انظروا ماذا يقول الدستور بشأن حرية الاعلام المادة في المادة 38 من باب الحريات والحقوق ” تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب:
اولاً :ـ حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.
ثانياً :ـ حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.
ثالثاً :ـ حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وتنظم بقانون”.
الدستور العراقي صريح وواضح، فحرية الاعلام والتعبير والصحافة مقيدة بشرط وهو عدم الاخلال بالنظام العام بما في ذلك محاولات اذكاء العنف الطائفي.
لاشك أن نصف المعركة مع داعش ومموليها هي حرب اعلامية، لذا يتطلب من الحكومة متثملة بهيئة الاتصالات والاعلام ووزارة الاتصالات تحركا ً واسعاً لغلق الفضائيات والصحف والمواقع
الطائفية التي تبث سمومها في المجتمع بلا ضمير.
المعادلة معقدة، فالتغيير الذي طرأ في انظمة الدول العربية كان تغيرا سياسياً ، الا أن السعودية وقطر وتركيا وغيرها من الدول الاقليمية لاتريد تغيرا سياسياً في العراق فحسب ، بل تريد تفكيك البنية الاجتماعية والدينية وتدميرها، تريد عزلا ً كاملاً للشيعة عن السنة وتفرض طوقاً فكرياً عليهما وحدودا وهمية مأخوذة من زيف التأريخ. ليس غريبا أن قلنا الاعلام الطائفي المأجور هو الذي كثر الجماعات الارهابية المتطرفة مثل داعش واخواتها في العراق ، وساهم في اذكاء التفكير المتطرف.
نموذج الاعلام الطائفي هو الذي يدعي أن عصابات ارهابية تقتحم مدينة الاعظمية وبذات الوقت يبث تقارير كاذبة بشأن عدالة الدواعش في نينوى واستقرار الاوضاع فيها ويتناسى عمليات الجلد والقتل بحق المعارضين والابرياء ودخول الاجانب من افغانستان والمغرب وباكستان واليمن وسوريا والشيشان ومن كل حدب وصوب.
اصحاب المخطط الاقليمي ليس من صالحهم أن تذوب العقد الطائفية الوهمية فهم يفجرون بيد ويسخرون الاعلام المأجور بين طائفة وآخرى بيد اخرى، الغاية الاساسية تحريك العنف بين المكونات. المخططون الاقلميون(أخوة يوسف)لن ينبض لهم قلب ولن يستقر لهم حال ولن يطمئن لهم ذهن الا بتقسيم العراقيين إلى مجاميع وجزئيات، فعندما عجزت المفخخات والعبوات الناسفة والمسدسات الكاتمة على تحقيق مأربهم، لجأوا إلى الاعلام الطائفي ليختصر لهم الزمن والمال. من حق الاعلام أن ينتقد الحكومة وأن يشخص اخطائها ومن حق الاعلام أن يكشف الحقائق وأن يتحدث عن السلبيات في بناء الدولة ، لكن ليس من حققه ابدا أن ليمضي في مشروع داعشي لتفكيك العراق وتحويله إلى ساحة صراع اقليمية. مطلوب من الاعلام الوطني في هذه المرحلة بمختلف مشاربه أن يفند المعلومة المزيفة بالمعلومة الدقيقة الصادقة والواضحة،وأن ينزل لقلب الحدث فهو الجهاد الاعلامي بعينه، وأن يطمئن المواطنين وينقل لهم الحقيقة مهما كانت مرارتها شريطة أن لاتزيد من التوتر الطائفي وأن ينمو الضمير الشرطي عند كل صحفي عراقي يهمه امن بلده.
اعتقد الوقت مناسب لنقول للإعلام الطائفي الذي يشتغل على اذكاء الفتنة الطائفية عبر بث الاشاعات والاخبار المزيفة …GO UOT.