضوابط العقل والشرع، فانتشار الفساد يجب أن يكون لا إراديًا وليس مصطنعًا”.

وترتبط المجموعة، “المولوية” أو”أبناء الله”، بشكل عنقودي، بحيث ينضم كل 5 أشخاص إلى مجموعة منفردة، مما يصعب معرفة علاقة كل مجموعة بالمجموعات الأخرى، ويرتبط كل 50 شخص من الحركة بقيادي يسمى “المولوي”.

يتبعها 50 ألف شخص..

يؤكد مصدر أمني في “الناصرية”، أن التنظيم “يتبعه 50 ألف عنصر؛ منتشرين من بغداد إلى جنوب العراق”، مشيرًا إلى أن المنشورات التي عثرت بحوزتهم كانت “تسقّط المرجعيات الدينية وتشتمهم”.

وكان “قيس الخزعلي”، أمين عام حركة “عصائب أهل الحق”، قد حذر من تزايد نشاط “الحركات العقائدية المنحرفة” في مناطق الوسط والجنوب، بعد إنتهاء (داعش)؛ وعلى رأسها ما تسمى بـ”اليمانية والمولوية”، فيما كشف عن وجود نوايا للقيام بعمليات اغتيال تستهدف مرجعيات دينية.

وأضاف “الخزعلي”، في مقالة نشرتها صحيفة (الصباح) الرسمية، في شباط/فبراير الماضي: “لا أعتقد أن محاولة الإعتداء الأخيرة على ممثل المرجعية الدينية العليا – التي جرت داخل الصحن الحسيني أثناء صلاة الجمعة – أنها ستكون بعيدة عن هذه الحركات”.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، قد نشرت مقطع فيديو يظهر محاولة إعتداء أحد الأشخاص على “عبدالمهدي الكربلائي”؛ قبل أن يمنعه الحرس المحيط بممثل المرجعية، فيما ظهرت عائلة المتهم بعد ذلك في لقاءات تليفزيونية وقالت أن الأخير “مختل عقليًا”.

أتباع “اليماني”..

من جهته يؤكد “عبدالهادي السعداوي”، النائب عن “ذي قار”، أن المجموعة “ليست كبيرة أو مؤثرة، وهم من أتباع أحمد الحسن اليماني”.

والأخير؛ كان قد أعلن نفسه بأنه هو، “اليماني”، الموعود الذي يعتقد الشيعة الإثنى عشرية أنه يمهد لظهور “المهدي”. كما ينقل أتباعه عنه قدرات خارقة.

صناعة الوهابية أو الصهيونية..

لا يعرف بالتحديد الجهة التي تدعم تلك الحركات، لكن “السعداوي”؛ يقول: “من الواضح أن الوهابية والصهيونية هما من تقفان وراء تلك الجماعات”.

وكانت قوة أمنية قد اعتقلت، الشهر الماضي، مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص في “قضاء الغراف” شمال مدينة “الناصرية”، متورطة بالترويج لجماعة “الرايات البيضاء” المعروفة في جنوب “كركوك”.

وقال مسؤولون، حينها، أن الأجهزة الأمنية رصدت وجود “شعارات كتبت على أحد مساجد القضاء تعلن عن وجود الجماعة”، وكذلك شعارات أخرى كـ”السفيانيون قادمون وغيرها من الشعارات”.

وينشط أتباع الحركات الشيعية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعملون على حشد أكثر الآراء لصالحهم. فيما يتهم المعارضون، “أولاد الله”، بأنهم يتبعون رجل دين عراقيًا يعيش في “لندن”.

الاعتقال والمحاسبة القانونية ضرورية في حالتهم..

مع أن قانون العقوبات العراقي لا يتضمن فقرة تجرم “المعتقدات الدينية”، إلا أن رئيس اللجنة الأمنية في حكومة “ذي قار” المحلية؛ يشدد على أن “الاعتقال والمحاسبة القانونية ضرورية في حالة المولويين”.

ويوضح؛ أنه على الرغم من أن القانون يضمن حرية التعبير وإعتناق الأديان، لكن “لا يمكن اعتبار، (آراء)، هذه الفرقة ضمن اعتبارات ضمان حرية الرأي، لأنهم يحرضون على الفساد وقتل رجال الدين المسلمين”.

مضيفًا: أنه “تم اعتقالهم وفق المادة 27 المتعلقة بحيازة الأسلحة، والمادة المتعلقة بزعزعة الوضع الأمني داخل المحافظة”.

ولا يستبعد رئيس اللجنة الأمنية في “ذي قار”؛ أن تكون الحركة “مرتبطة بجهة دولية خارجية بسبب المطبوعات والكتب التثقيفية التي ينشرها أتباع الحركة”.

وحتى الآن لم يقم أتباع “الحركة المولوية” بأي نشاط مسلح، لكنهم “يمتلكون الأسلحة الخفيفة”، بحسب “الموسوي”.

رجال الدين مسؤولون عما يحدث في المجتمع..

الشاب العراقي، “كمال العسكري”، (28 عامًا)، يقول: إن “حالات الإنتحار وتجارة الحبوب والمخدرات والمشاكل العشائرية”، هي ما يتصدر أخبار المحافظة، “والآن أضيفت الحركات الدينية الشاذة” إلى كل ذلك، بحسب وصفه.

ويحمّل “كمال”، الذي يقطن في قضاء “سوق الشيوخ” بذي قار، رجال الدين مسؤولية الحالات الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها المجتمع.

ويضيف: أن “هذا يتحمله الخطباء الذين إتخذوا من المنبر مصدر رزق؛ وليس منبرًا لتوعية المجتمع”، متابعًا: أن “هذه الحالات يجب أن تعالج فكريًا وليس بالقوة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب