آثار “صدام” في العراق بعد 20 عامًا على الاحتلال الأميركي .. كيف سرق “المارينز” تمثاله لبيعه بالخارج ؟

آثار “صدام” في العراق بعد 20 عامًا على الاحتلال الأميركي .. كيف سرق “المارينز” تمثاله لبيعه بالخارج ؟

وكالات – كتابات :

ذكرت صحيفة (آل باييس) الإسبانية، أن تمثال الرئيس الأسبق؛ “صدام حسين”، الذي أسقط قبل 20 عامًا في “ساحة الفردوس”؛ في “بغداد”، لم يكن سوى جزءًا صغيرًا من التماثيل والصور والقصور التي أقامها من اجل استعراض سلطته وتقديم صورة: “الزعيم الإلهي” عن نفسه.

وأشار التقرير؛ إلى أن الحلاق “قيس الشرع”، يستمتع وهو يُعيد رواية يوم إسقاط تمثال “صدام”؛ في 09 نيسان/إبريل 2003، الذي كان منتصبًا أمام صالونه في “ساحة الفردوس”، حيث كان التمثال بارتفاع: 12 مترًا نُصّب هناك قبلها بعام احتفالاً بعيد ميلاد “صدام” الـ (65).

أبرز لحظات الغزو الأميركي..

ونقل التقرير عن “الشرع”؛ قوله: “كان هناك العديد من الشُبان من أنحاء البلد مع جنود أميركيين يُسّقطون التمثال، وكانوا ينشّدون نيل حريتهم. والتمثال كان يُظهر وجه رجل يخافه الجميع”.

وبعدما لفت التقرير إلى أن إسقاط التمثال أصبح بالنسّبة إلى العالم أبرز لحظات الغزو الأميركي ورمزًا لنهاية حكم “صدام”، أشار إلى أن كثيرين لا يُدركون أن تمثال “ساحة الفردوس”؛ لم يكن سوى واحدًا من العدد الكبير من التماثيل والقصور التي أقامها “صدام” بهدف إبراز قوته.

وتابع قائلاً؛ إن جميع تماثيله وصوره اختفت على مدى 20 عامًا منذ ذلك اليوم، لكن العديد من قصوره ومبانيه يُعاد استخدامها من أجل “عراق جديد”. وذكر التقرير أن “ساحة الفردوس” جرى تجديدها وتحولت إلى متنزه صغير بتمويل من البنوك الخاصة، فيما تبرز على مبنى عالٍ مطل على الساحة لوحة جدارية كبيرة للجنرال الإيراني؛ “قاسم سليماني”، مرفقة بصورة لـ”الإمام الحسين”.

الحنين إلى دولة القانون..

ونقل التقرير عن “الشرع”؛ قوله إنه: “لا يفتقد حكم صدام، لكن لديه حنين لحكم القانون”، مشيرًا بذلك إلى تفشّي الفساد، مضيفًا أن العائلات تخشى اصطحاب أطفالها إلى الحديقة؛ حيث ينتشر تجار المخدرات ليلاً.

“المارينز” يسرقون تمثال “صدام”..

إلى ذلك؛ أشار التقرير الإسباني إلى مصير تمثال “صدام” ما يزال غامضًا، لكن صائدي التذكارات أخذوا بعضًا من أجزائه، موضحًا أن مجموعة من شبان (المارينز) الأميركيين؛ من ولاية “يوتا”، قاموا في العام 2003، بقطع يد التمثال اليمنى سّعيًا لبيعها على موقع (إيباي) الإلكتروني، إلا أنها اختفت من حمولتهم أثناء محاولتهم تهريبها إلى “الولايات المتحدة”، ولم يتبق سوى الصورة التي التقطوها لأنفسهم؛ وهم يمسّكون بها وكأنها سمكة ثمينة.

وذكر التقرير بأن تاجرًا ألمانيًا يعمل في مجال التحف، قال في العام 2016؛ أنه اشترى سّاق التمثال اليسرى ثم قام بإعادة بيعها على موقع (إيباي)؛ مقابل أكثر من: 100 ألف دولار. كما أن الصحافي البريطاني؛ “نايغل إيلي”، نشر كتابًا في العام 2017؛ عن جزء من الأرداف اليسرى المنزوعة من التمثال، وأنه حاول بيعها من خلال مزاد علني لصالح جمعية خيرية، إلا أنه لم يحصل على عرض جيد بما يكفي.

كيفية رسم صورة “الزعيم الإلهي”..

ونقل التقرير عن الباحث في معهد (تشاتهام هاوس) البريطاني؛ “ريناد منصور”، قوله أن سياسة “صدام” في ملء “بغداد” والمدن الأخرى بقصوره وتماثيله وصوره: “خلقت صورة لهذا الزعيم الإلهي. وكان صدام بحاجة إلى إظهار سلطته بطرق مختلفة؛ لكي يذكر الناس بمن يتولى المسؤولية”.

وفي الوقت نفسه؛ قال التقرير أن بعض معالم حكم “صدام” الممّيزة لا تزال قائمة، كـ”قوس النصر” مثلاً؛ والذي يُصور يدين عملاقتين تحملان سيفين متقاطعين، فيما يُعتقد أن اليدين تُمثلان نموذجًا ليدي “صدام”. بالإضافة إلى ذلك؛ فإن “نُصّب الشهيد” المؤلف من قبتين كبيرتين باللون الفيروزي لتخليد ذكرى الجنود العراقيين الذين قُتلوا في الحرب “العراقية-الإيرانية”، خلال الثمانينيات، لم يتم هدمه.

وبالإضافة إلى ذلك؛ جرت إقامة “قصر الفاو”؛ على جزيرة وسط بحيرة اصطناعية خلال التسعينيات، احتفالاً باستعادة “صدام” لشبه الجزيرة خلال الحرب، ثم جرى استخدام القصر كقاعدة للقوات الأميركية بعد العام 2003؛ وأطلق عليه: “معسكر فيكتوري”، ثم تحول لاحقًا إلى مبنى للجامعة الأميركية في “بغداد”، بتمويل من رجل أعمال عراقي.

وتابع التقرير أن آثار “صدام” لا تزال حاضرة في الحرم الجامعي؛ حيث بقيت الأحرف الأولى من اسمه محفورة على الجدران والأسقف، كما أن البحيرة الاصطناعية لا تزال مليئة بسّلالة من الأسماك الكبيرة التي أطلق عليها الجنود الأميركيون اسم أسماك: “قاروس صدام”.

أي شيء يذكر بـ”صدام” تم إسقاطه..

ونقل التقرير عن نائبة رئيس الجامعة الأميركية في “بغداد”؛ الدكتورة “دون ديكلي”، قولها إن الحفاظ على تاريخ الجامعة مهم، لكنها أوضحت أن هذا: “القصر ينتمي إلى مستقبل العراق”، وهي تأمل أن تُشجع الجامعة الشباب على البقاء في وطنهم، في حين أن: “الجيل الذي سافر إلى الخارج؛ يُريد الآن عودة أبنائه وبناته إلى العراق ليختبروا العيش فيه”.

إلا أن التقرير أشار إلى أن أي شيء آخر يُذّكر بـ”صدام” بشكلٍ مباشر، قد جرت إزالته. وذكر بأنه بعد يوم من إسقاط تمثال “ساحة الفردوس”، قام الكُرد بإسقاط تمثال لـ”صدام” في مدينة “كركوك”؛ احتفالاً بسقوط رجل قمع شعبهم بوحشية، وارتكب إبادة جماعية ضدهم، ثم استبدلت هذه التماثيل وغيرها بصور القادة الكُرد، وخاصة الزعيم الكُردي؛ “مسعود بارزاني”.

أما في “مدينة الصدر”؛ التي كانت تُسّمى: “مدينة صدام”، فإن الرئيس العراقي الأسبق وضع جدارية عملاقة ملونة لنفسه، وهو الذي سّحق بوحشية المعارضة الشيعية له، لكن في حزيران/يونيو العام 2003، جرى احتفال لإعاد تسّمية الحي رسميًا باسم: “مدينة الصدر”، ورُفع الستار عن لوحة جدارية بديلة يظهر فيها المرجعان الشيعيان: “محمد باقر الصدر” و”محمد صادق الصدر”، اللذان قُتلا في عهد “صدام” بسبب معارضتهما لنظامه.

وكان العراقي؛ “طلال موسى”، ممن حضروا ذلك الاحتفال عندما كان مراهقًا، وقال إنه: “لا يمكن للكلمات وصف ما شعرت به خلال تلك اللحظة، حيث كان الأمر يُشّبه الانتقال من الظلام إلى النور”.

ويبلغ “موسى” الآن: (37 عامًا)، ويعمل كمقاول في وكالة الكهرباء الحكومية. وهو لا يعتبر أن هذه التوقعات بمستقبل أفضل قد تحققت. وقال: “للأسف، لدينا الآن نظام الحكم الفاسد هذا، والذي سّيطر على البلد على مدى السنوات الـ 20 الماضية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة