7 أبريل، 2024 3:11 م
Search
Close this search box.

“ويليام سارويان” .. روح أرمينية في الأدب الإنساني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يعد “ويليام سارويان” نموذجاً للنتاج الأدبي الأرمني، فهو روائي وكاتب مسرحي أميركي من أصل أرمني، يحب الحياة ويدعو إلى الأخلاق الحميدة ويمجد الحرية، ويعتبر من الكتاب المهاجرين إلى الولايات المتحدة الذين حملوا معهم الكثير من أوطانهم وأضافوا للأدب الأميركي التنوع الثقافي.

من أبرز أعماله (الشاب الجريئ على الأرجوحة الطائرة) و(اسمي آرام) و(أبي وحكايات أخرى) و(أفضل أيام حياتك) و(الكوميديا الإنسانية) و(يوماً ما في الغروب)، و(أيها الحب إنني أخلع لك قبعتي) و(ما أجمل السلام)، وترجمت الكثير من أعماله إلى عدة لغات من بينها اللغة العربية.

وسهلت هذه الأعمال وغيرها لـ”سارويان” الحصول على مكانة بارزة بين كتاب عصره، فأصبح يتنافس مع “تينيسي وليامز”، و”آرثر ميلر” ومع “جون ستاينبيك” و”إرنست همينغوي”.

وكان لوالده محاولات في الكتابة، لكنه لم ينشر أي منها، وعندما بدأت علامات حب الكتابة تظهر على الطفل الصغير “ويليام” قرأت عليه والدته بعض مما كتب والده ما شجعه على الاستمرار.

الدعوة للتفاؤل..

أشتهر “سارويان” بالأسلوب المفعم بالحياة، وأتسم أدبه بأنها كتابات مباشرة وسلسة تعكس المشاعر الإنسانية ويعم فيها التفاؤل وحب الحياة، فهي دعوة للبُعد عن التشاؤم، كما كان يجسد ملامح المجتمع الأميركي في ثلاثينيات القرن الماضي، كما كان يولي أهمية خاصة للحوار ما جعل مسرحياته تأخذ شهرة كبيرة وجسد جزء منها على المسارح في عدة بلدان أوروبية.

يغلب على أعمال “سارويان” طابع السيرة الذاتية، وكلها أحداث وقعت في مسقط رأسه في كاليفورنيا،  وجسد فيها الطفولة المضطربة ومجتمع المهاجرين من الأرمن.

“الشاب الجريئ على الأرجوحة الطائرة”..

كانت المجموعة القصصية (الشاب الجريئ على الأرجوحة الطائرة)، أول أعماله وصدرت عام 1934، وهي عن شاب فقير يواجه حياة قاسية في فترة الركود الاقتصادي.

“اسمي آرام”..

تحكي مجموعة (اسمي آرام) قصة طفل يهاجر مع عائلته من بلد إلى آخر، وهي ولا شك تحتوي على جزء من طفولته، وكان البطل في مجموعة (أبي وحكايات أخرى) طفل أيضاً، وتحكي قصة صبي فقد أمه فقرر والده الإستغناء عن المربية والتفرغ لرعايته هو وأخته.

“الكوميديا الإنسانية”..

إتخذت رواية (الكوميديا الإنسانية) شهرة خاصة، إذ جسدت مشاعر الناس خلال الحرب العالمية الثانية من خلال ساعي البريد “هومر” الذي ينقل لهم الرسائل، وتحولت الرواية إلى فيلم من إخراج “كلارنس براون”.

“يوماً ما في الغروب”..

جسد “سارويان” من خلال رواية (يوماً ما في الغروب) قصة كاتب سافر إلى نيويورك كي يتمكن من بيع أعماله، لكنه يقابل الكثير من المشكلات ويلتقي بحبيبته السابقة التي تعمل ممثلة مغمورة.

حياة اليُتم وزواج فاشل..

لا شك أن الحياة الصعبة التي عاشها “سارويان” أثرت بشكل كبير في كتابته، فهو أرمني الأصل، ذاق مرارة اليتم منذ بلغ سن الثالثة، وتم نقله إلى دار لرعاية الأيام بصبحة أخيه، ثم اضطر إلى العمل في عدة أعمال شاقة كي يتمكن من كسب العيش، وأُصقلت خبراته خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

ما يدعو للدهشة أن الكاتب، الذي كان يدعو إلى التفاؤل، لم يعش حياة زوجية سعيدة، إذ تزوج بفتاة تصغره بحوالي 20 عاماً لكن هذه الزيجة انتهت بالانفصال بعد 6 أعوام.

سارويان” يدعو إلى عدم حمل السلاح..

انضم “سارويان” إلى الجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، وعرف عنه قدرته على الكتابة فطلب قاداته منه أن يكتب رواية يمتدح فيها التدخل العسكري الأميركي، فكتب (مغامرات ويسلي جاكسون)، لكنه كاد أن يُحاكم أمام محكمة عسكرية؛ عندما قرأوا ما كتب، إذ دعا إلى السلمية وعدم حمل السلاح.

رفض تسلم “جائزة بوليتزر”..

رغم الضائقة المالية التي مر بها خلال فترات من حياته، وخاصة عقب انتهاء الحرب، إلا أنه رفض تسلم “جائزة بوليتزر” عن مسرحية (أفضل أيام حياتك)، واعتبرها أنها تجارية، وقال حينها “لا أريد الحصول على المال”، كما حصل على “جائزة الأوسكار” لأفضل قصة عن رواية (الكوميديا الإنسانية).

توفي “سارويان” عام 1981، بعد إصابته بسرطان البروستاتا، ودفن نصف رماد جثته في كاليفورنيا والنصف الآخر في أرمينيا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب