6 أبريل، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

220 فولت.. أو ضغط عالي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

كتب من بغداد: فالح حسين العبد الله

دأبت السينما المصرية أن تتحفنا بالأفلام المستوحات من القصص العالمية والأفلام الأجنبية، وتقدمها بأسلوب مصري وأغنتنا عن الأجنبي وكانت خطوة راقية تعرفنا بالمنتج الإنساني بشكل عام.. وهذا شيء لا اعتراض عليه.. بل بالعكس يشعرنا بالانتماء الإنساني.. فكانت أفلام اعتبرت من أساسيات التاريخ السينمائي العربي القديم والحديث، الذي هو بالأساس مصري والقائمة طويلة ولا تحتاج إلى تأكيد.

استغل هذه المقدمة للدخول إلى موضوع حيوي ومهم على المستوى الشخصي وكذلك الفني بشكل عام..

في تسعينات القرن الماضي كتبت نصا مسرحيا بعنوان (220 فولت) تحت وطأة ظروف بلدي العراق، بعد أزمة حرب الخليج الثانية، وتحرير الكويت وفرض الحصار عليه من قبل الأمم المتحدة ومن تبعها. وكان الحصار يؤثر على الشعب وليس على الحكومة التي كانت بمعزل عنه. وكنت أنوي تقديم النص إلى الفرقة القومية للتمثيل لكونه يعتبر (وقتها) جديدا بطرحه الفني. يشاركني حلمي الفنان المغترب “إحسان الخالدي” وكانت الفرقة المذكورة هي القمة بالنسبة للفرق المسرحية العراقية.

ولما كان النص يطرح طروحا سياسية اعتبرت خطيرة وقتها، أحيل النص إلى جهات أعلى من وزارة الثقافة المعنية بتلك الشؤون. وأجيز النص بعد معاناة وجلسة استجواب أشبه بالتحقيقية أدارها وقتها د. عبد المرسل الزيدي وبحضور د. محمد العسل مدير الفرقة القومية وقتها، وشخصين آخرين يحظيان باحترام الوسط الفني وتقديره. وتوالت الأحداث التي لا مجال لذكرها هنا. كتبت الصحافة عن العمل والإشكالات التي صاحبته ومنعت تقديمه لأنه يطرح أمرا خطيرا، أو لتضارب المصالح وكان ذلك في زمن الشاعر “لؤي حقي” مدير عام السينما والمسرح الذي وقف إلى جانب العمل وتوعد المعرقلين بالعقوبات.

والأمر الخطير الذي يطرحه النص هو عدم توفر الطاقة الكهربائية وهي مسألة حيوية جدا وربما اعتبرت تمس الأمن المجتمعي.. وتغيرت أحوال العراق بعد 2003 ودخول القوات الأممية المحتلة إلى العراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وحصل ما حصل…

في العام 2007 أصدرت مؤلفا مسرحيا بعنوان (مسرحيات مشاكسة) يحوي ثمانية نصوص مسرحية من بينها ( 220 فولت) وطبع 500 نسخة فقط ووزعت في الأسواق. وكتبت عنها الصحافة الورقية والتلفزيونية. المهم..

هنا (تتحدث مسرحية 220 فولت عن شاب يعيش في مدينة الصويرة تضربه صاعقة وهو يحمل صحن تمر فيقوم جسمه بإنتاج الطاقة الكهربائية إذا تناول بضع تمرات. ويحاول أن يقدم للبلد خدمة توفير الطاقة الكهربائية ويصطدم بالمصالح الحزبية والحكومية…الخ من الأحداث الكثيرة ذات الخصوصية العراقية).

تفاجأت بعرض فيلم عربي بعنوان “ضغط عالي” أنتج عام 2019 وعرض في 1 ابريل 2019ومن إنتاج MAHMOUD SABER Production ، وكتب على أفيش الفيلم تأليف محمود صابر.عرضته إحدى القنوات الفضائية بداية الشهر الثالث 2020. وهو يطرح نفس الطرح غير المألوف عن (حول شاب في منطقة شعبية يعمل كمهندس كهرباء يقع له حادث يتسبب في شحنه بالكهرباء ليصبح مصدر طاقة كهربائية لمنزله وأهل منطقته… يحاول المسئولون استغلال قدراته).

نلاحظ هنا تطابق القصة والموضوع تماما مع نص مسرحية (220 فولت) الذي سبق فيلم (ضغط عالي) بأكثر من عشرين عاما ولكن بمعالجة مصرية.. فهل هي مصادفة ؟؟؟

لا اظن ذلك .. باعتقادي أنه اقتباس بشكل او بآخر عن قصتي 220 فولت.

انا هنا لا اطالب بحقوق مالية اطلاقا فلست بحاجة لها  ولست بعمر يبحث فيه الإنسان إلا عن نقاء سيرته واسمه الذي تعب حتى يبقيه نقيا.. ولكن أخلاقيات العمل ومهنيته تتطلب وضع النقاط على الحروف ونسب العمل إلى صاحبه الأصلي او استشارته على الأقل. وأكرر هنا لست بقصد البحث عن الجانب المادي..

من جهتي حاولت الاتصال بالفنان محمود صابر الذي نُسبَتْ إليه قصة الفيلم ولكني لم أفلح في ذلك.. وتركت له رسالة باسمي أنا فالح حسين العبد الله مؤلف كتاب مسرحيات مشاكسة … أرجو للجميع التوفيق وأرجو أن لا تتكرر مثل هذه الحالات مستقبلا ..

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب