14 نوفمبر، 2024 10:58 ص
Search
Close this search box.

“وفيق خنسة”.. الحرية لديه فهم تاريخي قائم على العقل والإرادة

“وفيق خنسة”.. الحرية لديه فهم تاريخي قائم على العقل والإرادة

خاص: إعداد- سماح عادل

الشاعر والأديب السوري وفيق خنسة” يعد من “رواد الجيل الثاني في الشعر والنقد”.
التعريف به..
من مواليد قرية بشيلي بريف جبلة عام 1946 درس الفلسفة والعلوم الإنسانية، عمل مدرساً في ثانويات اللاذقية والنقد، وعمل في ملحق جريدة الثورة الأدبي، كتب الشعر والنقد والقصة وقصص وشعر الأطفال وله تجارب في كتابة السيناريو. وفي عام 1986، سافر إلى العاصمة اليابانية، طوكيو، ليعمل أستاذًا زائرًا لأربع سنوات لتدريس اللغة العربية.
في اليابان نشر كتاب ضم قصيدة واحدة نشرها بثلاث لغات، هي العربية والإنجليزية واليابانية، أطلق عليها اسم “قصيدة هيروشيما”.
وإلى جانب المؤلفات الشعرية والقصص القصيرة، عمل صحفيًا في ملحق صحيفة “الثورة” الحكومية، واستمر بعمله لأربع سنوات (1976- 1980).
أصدر كتابًا يعتبر أحد المراجع في الحركة الأدبية السورية عنوانه “دراسات في الشعر السوري الحديث”، ويدرّس في العديد من الجامعات العربية، وهو أحد مؤلفاته العديدة في الشعر والأدب للأطفال والكبار، بالإضافة إلى دراسات أخرى، ويصل عدد مؤلفاته لـ12 مؤلفًا.
أول المؤلفات التي نشرها ديوان شعر صدر في دمشق، عام 1970، حمل عنوان “إشارات متنافرة على وجه الحاضر”، تبعه ديوان “لعينيك ما أشتهي أن يكون”.
كما كانت له دراسات تتعلق بالنقد والسيناريو التلفزيوني، وكان أحد أعضاء هيئة تحرير كتاب “رواية اسمها سورية” الصادرة في 1600 صفحة، وتروي حكاية 100 شخصية أسهمت بتشكيل وعي السوريين في القرن الـ20.

مؤلفاته:
1- إشارات متنافرة على وجه الحاضر- شعر- دمشق 1970.
2- لعينيك ما أشتهي أن يكون- شعر- دمشق 1978.
3- حكايات شجرة التوت- قصص للأطفال- دمشق 1979.
4- دراسات في الشعر الحديث- نقد 1981.
5- الجمر- شعر- 1984.
6- جدل الحداثة في الشعر- نقد- 1985.
7- أغاني الطفولة- شعر للأطفال- 1986.
8- كويدان- ترجمة- 1992.
9- أحاديث الأقنعة- قصص- 1992.
10- الوقائع والمصير- نقد- 1994.
11- الشخصية اليابانية- دراسة- 1994.
12- شتاء الجنون- شعر- 1994.
قصائد توحي بالفرح..
في حوار معه أجراه “وسام كنعان” حكي “وفيق خنسة” عن أنه بدأ حياته المهنيّة مدرّساً في مدينة الرقّة. بعدما أنهى دراسته الثانوية في محافظة القنيطرة، التحق بعمه الذي كان يعمل هناك، ودرس الفلسفة. مثل كثيرين من أبناء جيله، حفرت هزيمة 67 عميقاً في وجدانه، لكنّها لم تخلِّف تشاؤماً لديه. على العكس، كتب قصائد توحي بالفرح، حتى تحقق نصر أكتوبر 1973..
نصر عدّه بدايةً لتصفية قضية فلسطين. كتب يومها قصيدة بعنوان «غسان كنفاني في شرفة تشرين»، لم تنشرها سوى دور النشر الفلسطينية.. لكنّ أكثر الأحداث السياسية التي تركت أثراً فيه، هي المواجهات الدامية التي حصلت عام 1982 مع جماعات الإخوان المسلمين. «قد تكون هذه الأحداث ما جعلني أعلن إيماني المطلق بأن الحرية لا يمكن أن تولد من المذاهب، ولا من العشائر، ولا من المجتمعات الأهلية، ولا من الجيوش. الحرية فهم تاريخي مسؤول، قائم على العقل، والإرادة الحرة. خارج هذا الإطار لن يتحرر أحد». شعر “خنسة” يومذاك بأنه لم يعد له مكان هنا في غياب الحوار والديموقراطيّة وفي ظلّ الفهم الخاطئ للدين.
كان “وفيق خنسة” قريباً من بعض الحركات اليسارية، فقد اعتنق الماركسية، وكان متحمساً لانشقاق «الحزب الشيوعي السوري»، وقريباً من الناصريين في بعض الأحيان. وحده حزب «البعث» لم يستهوه، رغم أنه كان صديقاً للكثير من البعثيين.
الحياة الاستثنائية التي عاشها في طفولته وسحر الطبيعة وغناها، خلق لديه شغفاً بالكتابة، جعله يطلق ديوانه الشعري الأول «إشارات متنافرة على وجه الحاضر» (1970)، في وقت مبكر من عمره. «أنظر اليوم إلى الخلف، فأجد نفسي راضياً عن كل خياراتي، ولا أشعر بالندم على أي خطوة، لكنني أعرف أن بعض الدواوين الشعرية التي أصدرتها لم تكن ذات مستوى جيد، وخصوصاً ديواني الأول الذي حمل صورة شعرية واحدة فقط كانت موفقة». يعترف “خنسة” أيضاً بأنّ بعض دواوينه الأولى طغت عليها الشعارات والهتافات السياسية.
الصحافة..
إلى جانب كتابة الشعر، زاول مهنة الصحافة. كانت الانطلاقة في ملحق «الثورة» الثقافي مطلع عام 1976، بقراءة نقدية لديوان أدونيس «أغاني مهيار الدمشقي». منذ ذلك الحين، واظب على النشر في الصحافة السورية، ثمّ أصدر كتابه «دراسات في الشعر السوري الحديث» عام 1980. عمله المرجعي ما زال يدرّس حتى الآن في جامعة وهران، ويعدّ كبار الشعراء العرب مؤلِّفه واحداً من أهم نقاد الأدب السوريين، وعلى رأسهم صديقه أدونيس. أحدثت تلك الدراسة الأكاديمية المتينة نقلة نوعية في حياة خنسة إذ رُشِّح للتدريس الجامعي في اليابان، وتحديداً في «جامعة طوكيو للغات الأجنبية ــ قسم الدراسات العربية».
غادر إلى إمبراطوريّة الشمس الشارقة عام 1986، ودرّس اللغة العربية هناك لمدة أربع سنوات. نجحت جهوده في تحويل القسم الذي يدرّس فيه إلى واحد من أهم الأقسام في الجامعة، ما جعل إدارتها تدعوه مجدداً عام 1998 لتقديم سلسلة محاضرات. «هناك تعرفت إلى شكل آخر للعالم ـ يقول- يتوافر فيه كل ما يمكن أن تنتجه البشرية من الشرق إلى الغرب. باستثناء البرغل طبعاً، والشنكليش الذي تشتهر به ضيعتي».
ذات مرة، طلب منه أحد أصدقائه أن يؤلف كتيباً عن المتنبي للأطفال… كانت مهمّة صعبة؛ إذ قرأ نحو 12 ألف صفحة، ليخرج بكتيّب صغير يحمل عنوان «أبو الطيب المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس» عام 2008. قبل ذلك، كان قد أصدر كتاباً للأطفال هو «شجرة التوت» عام 1979، وعاد أخيراً لينشر مجموعة قصصية للأطفال بعنوان «حدائق إنانا». وفي عام 2004، أصدر ديوان «أحاديث النهار». بعد عودته من اليابان، صارت إصداراته أكثر غزارة، هكذا أنجز دواوين عدة منها «قصيدة هيروشيما» (2001)، ومجموعتين قصصيتين هما «حقول الدم»، و«بيدر حب» (2009)، إضافةً إلى إصداره ديوان الشعر المحكي «حرشة حكي» (2008).
وفاته..
توفي “وفيق خنسة” يوم الاثنين 8 من كانون الثاني عن عمر ناهز 78 عامًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة