13 مارس، 2024 11:52 م
Search
Close this search box.

وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ .. هذا هو التفسير الصحيح فلا تضربني يا زوجي العزيز !

Facebook
Twitter
LinkedIn

محمد مختار ( كاتب وباحث )

يسود بين الدعاة وبين كثيرة من المسلمين فكرة مغلوطة حول أن الله سبحانه وتعالى قد أمر الأزواج بضرب زوجاتهن في حالة النشوز، ويستدل هؤلاء بالآية الكريمة : الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ، ويذهب الدعاة إلى تفسير الضرب هنا بالضرب غير المبرح أو الضرب بالسواك.. ولكن هل يستقيم أن يأمر الله زوج بضرب زوجته ؟ كما ورد في السنة النبوية الشريفة ما نسب إلى النبى صلى الله عليه وسلم من حديث : ، أنه اشتكى بعض الناس إلى النبي ﷺ أنهم يضربون نساءهم فقال: إنهم ليسوا بخياركم ومن يضمن أن يكون الضرب غير مبرح؟ وهل ما يحدث في الحقيقة أن بعض الأزواج يضربون زوجاتهم بشكل مبالغ فيه ثم يتمسكون بالآية الكريمة بحجة أن الزوج لا يسأل فيما ضرب زوجته، وهى قاعدة يؤخذ بها في المحاكم الشرعية في عدد من الدول التي لا يزال يطبق فيها نظام المحاكم الشرعية.

ومن الناحية القانونية يتمسك بعض الدعاة بأن الرجل لا يسأل فيما ضرب زوجته، وأن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قد منح الرجل رخصة ضرب زوجته الناشز وذلك في قوله تعالى : وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ، ويذهب الدعاة لتفسير معني الضرب في الأية بمعنى ان يستخدم الزوج العنف ضد زوجته، ولكن في هذا التفسير تجاهل لمعني كلمة ضرب الأصلي في اللغة العربية ، وهو معنى يستقيم مع فكرة نشوز الزوجة واعراض زوجها عنها في مقابل هذا النشوز
 

ولكن كيف ما معنى كلمة ضرب في اللغة العربية عند العرب القدامي وقت نزول القرآن الكريم ؟ كلمة ضرب عند العرب القدامي لم يكن لها المعنى المتعارف له هذه الأيام بمعنى استخدام العنف، بل أن كلمة ضرب تعني المفارقة أو الابتعاد او الانفصال، بل أن كلمة ضرب في القرآن الكريم نفسه لم ترد أبدا بالمعنى الذي يرواد المعاصرين مثل ضرب بالعصا او الصفع او الركل، بل أن كلمة ضرب في القرآن الكريم وردت بمعنى المفارقة أو الانفصال أو الابتعاد، وذلك في قول الله تعالى : لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ، وحتى في آية مثل : فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق ) فإن المعنى هنا هو فصل العنق عن الجسد بمعنى مفارقة العنق للجسد، ووهو ما يستقيم في سياق آية النشور مع تدرج الفعل المأمور به الزوج في حالة نشوز زوجته، مثل أن يعظها ، ثم يهجرها في الفراش، وبعده في التتابع أن يبتعد عنها.

فى لسان العرب أن معانى كلمة اضرب هى الاعراض و التجاهل والتحويل الى ما تريده و كذلك المضرب بضم الميم و تسكين الضاد و كسر الراء هو المقيم فى البيت سواء رجل او امرأة هذا غير السير و كسب الرزق و التسديد علاوة على تحريك ووضع الشىء على الشىء سواء كان عصا او أرجل أو سيف و ضرب أكباد الابل لا تعنى ضرب الابل بل تعنى السير او الابتعاد أو المفارقة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب