10 أبريل، 2024 10:51 ص
Search
Close this search box.

ينتظر الانضمام إلى قائمة “اليونسكو” .. “الفانوس” صاحب تاريخ حضاري أبعد من إنارة شهر “رمضان” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

في كل سنة وقبل أيامٍ من حلول “شهر رمضان”، يتحضر المصريون لاستقباله بالفوانيس ومعلقات الزينة التي تكسو شوارع المحروسة. ومع أن هذه العادة باتت طقسًا إسلاميًا فريدًا، إلا أنّ الحكايات في بلد لها تاريخ كـ”مصر”، لا تحمل وجهًا واحدًا، فثمة قصّة لـ”فانوس رمضان” تضرب بجذورها في قلب التاريخ، تقول إن أصل الاحتفال بالفانوس يعود للأقباط المسيحيين.

ينتظر قائمة “اليونسكو”..

وتتجدد من وقت إلى آخر مطالب بإدراج “فانوس رمضان”؛ في قائمة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي، إلا أن الأمر لم يتخطَ عتبة المطالبات، وليس ثمة تحركات رسمية جادة في هذا الصدد حتى الآن، ومن المفترض أن يكون على رأسها تكثيف الجهود البحثية في توثيق تاريخ “فانوس رمضان”، وهو ما نُحاوله في هذا التقرير.

الرواية الشائعة عن أصل “فانوس رمضان”؛ تقول إنّ المصريين خرجوا لاستقبال الخليفة الفاطمي؛ “المعز لدين الله الفاطمي”، عند قدومه من “تونس”؛ ليلة الخامس من رمضان عام 362 هجريًا، وسط أجواء احتفالية تُرحب بالحاكم الجديد، ومن هنا ارتبط “الفانوس” بالأجواء الاحتفالية الرمضانية، متخطيًا بذلك طبيعته الوظيفية في إنارة الشوارع، وصار أحد رموز الطقوس الاحتفالية الرمضانية.

وعلى إثر ذلك؛ ظهرت طائفة من الحرفيين تقوم على صناعة الفوانيس وزخرفتها في “العصر الفاطمي”.

إشارة “المقريزي”..

يُشكك الباحث في التاريخ الإسلامي؛ “حسن حافظ”، في صحة هذه الرواية، معتبرًا أنها: “إشاعة سرت بليل”، وليس لها سند موثوق، وأن استخدام “الفانوس” في الطقوس الاحتفالية أقدم بكثير من ارتباطه بقدوم “المعز”، إذ استخدمه أقباط “مصر” أول الأمر في الاحتفالات بعيد الميلاد.

ويُضيف: أن “إزدهار صناعة الفوانيس في عهد الفاطميين جاء من زاوية حضارية أكثر منها احتفالية، إذ حرص حكام مصر الجدد على إضاءة شوارع القاهرة، كما هو الحال في مدن الشرق الكبرى؛ مثل بغداد”، مستبعدًا أن يكون العهد الفاطمي هو منبت الاحتفال بالفوانيس.

ويستشهد “حافظ” بما خطّه؛ “تقي الدين المقريزي”، في كتابه: (المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار)؛ عن أعياد القبط في “مصر”، مُرجحًا أن تكون إشارة المؤرخ الشهير هي طرف الخيط الأول الذي يمكن التقاطه لنسج قصة أكثر منطقية عن أصل “الفانوس”، وكيف دخل في احتفالات المسلمين بـ”شهر الصيام”.

ويُشير إلى أنّ: “نص المؤرخ الشهير؛ يُثبت أن استخدام الفوانيس في الاحتفالات الدينية يعود لاحتفال المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، إذ يقول المقريزي: (وأدركنا الميلاد بالقاهرة ومصر وسائر إقليم مصر موسمًا جليلاً، يُباع فيه من الشموع المزهرة بالأصباغ المليحة والتماثيل البديعة بأموال لا تنحصر، فلا يبقى أحد من الناس أعلاهم وأدناهم حتى يشتري من ذلك لأولاده وأهله. وكانوا يسمونها الفوانيس، وأحدها فانوس. ويعلقون منها في الأسواق بالحوانيت شيئًا يخرج عن الحد في الكثرة والملاحة)”.

ويرى الباحث في التاريخ الإسلامي؛ أنّ هذا النص يوضح بجلاء أن استخدام الفوانيس في طقوس احتفالية – ليس للإنارة فقط – إذ كان يتم في باديء الأمر في الأعياد المسيحية وتسرب هذا الطقس إلى الثقافة الإسلامية في وقتٍ لاحق، لم يُحدد على وجه الدقة. لكن “حافظ” يُرجح أن يكون ذلك بدأ يحدث تدريجيًا مع تحول أغلبية المصريين إلى الديانة الإسلامية في زمن “المماليك”، ثم في زمن “العثمانيين”، وربما يكون إزدهر كطقس احتفالي في القرن التاسع عشر؛ حتى بات الاحتفال بـ”الفانوس” طقسًا رمضانيًا أساسيًا كما نعرفه اليوم.

استعادة الماضي..

وبمعزل عن الجدل التاريخي؛ فإن “فوانيس رمضان” تزدهر هذه الأيام. وبعدما طغت الفوانيس الصينية الصنع في ما سبق، عاد الألق في السنوات الأخيرة إلى الصناعة التقليدية. وبالتزامن مع قرار الدولة المصرية بمنع استيراد منتوجات الفوانيس من “الصين”، انتعشت صناعة الفوانيس التقليدية التي تُضاء بالشموع، بحسب ما يقول “إيهاب العدب”؛ أحد صناع الفوانيس في منطقة “تحت الربع”؛ بالقرب من “باب زويله”؛ جنوب “القاهرة” القديمة، وهي معقل صناعة الفوانيس في “مصر”.

ويقول “العدب”؛ إن الإقبال يتزايد على الفوانيس التقليدية، حيث أعتاد أن يسمع من الزبائن أنهم يريدون أن يتعرف أبناؤهم إلى التقاليد القديمة.

وبحسب صانع الفوانيس المصري؛ تتعدد أنواعها التي تُصنع في الأغلب من الصاج والزجاج المزخرف، ومن أشهرها: “فانوس النجمة”، و”فانوس مربع عدل”، و”فانوس شقة البطيخة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب