23 ديسمبر، 2024 10:43 م

حسين فوزي.. أول من أخرج فيلم بالألوان

حسين فوزي.. أول من أخرج فيلم بالألوان

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“حسين فوزي” مخرج ومنتج وكاتب سيناريو مصري، من أشهر الأفلام التي أخرجها فيلم “تمر حنة”.

حياته..

ولد “حسين فوزي” في 4 سبتمبر عام 1904 بمدينة المنصورة، وهو الشقيق الأوسط بين الأكبر المخرج “أحمد جلال”، والأصغر المخرج “عباس كامل”، وكما يتضح من اختلاف الأسماء، فقد حرص كل منهم أن تكون له شخصيته الفنية المستقلة.

بدأ “حسين فوزي” حياته الفنية ممثلا إلى جانب “عزيزة أمير”، في فيلم “ليلى” عام 1927، ثم اتجه بعد ذلك إلى الاشتغال بالصحافة كرسام لعدة سنوات، ولكنه قرر العودة للسينما كمساعد ل”عزيزة أمير” في إخراج وكتابة سيناريو فيلم “بنت النيل” عام 1929، فيما قامت هي بالإنتاج والتمثيل، وشاركها بطولته “عمر وصفي”، الممثل والمخرج المسرحي.

في عام 1936 قدم “نجيب الريحاني” بطولة ثاني أفلامه السينمائية ب”سلامته عاوز يتجوز”، والذي اعتمد فيه على واحدة من مسرحياته التي تقوم على شخصيته الأثيرة “كشكش بك”. فشل الفيلم، رغم أنه بطولة أشهر نجم كوميدي، فاضطر “حسين فوزي”، الذي كان يعمل مساعدا للإخراج في الفيلم، إلى البقاء في باريس، حيث كان يتم تصوير الفيلم، من أجل البحث عن ذاته. هناك، درس وتعلَّم كل مراحل العمل السينمائي، بداية من كتابة السيناريو والحوار، مرورا بمراحل إدارة الإنتاج والتصوير والمونتاج، وصولا إلى الإخراج، ليتمكَن من إتقان فن السينما في باريس.

غير أنه عندما عاد إلى مصر، لم يجد الفرصة، فعاد إلى الرسم، وتخصص هذه المرة في ملصقات الأفلام السينمائية، أو ما يطلق عليه “الأفيش”، وفي عام 1939 نجح في إقناع “عزيزة أمير” بالعودة إلى السينما، ومنحته فرصة الكتابة والإخراج لفيلم “بياعة التفاح” عام 1939 المأخوذ عن مسرحية “بيغماليون” ل”برنارد شو”، فحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا، وأعطى “حسين فوزي” جواز المرور والاستمرار كمخرج سينمائي. قدم بعد ذلك مجموعة من الأفلام منها “أحب الغلط، والصبر طيب، ويوم في العالي، وصباح الخير”.

قدم 1941 الفيلم الهزلي “أحب الغلط ” من إنتاج “أفلام الشباب” وبميزانية متواضعة، ويعود إلى “عزيزة أمير” في قصة مليودرامية من تأليفها مع “محمود ذو الفقار” الذي كان قد تزوجها وإنتاجها أيضا، وكتب “حسين فوزي” السيناريو والحوار لفيلم “ليلة الفرح” سنة 1942.

وقام بتجربة طريفة حيث شارك في “سلسلة أفلام بحبح” في فيلم بعنوان “بحبح في بغداد” 1942 سيناريو وإخراج “حسين فوزي” وقصة وحوار “بديع خيري”، وهو من الأفلام القليلة التي يظهر فيها “فوزي الجزايرلي” بدون “إحسان الجزايرلي” الشهيرة “بأم أحمد”.

وفي 1943 قدم فيلم “نادوجا” من تأليفه وإخراجه، وهو تراجيكوميدي يضم “إسماعيل يس وفؤاد شفيق وتحية كاريوكا والمطرب اللبناني محمد البكار”، ومن نفس اللون التراجيكوميدي كتب بعدها قصة وسيناريو “أحب البلدي” 1945 من إخراجه وحوار “أبو السعود الإبياري”، وبطولة “تحية كاريوكا وأنور وجدي”، وللمرة الرابعة اسند بطولة فيلمه السادس “الصبر طيب” 1945 “لتحية كاريوكا” من تأليفه وإخراجه وهو مليودراما قريبة من فكرة مسرحية “السيد لبامفيل”، والتي تقوم على فكرة الانتقام الذي يتحول إلى تسامح وغفران، ومن نوع المليودراما قدم أيضا “هدمت بيتي” 1946 قصة وحوار “محمود السباعي”.

ويعود إلى الفودفيل الغنائي أو الهزلية الغنائية بفيلم من تأليفه أيضا هو “إكسبريس الحب” 1946 بطولة “صباح”، وبعده فيلم “لبناني في الجامعة” 1947.

نقطة تحول..

تعتبر 1949 نقطة تحول في حياة “حسين فوزي” إذا يلتقي ب”نعيمة عاكف” التي اختارها المخرج “أحمد كامل مرسي” لتؤدي رقصة على أغنية المطرب “عبد العزيز محمود” وهي أغنية “يا مزوق يا ورد في عوده” في فيلم “ست البيت” 1949، وفي نفس العام يشاهدها المخرج “عباس كامل” فيصحبه لمشاهدتها، ويسند إليها بطولة فيلمها الأول “العيش والملح” أمام المطرب “سعد عبد الوهاب”، وحقق الفيلم إيرادات ضخمة شجعته على احتكار جهودها في الأفلام التي يقوم بإخراجها، وعلى الرغم من فارق السن الكبير بينهما فقد تزوجها عام 1953، واشتركا في فترة زواجهما في 16 فيلم منها “لهاليبو، وبابا عريس، والنمر، وتمر حنة، وأخرها فيلم أحبك يا حسن”.

وفي 1950 قدم “حسين فوزي” فيلما “لصباح، وسعد عبد الوهاب” بعنوان “أختي ستيتة”، وفيلما ثانيا لنفس الثنائي بعنوان “سيبوني أغني” 1950 ويعود إلى تنويعاته في تقديم “نعيمة عاكف” على شخصية الفتاة بنت البلد فيقدمها في عام 1950 في فيلم “باب عريس” في دور الفتاة التي تسافر مع شقيقتها الصغرى لتبحث عن أبيها الذي هجر بيت الزوجية، أو فتاة من الحارة تسعى لأن يعمل أهلها في المسرح في فيلم “فرجت” 1951، أو فتاة تعمل بالسيرك مغرم بها أحد أبناء الذوات في فيلم “فتاة السيرك” 1951، أو راقصة في ملهى ليلي تكتشف أن والدها عامل البار مهربا كبيرا في فيلم “النمر” 1952، أو عاملة فقيرة في محل خياطة تحب الغناء والرقص فيتعلق بها مطرب مشهور وعمه في فيلم “يا حلاوة الحب” 1952.

أو بطلة في فرقة استعراضية في فيلم “جنة ونار” 1952، أو الفتاة الفقيرة الطيبة التي ترث مليون فتهب مالها للجمعيات الخيرية وتفضل أن تعيش مع الفقير الذي أحبته في فيلم “مليون جنيه” 1953، أو الفتاة التي ترقص وتغني في مسرح الكواكب والتي يريد أن يستولي عليها صاحب المسرح، والذي هو في الحقيقة رئيس عصابة لتزييف النقود في فيلم “نور عيني” 1954، أو الفتاة الفقيرة التي تضطر للغناء والرقص في حانة شعبية لتعول شقيقتها الصغرى اليتيمة في فيلم “عزيزة”  1954.

أو دور فتاة من قرية ساحلية تحب الرقص و الغناء، فيلتقطها مخرج مسرحي كبير حيث تصبح نجمة وذلك من أجل أن تدفع مصاريف علاج حبيبها الصياد الفقير في المستشفى، وفي فيلم “بحر الغرام ” 1955، ورغم تواصل أفلامهما معا.. قدمت “نعيمة عاكف” مع “أنور وجدي” فيلم “أربع بنات وضابط ” 1953، وبالتالي أخرج “حسين فوزي” فيلم “عفريت عم عبده” سنة 1953، تمثيل “هاجر حمدي وشكري سرحان وإسماعيل يس” وفي 1955 تقوم “نعيمة عاكف” ببطولة فيلم “مدرسة البنات” إخراج “كامل التلمساني”، ويقوم “حسين فوزي” بإخراج فيلم “حب وإنسانية”.

وعاد إلى تنويعاته مرة أخرى لشخصية “نعيمة عاكف” فقدمها عام 1957 في دور الغازية الغجرية التي يقع في حبها شاب ثري في فيلم “تمر حنة”، أو فتاة في حارة العوالم في شارع محمد علي في فيلم “أحبك يا حسن” 1958 ليكون آخر أفلامهما معا بعد أن ينفصلا بالطلاق.

ويواصل “حسين فوزي” العمل دون “نعيمة عاكف” فيقدم “ليلى بنت الشاطئ” 1959 تمثيل “محمد فوزي وليلى فوزي وفايزة أحمد”، و “يا حبيبي”1960، وهو مليودراما، وهو من الأفلام النادرة ل”حسين فوزي” التي لا تقوم أساسا على الغناء، وفي نفس العام يقدم “غرام في السيرك” 1960، وبعد عامين يقدم “حلوة وكدابة” 1962 بطولة “مها صبري”. وهو أول من أخرج فيلم بالالوان بعنوان ” بابا عريس”.

الزواج..

تزوج “حسين فوزي” ثلاث مرات، الأولى من اليوغسلافية ب”الميرا توبش” 1931 وأنجب منها ولديه أمير ومراد. الثانية كانت من”نعيمة عاكف” 1953 واستمر زواجهما 5 سنوات. المرة الثالثة كانت من “ليلى طاهر” 1959 وطلقا 1962.

كانت هناك خطابات متبادلة بين “نعيمة عاكف” و”حسين فوزي” قبل زواجهما حيث بعثت إليه بخطاب شكر جاء فيه:

«عزيزي الأستاذ حسين فوزي.. تحية طيبة وبعد.. لست أجد في علاقة الزمالة والصداقة التي تربطنا، مجالًا للرسميات والمجاملات التي تصل إلى حد المراسلات.. ومع هذا أسمح لنفسي أن أكتب إليك.. وقد تدهشك هذه الفلسفة التي أودعتها تلك المقدمة، ولعلك قد وضعت يدك على قلبك متسائلًا: «فيم تكتب إليّ نعيمة؟ ولم لا تقول لي ما تشاء وهل ما بين الزملاء حجاب؟».. وأقول إن النجاح الذي كُتب لي في أول أفلامي «العيش والملح» على يديك ربما كان قد أنساني في غمرته وزحمته أن أشكرك، أما وقد عرض فيلمنا الجديد «لهاليبو» في الإسكندرية وبورسعيد.. فأنني أراني مَدينة لك بكل هذا النجاح.. فأنت يا أستاذي صاحب الفضل الأول، وأنت الذي صنعت لي كل هذا المجد نسيجًا رقيقًا، وكلما سمعت موسيقى حفيف ثوب المجد ذكرتك وذكرت فضلك، فاغرورقت بالدموع عيناي، وعجز عن الشكر لساني.. إنني يا أستاذي العزيز أرى في هذا العجز نفسه صلاة حمد لله، وترنيمة إقرار بالفضل.. ويسعدني أن أكون عند حسن ظنك دائمًا».

فرد “حسين فوزي” على خطاب “نعيمة عاكف” وقال لها:

«عزيزتي نعيمة.. أدهشتني مقدمة رسالتك، بقدر ما أدهشتني فلسفتك، وأذهلني أن يكون لك هذا الأسلوب الرقراق الصادق، اكتشفت فيك من قبل الفنانة اللامعة، واكتشفت اليوم الأديبة الممتازة.. إنك يا عزيزتي نعيمة تجيدين التعبير بالقلم إجادتك، كممثلة، التعبير بالوجه، وتحسنين الكتابة بنفس البراعة التي أعرفها ويعرفها الجمهور عنك في الأكروبات والنط والشقاوة والشيطنة!.. ولكن الذي آخذه عليك أنك تسرفين في الشكر، والشكر مرده إليك، فقد اكتسبت بك وجها ناجحا، أضيفه إلى ما قدمته إلى فني من خدمات، بل أتوج به خدماتي، وأني لم أفعل أكثر من الإفادة من مواهبك.. فأنت «خامة» كريمة سخية، وأنا إلى الآن لم أقف إلا على جزء من كل نواحي نبوغك الذي يصل إلى حد الشذوذ.. إنه ليحسن بنا يا عزيزتي نعيمة أن نقصد في تبادل الشكر بيننا، وأن أجمع شكري لك على شكرك لي لنقدمها باقة يانعة من الاعتراف بالجميل لهذا الجمهور العزيز الذي أثبت أنه يحسن تشجيع العاملين.. إن دموعي لتسبق دموعك كلما ذكرت إقباله نشكره ونقدره حين يستقبل بالإقبال، كما عوّدنا، فيلمنا القادم!؟ يا عزيزتي نعيمة.. إنك في مستهل درج نجاحك، وإنك لمدينة مثلما أنا مدين للرأي العام أولًا وآخرا، وللصحافة الفنية ولأقلام النقاد».

وفاته..

توفى “حسين فوزي” في 9 أغسطس 1962 في القاهرة.

https://www.youtube.com/watch?v=iKg8SydxziI

https://www.youtube.com/watch?v=1bDv-yedPro

https://www.youtube.com/watch?v=gdq8sbUocV4

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة