6 أبريل، 2024 9:27 م
Search
Close this search box.

يحيى شاهين.. اشتهر بشخصية سي السيد رغم تنوع أدواره

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“يحيى شاهين” ممثل مصري وممن عملوا في السينما المصرية في فترة امتدت من عقد الأربعينات وحتى التسعينات.

حياته..

ولد “يحيى شاهين” في جزيرة مية عقبة بمحافظة الجيزة يوم 28 يوليو 1917، ولقد تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة عابدين. واشترك في فريق التمثيل بالمدرسة حينها حيث ظهرت موهبته ولم يمض إلا القليل حتى ترأس فريق التمثيل في المدرسة. وحصل على شهادة دبلوم الفنون التطبيقية بقسم النسيج من مدرسة العباسية الصناعية. ثم حصل على بكالوريوس في هندسة النسيج.وتم تعيينه في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى.

ولكن شغفه بالتمثيل وموهبته دفعتاه إلى التباطؤ في تنفيذ التعيين والانضمام إلى جمعية هواة التمثيل حتى سنحت له الفرصة والتقى بأستاذه “بشارة واكيم” و”أدمون تويما” حيث كان مديرا للمسرح في دار الأوبرا الملكية وقد أعجب بموهبة “يحيى شاهين”، واقترح عليه أن يتقدم إلى الفرقة القومية للتمثيل التي تطلب وجوها جديدة من الشباب. غير أن فرص التمثيل على المسرح لم تتحقق لموسم كامل مما أقلق “يحيى شاهين” إلى أن بلغه أن الممثلة “فاطمة رشدي” بدأت تكون فرقة جديدة وأنها بحاجه إلى بطل فتقدم بالأداء وأعجبت جدا بتمثيله، فاختارته لدور الفتى الأول في فرقتها خليفة لفتاها الأول “أحمد علام” الذي انضم إلى الفرقة القومية والتي قد تركها “يحيى شاهين” وهنا بدأت رحلته. من أعماله المسرحية “مجنون ليلى، روميو وجولييت” وختم حياته المسرحية بمسرحية “مرتفعات ويذيرينج” ليتفرغ لحياته السينمائية بعد أن نادته السينما ليحقق فيها أضعاف أمجاده المسرحية.

السينما..

أول ظهور له في فيلم “لو كنت غني” بدور هامشي وسرعان ما سطع نجمه والتفتت الأنظار له ولعب دور البطولة أمام “أم كلثوم” في فيلم “سلامة”، وقد قام بعدة أعمال تلفازية أهمها “شارع الموردي والطاحونة”.

والجوائز التي نالها هي:

جوائز دعم السينما الجائزة الأولى عن دوره في فيلم “ارحم دموعي”، والثانية عن فيلم “جعلوني مجرما”، شهادة تقدير عن فيلم “نساء في حياتي” من مؤتمر فينيسيا الدولي، الجائزة التقديرية الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية، فاز بوسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى كمهندس تطبيقي، سنة 1980 حصل على شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي، سنة 1987 جائزة مهرجان القاهرة السينمائي، وجائزة غرف السينما سنة 1989، وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من جمال عبد الناصر. حصل على درع السويس ودرع أسوان وشهادة تقدير وتفوق للرواد للسينمائيين سنة 1993 من جريدة الأهرام المسائي.

اشترك في 9 أفلام تم اختيارها فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996 وهى: (دنانير، ابن النيل، زينب، جعلونى مجرما، أين عمري، بين القصرين، شيء من الخوف، الأرض، إسكندرية ليه؟).

سي السيد..

“سي السيد” الشخصية الأشهر في المشوار الفني ل”يحيى شاهين”، والتي قدمها في ثلاثية “نجيب محفوظ” “بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية” التي أخرجها “حسن الإمام”، وعرفت تلك الشخصية بتسلطها وديكتاتوريتها على المرأة والأسرة. وربط الكثير من الجمهور بين شخصية الفنان “يحيى شاهين” الحقيقية، وشخصية “سي السيد”، ولكن في الواقع لم يكن الفنان الراحل ديكتاتوريا ولا متسلطا في حياته الخاصة، لدرجة أنه قهر من زوجته الأولى “مجرية الجنسية”، وتسببت له في يأسا وإحباطا بعد أن أخذت ابنتيه وهربت إلى المجر.

تسبب هروب زوجته الأولى بعد انفصالهما، ومعها ابنتيه، في أزمة نفسية للفنان “يحيى شاهين”، حيث في عام 1959 تزوج من امرأة مجرية أنجب منها ابنتين، وبعد 6 سنوات من الزواج انفصلا، وأخذت ابنتيه وسافرت بهما إلى المجر، فأصيب باكتئاب وحزن وعاش في عزلة لمدة عامين، ثم تزوج بعد فترة من أخرى وهي “مشيرة عبد المنعم”، وأنجبا ابنة وحيدة  “داليا”، واستمر زواجهما حتى وفاته.

في لقاء نادر مع “يحيى شاهين”، من برنامج “ذاكرة ماسبيرو” وردًا على سؤال الإعلامية “سلوى حجازي”: ما إحساسك تجاه الفن بعدما عشته لحظة بلحظة؟ قال شاهين: “إن كل كفاح له مذاق طيب، رغم أنه في بدايته يكون عسرا جدا، ولكن في نهاية الأمر يكون شعورا جميلا للغاية، مما يحفز على النضال الدائم، فأنا أومن بأن أي إنسان يضع هدفه نصب عينيه، يرفع الله من شأنه ولا يضيع تعبه هباء، وأرى أنني منذ صغرى أحب التمثيل والفن ولكن لم أتوقع على الإطلاق أن أمارسه وأصبح محترفا ذات يوم، ولكن عندما أتتنى الفرصة وضعت موهبتى نصب عيني، وبدأت في الممارسة والاحتراف لأصل إلى النتيجة المرجوة، مهما تعرضت إلى صعوبات في حياتي”.

وعن مشواره الفنى تابع: “علمت أنا وصديقي محمود إسماعيل أن فاطمة رشدي تكوّن فرقة أثناء وجودها بالعراق، فأحببنا أن نتقدم إليها ونعمل بها، وكانت النتيجة أن الفرقة قبلتني دون صديقي، وظللت أربعة أشهر أقدم الفن مع ممثلين كبار مثل “حسين رياض، وأحمد علام” بالعراق، وقدمت “يوسف وزليخة، ومجنون ليلى، وكليوباترا”.

نساء في حياته..

في مقالة بعنوان (4 نساء غيرن حياة “سي السيد ” السينما.. كيف كانت شخصيته الحقيقية؟) تقول”مروة بدوي”: “تظل صورة “سي السيد” المهيبة، ونبرة صوته، وهو ينادي زوجته “أمينة” فترتعد فرائسها، هي الصورة الأقرب للنجم يحيى شاهين في مخيلة الجمهور، رغم أن يحيى شاهين الذي ينتمي للجيل الذهبي في السينما، جسد عشرات الأدوار ما بين الشباب والكهولة، لكن بقيت شخصية سي السيد بطل الثلاثية هو الدور المحفور في ذاكرة السينما وكأنها شخصية يحيى شاهين الحقيقية، ولكنك عندما تقف أمام حياته الخاصة تجد أن المرأة لعبت دورا مؤثرا في حياة “سي السيد السينما العربية”، فلم يكن يوما “سي السيد”! فقد النجم يحيى شاهين والده وهو في عمر العاشرة، وكانت فترة عصيبة في حياته كما يروي شاهين في لقائه مع الإعلامي طارق حبيب، فحاول شاهين مساعدة والدته وعمل في مطبعة لجمع الحروف ليلا، وصباحا يذهب للمدرسة. حبه وتعلقه بوالدته غير مجرى حياته، بعد تخرجه من فنون التطبيقية 1935 تم تعيينه في المحلة الكبرى، ولكن كانت والدته مريضة في تلك الفترة، فقرر يحيى شاهين أن يرفض الوظيفة حتى لا يرهق والدته، وفضل البقاء معها، وعندما ذهب ليعتذر عن الوظيفة، كان أدمون تويما مدير مسرح دار الأوبرا الملكية موجودا بالصدفة، وعندما رأى يحيى شاهين عرض عليه العمل في مسرح الأوبرا، فوافق شاهين على الفور بسبب حبه للتمثيل الذي مارسه طوال فترة دراسته المدرسية، وظل يحيى شاهين متعلقا بوالدته طوال حياته، ويرى أنها الحب الحقيقي في حياته، فعاطفته وحبه لوالدته لا تقارن بأي حب آخر”.

وتواصل: “أم كلثوم بذكائها وقوة شخصيتها تركت أثرا كبيرا في حياة ومسيرة يحيى شاهين، ففي بدايته الفنية عام 1942 كان يلعب دورا صغيرا على مسرح الأوبرا وسمعت أم كلثوم بهذا الفنان الشاب الجديد، وبينما كانت تصور سومة فيلم “سلامة” مع حسين صدقي حدث خلاف بين الأخير والمخرج، فترك حسين صدقي العمل وبحثوا عن بطل آخر، فاقترحت أم كلثوم اسم الوجه الجديد يحيى شاهين، وبالفعل وقع يحيى شاهين عقد الفيلم بأجر 150 جنيها، وكان الشاب شاهين في قمة ساعدته لأنه سيقف أمام أم كلثوم، فهي فنانة شهيرة إضافة للأجرة الذي يعتبر كبيرا مقارنة بأجور المسرح. ونشر الصحفي عبد الفتاح يونس، أحد المقربين للنجم يحيى شاهين، هذه القصة ضمن مقاله عن يحيى شاهين في جريدة الأهرام المسائي، وأكمل يونس القصة بين أم كلثوم وشاهين، والتي لم تقف فقط عند فتح أبواب السينما أمام الشاب الصاعد، بل كانت أم كلثوم تساند شاهين أثناء التصوير، وتشركه معها في الغذاء حتى توفر عليه النفقات، لأنه مازال يصعد سلم الفن، وفي إحدى المرات وهما في فترة الراحة سألته الست عن أجره، فأجاب شاهين 150 جنيها فاندهشت سومة ثم استدعت منتج الفيلم على الفور. وعندما قابل المنتج كوكب الشرق سألته عن أجر شاهين، وطالبت بأن يأخذ نفس الأجر الذي كان سيتقاضاه النجم حسين صدق، فكان رد المنتج أن حسين صدقي نجم فكان أجره 600 جنيها لكن شاهين مازال شابا صاعدا، فجاء رد سومة حاسما أن شاهين يجب أن يأخذ نفس أجر حسين صدقي فهو يلعب نفس دور البطولة، وإلا لن تكمل أم كلثوم الفيلم، وأمام إصرار الست لم يجد المخرج حلا إلا أن يرفع أجر شاهين إلى 600 جنيه. لم تغير هذه الواقعة حياة شاهين المهنية والمادية فقط، بل أصبح يصر على حقه، وعرف عنه في كل أعماله دقته وإصراره على الحق والصواب كما كانت صاحبة الفضل الأول في مشواره الفني أم كلثوم”.

وعن الزواج تضيف: “تزوج يحيى شاهين مرتين، ولم يبحث في المرة الأولى عن زوجة تشبه “أمينة”، بل على العكس بحث عن الحب وارتبط بامرأة مجرية كانت أكبر منه بعدة بسنوات، وربما يرجع ذلك لشغف يحيى شاهين بالسفر، فهو كما قال عن نفسه في لقاء تلفزيوني “لف نصف الكرة الأرضية تقريبا”. واستمر زواجه فترة، وأنجب ولدين، ولكن لم تكتمل حياة شاهين الزوجية كما أراد، وانتهت بالانفصال وعادت الزوجة إلى موطنها الأصلي ومعها أطفالها، وانتهت زيجة يحيى شاهين الأولى التي لم يتحدث عنها كثيرا في الإعلام، لكنها جعلته يفكر في الزواج بناء على المنطق والعقل، وليس الحب فقط كما روى يحيى شاهين من قبل.. ربما لم يكن الزواج الثاني مبنيا على الحب، بل كان زواجا تقليديا، لكن السيدة مشيرة عبد المنعم أرملة الفنان الراحل يحيى شاهين أعطته الاستقرار والدفء العائلي، فأكمل حياته معها حتى رحيله وأنجبا ابنتهما داليا”.

أب وزوج حنون..

في حوار مع زوجته بجريدة النهار تقول عنه: “طلب من إحدى أقاربه أن تجد له عروسة من بيت محترم ووقع الاختيار على وتزوجنا في فترة قصيرة جداً وكان الفرح عائليا يضم العائلتين فقط، وكانت الشبكة خاتم سوليتير مازال موجودا عندي وكلما اشتاق ليحيى ألبسه، وأنجبنا داليا وكان هو في سن كبيرة لذلك كان شديد الخوف عليها.. وكان يحب الأكل المصري كله وكذلك محشي الفلفل.. والكرشة.. وكان يحب أداء العبقري زكي رستم وكذلك الفنان فريد شوقي، بينما كان يكره النفاق والكذب جداً.. ويحب السفر لحد العشق، وكان دائم السفر، وأجمل رحلة جمعتنا معاً كانت رحلة أميركا وقبل ما ننجب داليا وكذلك رحلة المكسيك واليابان وأوروبا.. كل عام كان لنا شهر نقضيه خارج مصر.. وكان حريصا أيضاً على السفر لأداء العمرة كل عام. على فكرة رغم انه أبدع في تجسيد شخصية سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ، لم يكن سي السيد في المنزل ولم يكن في أي يوم من الأيام بهذه الشخصية.. فكان عكس ذلك تماماً فهو شخص حنون وعطوف بل انه لم يكن يتناول طعامه قبل ان يتأكد من تناولنا الطعام، وكان شديد الاهتمام بنا إلى أقصى درجة ويخاف علينا إلى حد الجنون”.

تتحدث داليا ابنة “يحيى شاهين” وتقول: “عندما رحل والدي كان عمري 13 سنة، وكنت أدرس بالصف الثاني الإعدادي.. لذلك أتذكر أيامنا الجميلة معاً، والتي علمني خلالها كيف أتحدث بحرية وأقول ما أحب وما اقتنع به، فكان دائماً يأخذني معه في المقابلات التلفزيونية وأيضاً خلال التصوير أفلامه بشكل دائم، وكأنه كان يعلم أن الوقت الذي يجمعنا معاً وقت قصير.. كذلك كان حريصاً على أن يحفظني القرآن الكريم وكنا نجلس معاً كثيراً لقراءة القرآن وحفظه.. والحقيقة أنني كنت معجبة جداً بوالدي وإخلاصه في عمله وإتقانه لأدواره بشكل كبير، وفي الوقت نفسه الدور الذي لا يعجبه أو الشخصية التي لا يقتنع بها لا يجسدها، فلم تكن المادة تهمه مطلقاً، وكان دائماً يحرص على أن تكون الشخصية التي يجسدها صعبة ومركبة.. كي يصل إلى مرحلة من الاستمتاع، خاصة أنه كان يدرس الشخصية ويتقمصها ويعيشها بكل جوارحه.  أثناء استعداده لتقديم فيلم سينمائي كان يحرص على أن تكون حالة المنزل هادئة، بعيدة عن التوتر، وكانت أكثر أوقات عمله بعد نومي أنا ووالدتي حتى يصل إلى الهدوء الذي يرغبه، وعندما كنت أدخل عليه الغرفة وهو يحضر للشخصية التي يجسدها لا يغضب منى.. بل كان يعلمني كيفية تنفيذ بعض الحركات بملامح وجهي.. كيف أضحك.. وفي نفس الوقت أبكي؟ وكيف أعبر عن الموقف بملامح وجهي؟.. في الوقت نفسه كانت والدتي حريصة على أن توفر له جواً مناسباً للعمل وتتجنب المطالب الكثيرة أو العزومات والولائم للأقارب والأصدقاء خلال فترة العمل.. ونحن حريصون كل عام على إحياء ذكرى والدي، وللأسف الشديد فإن هناك حالة من النسيان لتاريخ هذا النجم الكبير، فالصحف لا تكتب عنه، حتى لو كلمة واحدة وأحياناً والدتي تتصل بجريدة الأهرام كي تكتب عنه أي خبر بهذه المناسبة، وللأسف لو كتبت لا يكون بالشكل اللائق لفنان كرس كل حياته للفن وإسعاد الناس، لذلك نحرص في ذكراه على قراءة القرآن الكريم، خاصة أن المتواجدين في هذا اليوم هم صديقات والدتي وصديقاتي والعائلة، وأرملة الفنان صلاح ذو الفقار خصوصاً أن كل من كانوا في جيله انتقلوا إلى رحمة الله. مازلت افتقده.. وكنت أتمنى أن يكون بجانبي يوم زواجي وهو الذي يعطيني لزوجي”.

وفاته..

توفي “يحيي شاهين” في يوم الجمعة 18 مارس عام 1994 عن عمر يناهز 75 عاما، ودفن بمقابر مدينة 6 أكتوبر.

 

https://www.youtube.com/watch?v=2MI_LqQSNaU

https://www.youtube.com/watch?v=rf94IGbr65M

https://www.youtube.com/watch?v=CMfItoE7EtA

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب