23 ديسمبر، 2024 8:30 م

إذا اشتريت علبة سمن وتاريخ صلاحيتها أربع سنوات، ففتحتها ووجدتها فاسدة، ماذا تعمل؟ ستلقيها قطعا، أليس كذلك؟
لقد إبتلينا بعد عملية التغيير عام 2003 بأنصاف السياسيين، وباعة الضمير الذين لا يستهويهم شيء، مثل الرقص على جراحات المواطن. فأكبر هم السياسي منهم هو عمولته من الصفقة الفلانية وتكلفة توقيعه على تمشية قانون حتى لو تعرض مع مبادئه ” فيما لو كانت لديه مبادئ أصلا” ولو فكر أحد بالكلام الصريح عليه لأعتبرها نوع من أنواع التسقيط السياسي والتعريض بماضيه النضالي ضد نظام صدام
يعتبر التأييد الشعبي للسياسي بطاقة المرور في الحياة السياسية، تؤهله لإرتقاء سلم الحياة السياسية في أي بلد في العالم، على أن هذا التأييد لا يأتي من خلال إعطاء الناخب وعود لا يستطيع السياسي ” أياً كان” الإيفاء بها. أو في محاولة لجر الناخب الى صفه، من خلال اللعب على وتر الطائفة أو المذهب؛ كونها لعبة خاسرة قد ترتد سلبا عليه وتقضي على مستقبله السياسي
كما أن محاولة البعض اللعب على مشاعر الناخب بتخويفه من الأخر هو لعبة خاسرة هي الأخرى، لذلك ننصح سياسيونا بكسب تأييد الناخب لهم والوقوف الى صفهم من خلال طرح يؤكد على الوحدة الوطنية والحفاظ على اللحمة في إطار البلد الواحد، وفي هذا يقول عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي “من يقف بالضد من الحقيقة سينهار يوماً ما ، لأن الحقيقة لا تقبل الغياب أو التغييب وإن حاول البعض تغييبها ، وحقيقتنا اليوم هي أن لحمتنا الوطنية متماسكة بحكم التداخل والتمازج بين كل المكونات ، العرب مع الكورد والتركمان والشبك ، السنة مع الشيعة ، المسلمون مع المسيحيين والصابئة والايزديين، أنه التداخل والتواصل الاجتماعي ، والنسب “
عليه فإن من مصلحة السياسي قبل الناخب أن يكون خطابه الإنتخابي متزنا لا يستفز مشاعر البعض، وأن يتسم بالحقيقة ” مهما كانت صعبة” ويلتزم بمبادئ الديمقراطية، لأن تأجيج مشاعر الناخب أزاء البعض فيه خرق للقانون ويدخل في باب التحريض ضد الأخرين، وهو ما حرص الدستور العراقي على تجريمه بنص المادة 7 أولا من المبادئ الأساسية والتي نصت على ” اولاً: يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له…”
إن الوصول الى السلطة، لا يعني إستخدام أساليب التسقيط والإستفزاز ضد الأخرين والكذب على جمهور الناخبين كونه يدخل في باب التدليس وهو محرم شرعا وعرفا
إن الديمقراطية التي ترسخت في البلدان الأوربية عموما، إنما جاءت لأن الناخب فيها لديه وعي لما يجري حوله، الأمر الذي يجعله يحدد من لمصلحة البلد ممن يعمل بالضد من ذلك، كما أننا نلحظ إبتعاد الناخبين عن الرمشحين الذين يتبنون خطابا متطرفا أو يعطون وعودا مبالغ فيها
عودا على بدء، يجب أن يلتفت جميع السياسيين بأن حالهم سيكون مثل علبة السمن تلك التي إنتهت صلاحيتها Expired وبالتي سيكون محلها في ” سلة المهملات