24 فبراير، 2025 6:25 ص

In Her Shoes.. فقدان الأم يبدد الأمان ويؤثر في حياة الأبناء

In Her Shoes.. فقدان الأم يبدد الأمان ويؤثر في حياة الأبناء

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم In Her Shoes يحكي عن علاقة شائكة بين أختين ماتت أمهما وهما في سن صغيرة، وأحست الكبرى أنها المسؤولة عن أختها الصغيرة، لتصبح الثانية مشاغبة ومصدر قلق للآخرين.

الحكاية..

يبدأ الفيلم ب”روز” التي تعمل محامية وتحقق نجاحات في مهنتها، وهي مخطوبة لصديق لها، ثم تأتي أختها “ماجي” لزيارتها وتنقلب الأحوال بعد أن تتعامل “ماجي” باستهتارها المعهود وتقيم علاقة جسدية مع خطيب أختها، لتنهار “روز” وتترك عملها وتقرر أن تعمل في تنزيه الكلاب، وتحتار “ماجي” أين تذهب، وهي تفكر في أن تعمل ممثلة بهوليود وتكتشف مصادفة أن لها جدة لأمها فتذهب لزيارتها.

وتشعر الجدة بأن “ماجي” غير مسؤولة وتستشعر أنها تريد سرقة أموالها فتعرض عليها أن تعمل في دار المسنين الذي تعيش به بصحبة مجموعة كبيرة من المسنين والمسنات. وتبدأ “ماجي” في الشعور بالمسؤولية بالتدريج مع اختلاطها بالناس وامتهانها مهنة لها واجباتها، وتتخلى عن حلم أن تكون ممثلة.

إحباط..

وعلى الجانب الآخر تشعر “روز” بالإحباط الشديد وبأنها متروكة ومطعونة، إلى أن تتقابل مع “سايمن” زميل لها في الشركة التي كانت تعمل بها، ويحاول التقرب منها ودعوتها للخروج، وتشعر بالانجذاب نحوه ويدخلان في علاقة حب. لكن “روز” لا تحكي شيء عن أختها “ماجي”
وحتى والدهما لا يعرف بالأمر.

وتستعد “روز” للزواج من “سايمن” وتفاجئها زوجة أبوها بفيديو ساخر في إحدى الحفلات التي تسبق الزفاف، لنكتشف مدى قسوة زوجة أبيها وأنها عاشت في أجواء قاسية، مع زوجة أب تعاملها بطريقة سيئة، ثم تكتشف “روز” أن لها جدة لأمها بعد أن راسلتها الجدة.

تصالح..

تذهب “روز” إلى بيت المسنين الذي تعيش فيه الجدة لتجد أختها “ماجي” التي انقطعت أخبارها عنها، وتشعر “ماجي” بجفاء “روز” نحوها، ثم تذوب تلك الفجوة بينهما شيئا فشيئا. ويتذكران ذكرياتهما القليلية عن والدتهما أمام الجدة، لتكشتف “ماجي” أشياء لم تكن تعرفها. مثل أن أمها كانت مريضة بمرض عقلي، وأنها كانت تتصرف بطريقة غريبة وأن زوجها كان يوبخها خوفا على طفلتيه منها، حتى أنه هددها بأنه سيودعها إلى مستشفى، بعد أن ذهبت في رحلة بعيدة مع طفلتيها. فتنتحر الأم بعد أن تصطدم بسيارتها في شجرة.

ونكتشف كمشاهدين أن “روز” كانت تعلم كل ذلك من البداية، وأنها كانت تخفي ذلك عن “ماجي” لتحميها، وأنها عاملتها طوال حياتهما كأم. وأن “روز” شخصية معاكسة تماما ل”ماجي”، ف”روز” مسؤولة ومجدة في عملها وترسم حياتها بشكل جيد، في حين أن “ماجي” متخبطة ولا أهداف لها، ولا تمتلك مهارات كثيرة، وتعتمد على جمالها لجذب الرجال كما أنها تسرق وتحتال.

ثم تتقارب الأختان مرة أخرى لأن علاقتهما أقوى من مجرد علاقة بين أختين، تحاول “ماجي” مساعدة “روز”، فتتصل ب”سايمن” وتكذب عليه مدعية أن “روز” حامل، ليجيء “سايمن” متلهفا وتعود العلاقة بينه وبين “روز”، بعد أن فسدت بسبب شعور “سايمن” أن “روز” لا تحكي له كل شيء.

زفاف..

وتبدأ “روز” في الاستعداد لزفافها، وفي حفلة الزواج تتقابل الجدة مع والد “ماجي وروز”، بعد سنوات طويلة من الخصام، ويتصالح الاثنان حيث كانا يتبادلان الاتهامات بشأن انتحار الأم.

وتقرأ “ماجي” قصيدة رائعة لأختها في حفل زفافها، وينتهي الفيلم على التأكيد على روعة العلاقة بينهما.

الإخراج جيد وأداء الممثلين كان بارعا، وإيقاع الفليم كان مناسبا للأفكار المطروحة، كما عالج الفيلم فكرة فقدان الأم المبكر الذي يؤثر على الطفلتين ويجعلهما تتشبثان ببعضهما البعض، خاصة مع وجود أب مفجوع وزوجة أب قاسية ونموهما وحدهما في الحياة، وكيف أن الأخت الكبرى تجد نفسها لا إراديا تأخذ دور الأم بالنسبة لأختها الصغيرة. كما يرصد مشاعر الحنين إلى الأم الذي يشكل غيابها فجوة كبيرة في نفسي ابنتيها.

كما يرصد تفاصيل المجتمع الأمريكي الذي يترك الأبناء يتحملون مسؤولية حياتهم بعد سن الرشد، وحين يقدم الأهل الدعم لهم يكون ذلك تفضلا وليس واجبا، ويرصد تخبط بعض الأبناء الذين لا يعرفون كيف يخططون لحياتهم بشكل كاف، نتيجة لعوامل كثيرة عاشوها في طفولتهم فجعلتهم أشخاصا اعتماديين، مثلما حدث مع “ماجي”، وقد يكون هذا الاستقلال سلبيا في بعض النواحي حيث يشعر الانسان باغترابه ووحدته وانعدام الأمان الذي توفره له العائلة الراعية.

الفيلم..

فيلم دراما أمريكي، صدر 14 سبتمبر 2005، مدة العرض 125 دقيقة، المخرج “كورتيس هانسون”، الإنتاج “ريدلى سكوت، وتونى سكوت”، سيناريو “سوزانا جرانت”. تمثيل “كاميرون دياز،  وتونى كوليت،  وشيرلى ماكلين، وريتشارد بورجى، وانسون ماونت،  وبروك سميث،  ومارك فيورستين، واريك بلفور، وجيرى ادلر،  ونورمان لويد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة