7 أبريل، 2024 10:19 م
Search
Close this search box.

هل كانت “ثورة القرامطة” ثورة حقيقية ؟ ولماذا تم تشويهها ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : بقلم – ممدوح مكرم* :

*باحث في شؤون الإسلام السياسي

في حقيقة الأمر أنًّ “القرامطة” قاموا بثورة حقيقية، ونجحوا في إقامة دولة تقوم على أسس مشاعية واشتراكية؛ في آواخر القرن الثالث الهجري، وردحًا من القرن الرابع.

بدأت الدعوة من خلال شخص يُدعى: “حمدان”؛ (فيما أذكر كان فلاحًا)، وهو المُلقب: بـ”حمدان قَرمط”، واختلف الباحثون والمؤخون في دلالة الكلمة: فمنهم من قال تعني: “الأحمر”، ومنهم من قال غير ذلك.

و”القرامطة”؛ الذين نُسبوا لـ”حمدان قرمط”؛ هم من “الشيعة الإسماعيلية”، الذين يدعون لـ”الإمام المستور” من ولد “إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر”، ابن “علي زين العابدين”؛ ابن السبط الشهيد “الحسين بن علي بن أبي طالب”.

استطاع “القرامطة” الاستيلاء على “الجزيرة العربية، والشام”، وكانوا على تخوم “مصر”، كما استولوا على جنوب “العراق”؛ (المعروف بالسواد)، المناطق الغربية من بلاد “فارس” والجنوبية المشاطئة لـ”الخليج العربي”، و”خليج عُمان”.

ويتكونون اجتماعيًا من تحالف ضم: الفلاحون في الأرياف – والحرفيون في الحواضر – والبدو في الصحاري والبوادي.

وكانت لهم نزعة مساواتية وحكموا عن طريق مجلس جماعي؛ عُرفَ: بـ”العقدانية”.

بسبب معارضتهم الشرسة للخلافة العباسية اجتماعيًا وإيديولوجيًا، رشحت كتب التاريخ والتراجم بالتهجم والحقد عليهم، وتم اتهامهم بشتى التهم؛ بما فيها الفسق والفجور وتعطيل الفرائض… إلخ. ولم يُنصفهم مؤرخو أهل السُنة والجماعة.

ولكن بعد التقدم في الدراسات الإسماعيلية، والعثور على وثائق مهمة بهذا الصدد، بدأ يُعاد تشكيل تاريخ “القرامطة” بشكل موضوعي نسبيًا، ونذكر في هذا الصدد جهود أستاذنا؛ الدكتور “محمود إسماعيل”؛ (أستاذ التاريخ الإسلامي)؛ بجامعة “عين شمس”، (وخاصة في كتابه: “الحركات السرية في الإسلام- رؤية عصرية”)، فقد خصص جزءً مهمًا عن “القرامطة” وثورتهم.

كما مر المفكر الشهيد؛ “حسين مروة”، على ثورتهم وقبلها ثورتي: “البابكية” و”الزنج”، كإحدى سمات القرن الثالث الهجري.

كما أن عددًا من المستشرقين تناولوا “الحركة القرمطية” وأعادوا بناء تاريخها بعيدًا عن مبالغات ومهاترات أهل السُنة والجماعة.

المعضلة الأساسية: كانت أخذ “القرامطة”؛ في عهد “أبي طاهر الجَنَّابي”، لـ”الحجر الأسود”؛ سنة 309هـ، من “الكعبة”؛ ووضعه في “هجر”؛ (عاصمتهم بالبحرين؛ شرق الجزيرة العربية) !

ولكن أخذ “الحجر الأسود”؛ كان بهدف إحراج “الخلافة العباسية”، وإظهارها بمظهر الضعيف أمام جمهور المسلمين، ولا يفوتنا أن نذكر أنًّ رحالة فارسيًا مهمًا معاصرًا لتلك الفترة هو: “ناصر خسرو”؛ قد زار مناطق “القرامطة”، ودون ملاحظاته في كتابه: (سفر نامه)؛ (كتاب السفر) بالفارسية، ونقله وحققه للعربية أستاذنا؛ الدكتور “يحيى الخشاب”، المتخصص في اللغة الفارسية وآدابها.

وقد نقل لنا “ناصر خسرو”؛ مشاهده بشكل موضوعي، ووصف لنا نظام المجتمع المشاعي القرمطي، وطرق الإنتاج، والمساواة الكبيرة بين فئات المجتمع القرمطي، حتى بين النساء والرجال.

وهذه بعض المصادر المعينة:

01 – محمود إسماعيل: “الحركات السرية في الإسلام”.

02 – عارف تامر: “تاريخ الإسماعيلية”؛ 04 أجزاء.

03 – عارف تامر: “القرامطة”.

04 – بندلي جوزي: “تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام”.

05 – كارل بروكلمان: “تاريخ الشعوب الإسلامية”.

هذه المصادر على سبيل المثال.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب