من يرى ويسمع عن واقع المرضى العراقيين المؤلم ممن تضطرهم الظروف الى السفر خارج العراق سواء في ايران او تركيا او الهند وغيرها من البلدان لتلقي العلاج وعلى نفقتهم الخاصة ، لايمكنه الا ان يلعن الفساد ورموزه في وطن تتجاوز موازنته موازنات ثلاث دول مجتمعه هي الاردن وسوريا وايران .. فساد حرم المراطن من ابسط الخدمات بما فيها الخدمات الصحية ! ومن اجل توضيح مستوى التقصير بل الفساد في وزارة الصحة سنشير هنا الى ما اورده ديوان الرقابة المالية في تقريره السنوي لعام 2012 وهي سنوات وفرة مالية كانت تحصل خلالها الوزارات على مبالغ مالية تتجاوز مليارات الدنانير من دون ان تنفذ اي مشروع ومنها وزارة الصحة التي ( بلغ اجمالي المبالغ التي تم اطلاقها من وزارة المالية الى ديوان وزارة الصحة مبلغ 241 مليار دينار خلال سنة 2010 وتمثل نسبة 17% من التخصيص الكلي البالغ تريليون واربعمائة وواحد وثلاثين مليار وتسعمائة وخمسة وستين مليون دينار مع اختفاظ الوزارة برصيد نقدي مدور لدى المصرف بلغ خمسمائة واربعة وثمانون مليار ومائة وثمانية وثلاثون مليون دينار .. ).. مثل هذه المبالغ بل اقل منها لو خصصت لوزارة الصحة في اية دولة لانشئت مسنشفيات متطورة جدا مع تجهيزها باحدث الاجهزة والمعدات وادوية ومستلزمات طبية اخرى.. لكنه الفساد وليس سواه الذي حرم المواطن من ابسط الخدمات وبجميع انواعها وجعله يبحث عن العلاج في خارج القطر .. وكمثال على ذلك الجارة تركيا التي يتوجه الناس اليها لتلقي العلاج في مستشفياتها المنتشرة في كل المناطق ومنها مستشفى(MEDIPOL ) في اسطنبول التي اضطرتني الظروف الى مراجعتها لاطلع على ما تضمه من اجهزة فحص حديثة ناهيك عن حسن الرعاية وسعة صدر الطبيب والملاك التمريضي والتي لها اثرها الايجابي على المريض على عكس التعامل السيء الذي نواجهه عند مراجعتنا للطبيب في اغلب الاحيان .. كما يمكن ان يلمس المراجع لهذه المستشفى الحرص على منح صورة ايجابية لمراجعيها فتوفر وسائل نقلهم من المسكن واليها وباوقات منتظمة كما يحرص قسم الترجمة فيها على ملازمتك ومتابعة اوقات علاجك وراحتك في الليل والنهار .. صحيح ان المستشفى يتقاضى لقاء هذه الخمات مبالغ ليست قليلة لكنك عند المقارنة مع واقعنا الصحي لايمكنك الا ان تشعر بالاسى والالم حتى ان احد العراقيين من اهل الموصل كان يصاحب زوجته للعلاج تساءل وبألم عن السبب الذي يحول دون وجود مثل هذه المستشفيات في العراق وقال كان يمكن لو كان هنالك حرص وشعور بالمسؤولية ان نبني في كل محافظة مستشفى مشابهة ان لم تكن افضل من MEDI POL) ).
الحديث عن الرعاية الصحية للمواطن التركي او المقيم تحتاج الى اكثر من موضوع كما ان مستشفى (PolMED ليست الا مثال بسيط لواقع طبي وعلاجي متطور اضافة الى ان هدفنا اصلا من هذا الموجز لجزء قليل عنواقع الخمات الصحية التي يتلقاها الانسان في تركيا يهدفلنقد واقعنا الصحي ويجعلنا نسأل هل من سبيل الى تحسين الخدمات العلاجية والصحية في العراق ؟ ومتى ننعم بنظام تأمين صحي تعمل به جميع دول اوربا ودول اخرى في المنطقة مثل تركيا ؟!
تصريحات وزير الصحة الدكتور عبد الصاحب العلوان التي انتقد فيها قلة التخصصيات في الموازنة لوزارة عانت من الاهمال والفساد تتطلب من مجلسي النواب والوزراء اعادة النظر بشأنها عسى ان يتمكن هذا الوزير من تحقيق شيء ايجابي .. فواقعنا الصحي مأساوي ولا اظنكم ايها السياسيون تشعرون بمعاناة المواطن لان مواقعكم تتيح لكم فرص العلاج لكم ولعوائلكم خارج العراق وعلى حساب الجكومة فلا نملك غير القول احذروا غضب الله و غضبة الشعب .