8 أبريل، 2024 6:32 م
Search
Close this search box.

mini حديث من فوق مطب .!

Facebook
Twitter
LinkedIn

دونما ارتياحٍ فكري او سيكولوجي من استخدام المفردات العامية في الكتابة الصحفية او سواها وخصوصاً المفردات النادرة التداول , ولكنّ عدم الإرتياح هذا يضطرّ لتقديمِ تنازلاتٍ نسبية بهدف توضيح اصول او جذور بعض المفردات الغريبة في اللهجة الدارجة . وعطفاً من دون عواطف على ” المطب ” في العنوان اعلاه , فمعظم المطبّات الطبيعية والمصطنعة في شوارعنا العامرة تسمى < طسّات ومفردها طسّة > وتستخدم كافة الناس كلمة ” طسّة ” للإشارة على المطبّات التي جرى تأسيسها وإنشاؤها وتشييدها بعد الغزو الأنكلو – امريكي للبلاد والكثير من العباد ! , لكنّ معظم الناس لايعرفون المعنى الأصلي للطسّة سوى للتعبير عن حُفرٍ او مطبّاتٍ وما الى ذلك , علماً أنّ السّت ” طسّة ” لا علاقة لها بلغات دول الجوار ولا بلغات دول ما وراء البحار , بل هي كلمةٌ عربية تعني < إناء لغسل اليدين , وتستخدم ايضاً بمعنى ظفر > , وإذ من المحزنِ والمؤسف أنّ المطبّات لها قابلية الأنتشار والتوسّع ” خارج حدود الأقليم ! ” فأنتقلت حمّى هذه العدوى الى الكثير من اصحاب البيوتات من الجماهير غير الكادحة ! حيث قاموا بحرق وتذويب الأسفلت وجعلوا منها مطبّاتٍ مصطنعة كي تخففّ العجلات المارة من سرعتها أمام بيوتهم ! وهكذا اشتركوا هؤلاء مع اولئك في التضييق على حركة وحرية المواطنين .

وبعيداً عن اللتي واللُتَيّا , وبعيداً كذلك عن اللغوِ واللغويات وعن وعورة الطُرقات , فيبدو ستراتيجياً ومن خلال تحليل العناصر السوسيولوجية والسيكولوجية وربما بمشاركة ثيوقراطيّة – THEOCRACY , وإعادة مزجها بطريقةٍ غير متجانسة , فقد يغدو الهدف غير المباشر لوضع ونشر المطبّات في الشوارع والشوارع الفرعية منذ اولى سنوات الأحتلال , هو لأجل اقلمة وتدجين وتعويد المجتمع او عموم الشعب للتكيّف مع مطباتٍ سياسية واقتصادية وخدماتية متقطّعة او متذبذبة كما هو حاصل الآن , وما بعد الآن !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب