كتبت – سماح عادل :
معرض الكتاب إحتفالية هامة، تتبادل فيها الدول خبراتها الثقافية ويتم التعرف على الجديد من إنتاجها الأدبي والعلمي، كما يتاح للجمهور التعرف على ثقافات الآخرين ليس فقط من كتبهم المعروضة وإنما من خلال الفاعليات الثقافية المختلفة، وتعد معارض الكتب العربية وسيلة لتدعيم الثقافة، كما تعد دليلاً على اهتمام الدولة بالنهضة الثقافية لشعبها حيث توفر الكتب بأسعار مخفضة وتتاح الندوات ومقابلة المشاهير من الكتاب.
أولهم في بيروت وأكبرهم في القاهرة
أول معرض كتاب عربي كان في “بيروت”، حيث انطلق في عام 1956م، نظمه كل من “نديم دمشقية، وفؤاد سليم سعد، ورامز شحادة”، مساهمة منهم في زيادة الوعي بالقضايا القومية، وكان يُنظم مرتين في العام الذي يشهد إستقراراً أمنياً، تعويضاً عن غيابه في سنوات النزاع، ومازال مستمراً حتى الآن.
ويعتبر “معرض القاهرة الدولي للكتاب” واحداً من أكبر معارض الكتب في العالم، بدأ تنظيمه في عام 1969 بدعوة من وزير الثقافة المصري آنذاك “ثروت عكاشة” وأشرفت عليه الكاتبة “سهير القلماوي”، وفي عام 2006 أعتبر ثاني أكبر معرض بعد “معرض فرانكفورت الدولي للكتاب”.
اما “معرض الدوحة الدولي للكتاب” فقد تم تنظيمه تحت إشراف دار الكتب القطرية عام 1972، وكان يقام كل عامين، ومنذ عام 2002 أصبح يقام كل عام.
الكويت .. أكثرهم جدلاً
كانت دورة “معرض الكويت الدولي للكتاب” الأولى عام 1975م، وهو من أكثر المعارض إثارة للجدل، بسبب منعه الكتب، حتى بلغ تعداد العناوين التي تم منع عرضها في أحد السنوات 220 عنواناً.
وفي اليمن بدأ تنظيم “معرض صنعاء الدولي للكتاب” منذ عام 1979م، وقد أقيمت الدورة 29 عام 2013م، وألغيت الدورتان التاليتان، للظروف الأمنية في اليمن.
وبدأ تنظيم “معرض تونس الدولي للكتاب” في عام 1981م، وفي نفس العام بتوجيه من الشيخ زايد انطلق “معرض أبو ظبي للكتاب”، واللافت للنظر حرص دولة الإمارات العربية على تنظيم ثلاثة معارض دولية للكتاب في العاصمة أبو ظبي، وداخل عاصمتها الساحلية الكبرى دبي، بالاضافة إلي الشارقة، حيث انطلق “معرض الشارقة الدولي” للكتاب عام 1982.
تنظيم دورات حسب الأهواء السياسية
رغم أن بدء تنظيم “معرض طرابلس الدولي للكتاب” كان منذ ثلاث وثلاثين عاماً في 1981، إلا أنه لم ينظم دورات رسمية سوى إحدى عشر دورة، آخرها كانت في أكتوبر 2013.
عن سلطنة عمان بدأ “معرض مسقط الدولي للكتاب” في عام 1995، وفي نفس العام بدأ “معرض الجزائر الدولي للكتاب”، وبالنسبة للعربية السعودية يقام فيها معرضان “معرض الرياض الدولي للكتاب” والذي بدأ في 1996، و”معرض جدة الدولي للكتاب” وبدأ تنظيمه في 2015.
السودان نظم داخله “معرض الخرطوم الدولي للكتاب” بدءاً من عام 2005، وفي اقليم كردستان بالعراق نظم “معرض أربيل الدولي للكتاب” منذ 2007، كوسيلة لنشر ثقافة الأكراد وتدعيمها وعمل تبادل ثقافي بين باقي شعوب المنطقة، وبدأ “معرض بغداد للكتاب” في 2013 مع بعض الإحتجاجات من الناشرين العرب علي غلاء أسعاره وبعض مشاكل تنظيميه به.
يعد إنتظام عقد معارض الكتب دليلاً على الإستقرار والأمن، فقد ألغي “معرض دمشق الدولي للكتاب” منذ عام 2011، بسبب الإضطراب الأمني الذي تشهده سوريا، وعاد مرة أخرى في 2016 بترحيب جماهيري واسع، وهو من أقدم المعارض في المنطقة العربية.
ومن الملاحظ سعي دول الخليج والتي تتمتع بإستقرار نسبي لعقد مبادرات ثقافية وعمل نهضة ثقافية لشعوبها، في الوقت الذي بدأت تضعف فيه الحركات الثقافية في دول مثل “مصر والعراق وسوريا” والدول التي أنهكتها الصراعات وافتقدت للإستقرار السياسي والأمني.
وفي تركيا افتتح “معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي” في 2016، وأعلن عن أن المعرض يهدف إلي إتاحة الكتاب العربي للمقيمين العرب في تركيا والأتراك الناطقين باللغة العربية، وإلى تعزيز التعاون الثقافي بين العرب والأتراك.
والطريف أن معارض الكتب تعد مصدر جذب للجمهور، فنسبة كبيرة منهم تنتظر المعرض لكي تجلب كتباً تكفيهم طوال العام للقراءة، كما تعد المعارض مواسم لترويج الكتب تحرص فيها دور النشر على تنظيم عروض ومسابقات وحفلات توقيع لبيع ما طبعوه من كتب، ويحرص المؤلفون على الحضور، وعلى مر العقود الماضية كانت معارض الكتب كرنفالات يستضاف فيها المشاهير من الروائيين والشعراء.