خاص: إعداد- سماح عادل
أعلن مؤخرا خبر تعيين الباحثة الجزائرية “ياسمين بلقايد” مديرة عامة لمعهد باستور الفرنسي المتخصص في دراسة علم الأحياء والأمراض الفيروسية واللقاحات، لتصبح بذلك ثاني امرأة تشغل هذا المنصب منذ إنشاء المعهد عام 1887. حيث أعلن المعهد الفرنسي في بيان تعيينها خلفا للبروفيسور “ستيوارت كول”، على أن تتولى منصبها اعتبارا من بداية العام المقبل، ولمدة 6 سنوات.
بحسب المعهد يأتي قرار تعيين “ياسمين بلقايد” رئيسا لمعهد باستور في أعقاب عملية اختيار مطولة بدأت في يونيو/ حزيران 2021، وصرحت البروفيسور “ياسمين بلقايد”: “بصفتي الرئيسة التالية لمعهد باستور، فإنني أهدف إلى وضع المعهد كمنظمة بحث علمي رائدة بعلوم الحياة وتعزيز مكانته في المراقبة والوقاية والتعرف على مسببات الأمراض الناشئة على المستوى الدولي”.
فخر..
توالت ردود الأفعال الإيجابية من بعض الجزائريين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروا تعيين “ياسمين بلقايد” “مفخرة للجزائريين”. وقال البروفيسور الجزائري والباحث في علم الفيزياء “نور الدين مليكشي”: “ستقود ياسمين المؤسسات العلمية في العالم إلى مستويات أعلى”.
وكتبت الإعلامية الجزائرية “خديجة بن قنة” على موقع تويتر “تتولى الجزائرية ياسمين بلقايد رئاسة المعهد الذي قدم خدمة عظيمة للبشرية”.
من هي “ياسمين بلقايد”..
“ياسمين بلقايد” أخصائية مناعة جزائرية، وكبيرة الباحثين في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) وأستاذة مساعدة في جامعة بنسيلفانيا.
اشتهرت بتخصصها في دراسة التفاعلات الميكروبات المضيفة في الأنسجة وتنظيم المناعة للميكروبات. تشغل في الوقت الحالي منصب مديرة برنامج الميكروبيوم في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية.
ولدت ونشأت في الجزائر العاصمة. حصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير في الكيمياء الحيوية من جامعة العلوم والتكنولوجيا “هواري بومدين” الجزائر، وماجستير الدراسات المعمقة من جامعة باريس الجنوبية. حصلت على الدكتوراه في علم المناعة من معهد باستير عام 1996، حيث درست الاستجابات المناعية الفطرية لعدوى الليشمانيا.
بعد التخرج، انتقلت إلى الولايات المتحدة للحصول على زمالة ما بعد الدكتوراه في مختبر المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية NIAID للأمراض الطفيلية. وفي عام 2002، انضمت إلى هيئة التدريس بقسم المناعة الجزيئية في المركز الطبي لمستشفى الأطفال في سينسيناتي قبل أن تعود إلى المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية NIAID في عام 2005 كباحثة مسار في مختبر الأمراض الطفيلية. في عام 2008، أصبحت أستاذة مساعدة في علم الأمراض والطب المخبري في جامعة بنسيلفانيا.
بحث..
ركز بحث “ياسمين بلقايد” على فك تشابك الآليات الكامنة وراء تفاعلات الجراثيم المضيفة في الجهاز الهضمي والجلد، وهي مواقع حاجز طبيعي بين الأعمال الداخلية للمضيف وبيئته الخارجية. وهذا يشمل الدور الذي تلعبه الجراثيم في تعزيز المناعة ضد العدوى ضد مسببات الأمراض الضارة الأخرى. ساهمت مجموعتها في الفهم العلمي لكيفية تمييز الجهاز المناعي للمضيف بين الميكروبات الجيدة والسيئة. أدت أبحاثها إلى اكتشاف بعض ميكروبات الجلد التي تلعب دورا مهما في الدفاع المناعي. أجروا هذه التجربة باستخدام الفئران التي لا توجد بها ميكروبات طبيعية في جلدها أو أمعائها حتى يتمكنوا من استعمار تلك الفئران بسلالة واحدة فقط من البكتيريا «الجيدة».
ثم قاموا بعد ذلك بإصابة الفئران المستعمرة والخالية من البكتيريا بطفيلي ووجدوا أن أولئك الذين ليس لديهم البكتيريا «الجيدة» غير قادرين على مقاومة الطفيل، في حين أن أولئك الذين لديهم البكتيريا لديهم استجابة مناعية فعالة. ووجد فريقها أيضا أن البكتيريا المفيدة التي تعيش على سطح الجلد يمكنها أيضا تسريع التئام الجروح لدى الفئران. تدرس مجموعة “بلقايد” أيضا ما يحدث عند وجود اختلالات في الميكروبيوم لدينا. تقدم أبحاث ياسمين بلقايد فهما علميا متقدما لكيفية مساهمة التحولات في الكائنات الحية الدقيقة في الإصابة بالأمراض، وخاصة الأمراض الالتهابية المزمنة مثل داء كرون والصدفية.
جوائز..
فازت “ياسمين بلقايد” على:
- الميدالية الذهبية من International Union of Biochemistry and Molecular Biology عام 2013.
- جائزة سانوفي باستير الدولية لمنتصف المسار المهني عام 2016.
- زمالة الجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة عام 2016جائزة Emil von Behring عام 2017 تم انتخابها من قبل الأكاديمية الوطنية للعلوم عام 2017تم انتخابها من قبل الأكاديمية الوطنية للطب عام 2018جائزة لوري من Foundation for the National Institutes of Health عام 2019 تم انتخابها من قبل الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم عام 2020.
- قرار تعيين بلقايد رئيسا للمعهد يأتي في أعقاب عملية اختيار مطولة (معهد باستور الفرنسي)1/4/2023.