23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

مع ولعي باللغة العربية.. وعشقي أبجديتها.. وهوسي بما ترسمه حروفها من صور غاية في الروعة.. وهيامي بالأنغام التي تنساب من بين أسطرها، ارتأيت أن يكون عنوان مقالي اليوم بلغة غير لغتي الأم والأب والأخ والصديق.. لغتي العربية..! وما حذوي هذا الحذو لقصور فيها، كما أنه ليس لخطل يعتريها او خطأ في ما تعبر عنه، إذ هي كما قال الكبير أحمد شوقي:
إن الذي ملأ اللغات محاسنا

جعل الجمال وسره في الضاد

لكنني كباقي العراقيين ولاسيما الكتاب، أعاني استنزاف سياسيي العراق ومسؤوليه أبجدية اللغة العربية التي مافتئنا نعتصر حروفها، علـّها توصل حقيقة مايعانيه العراقيون من مآسٍ بسببهم، وما معاناتنا هذه لضعف او خور في متن لغتنا، بل هو لعظم سلبيات أنصاف الساسة.. وأرباع القادة وأعشار المسؤولين، من الذين يديرون دفات مراكب البلد في شطآنه، ولجموحهم في التخبط بمقدرات البلاد، وتماديهم في فتح الأبواب أمام المسيئين والمفسدين والسراق على مصاريعها، وتلكؤاتهم بمواجهة الرياح الصفراء التي تأتيهم من خارج حدود البلد الأمين. لهذا كله استعنت باللغة الإنكليزية كرسالة أسال الله ان يفهمها من أقصدهم، لاسيما أن اغلبهم كانت -ومازالت- دول مشرق الأرض ومغربها وطنا وملاذا لهم.

مع شروق الشمس.. يبدأ عراقنا بصباح جديد وأمل جديد، ويتوكل العراقيون على الله، داعين أن يهدي سياسيي العراق وماسكي زمام أموره لأن ينظروا لمناصبهم بـ (NEW LOOK) وبعين جديدة بعيدة عن التحيز والتحزب، واستغلال صلاحيات الكراسي في تحقيق مآرب نفعية لشخصهم او لشخوص آخرين، يقفون وراء الكواليس يلوِّحون بالإغراءات المادية والدنيوية التي يسيل لها لعابهم، وهم بهذا يسيرون على خطى (أبو رغال) أو غيره ممن باعوا شرفهم وضمائرهم ببيعهم وطنهم، وبإعلاء المصالح المشبوهة على مصالح الوطن والمواطن.

ومن جديد أيضا -وليس بجديد على متحيني الفرص والصيادين في عكر المياه- يتسابقون في النيل من العراق وشعبه، ولعلي وُفِّقت بعض الشيء بجمعهم في أبيات شعر نظمتها من وحي الشكوى وبوح الألم، فصورتهم كالآتي:

بـزرّاع لغـم وتفجيـر عبـوة

وتأخيـر إقـرار وإرجاء مجلس

وآخــر راشٍ وثـانٍ مرتــشٍ

وثالث من كأس الخيانة يحتسي

ورابـع خلف الحدود مرابض

عسى الحظ يرميه علـى مفلـس

فيبـيع بالـدولار كـل عراقـه

على شـحّ ضوء الظلام الدامـس

وخامس يحبو يؤجـج فتنة

ليدسَّـها في كل رطـب ويابـس

ويطول النظم عن السادس والسابع والعاشر، بما يضيق به منبري هذا، لكنني أنادي باسم العراقيين الذين ذاقوا الأمرين خلال العقود الأربعة الخوالي، كل معتلٍ منصبا من المناصب العليا، ان يعيد النظر في ماهية وظيفته والهدف من تسنمه إياها والمسؤولية الملقاة على عاتقه، وليعلم انه سيُسأل عن رعيته يوم لاتنفعه الأموال التي يجنيها من منصبه، ولعل بيتي الإمام علي عليه السلام الآتيين خير واعظ لمن يبتغي الرشاد:

وإذا وُلـيـت أمــر قـوم ليـلــة

فاعلم بأنك عنهم مسؤول

وإذا حملـت الى القبـور جنــازة

فاعلم بأنك بعدها محمول

[email protected]