هل المرأة عورة ولماذا يخلق الله عورات ويطلب منهن عبادته ؟

محمد مختار ( كاتب وباحث ) 

يقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم: “إنما النساء شقائق الرجال” وهو الحديث الذي رواه أحمد في “مسنده”، وأبو داود في “سننه”، والترمذي في “سننه” ولكن مع ذلك فما زال البعض يشكك في حقيقة أن الإسلام قد ساوي بين الرجل وبين المرأة معتبرين أن المرأة عورة. المفارقة أن بعض مدارس الفقه تعتبر أن مجرد السلام على المرأة ينقض وضوء الرجل، ويذهب هؤلاء في أحسن الحالات إلى إن وضوء الرجل ينقض عندما يلمس امرأة أجنبية عنه أي يسلم عليها، مشيرًا إلى أنه إذا كان الرجل على وضوء ولامس أي امرأة دون قصد فهذا لا ينقض وضوء طالما لا يوجد تلامس بالكف. ويستخدم هؤلاء المشككون الحديث المنسوب للنبى صلى الله عليه وسلم من أن النساء ناقصات عقل ودين . فهل ساوى الإسلام بين الرجل وبين المرأة؟ وما أوجه هذه المساواة ؟ وهل هناك فروق بين النساء وبين الرجال تبعا لطبيعة كل جنس العقلية والبيولوجية . فهل المرأة عورة ولماذا يخلق الله عورات ويطلب منهن عبادته ؟
وفي نفس الوقت يسأل بعض المسلمين هل يجوز للمرأة أن تعلم الرجال أحكام قراءة القرآن الكريم ؟ وهل يجوز للمرأة أن تعلم الرجال علم القراءات القرانية من تلاوة ورسم مصحف ومتون؟ حول هذه التساؤلات قال الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، مفتى الديار المصرية السابق، أنه بخصوص تلقي الرجال للعلم الشرعي والموعظة من المرأة العالمة فقد كان أزواج النبي صلى الله عليه واله وسلم يبلغن العلم وينشرن الدين، وهذه دواوين السنة في الرواية عنهن، بل وعن الطبقات من النساء بعدهن ممن روى عنهن الرجال وحملوا عنهن العلم، وأشار فضيلته إلى أن الحافظ ابن حجر العسقلاني قد ذكر في كتابه “الإصابة في تمييز الصحابة” أسماء 1543 امرأة منهن الفقيهات والمحدثات والأديبات.

كما جاء على لسان ابن حجر العسقلاني أن المرأة المسلمة كانت تشارك الرجال في الحياة الاجتماعية العامة مع التزامها بلبسها الشرعي ومحافظتها على حدود الإسلام وادابه، حتى إن من النساء الصحابيات من تولت الحسبة؛ ومن ذلك ما رواه الطبراني في “المعجم الكبير” بسند رجاله ثقات عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم قال: “رأيت سمراء بنت نهيك وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه واله وسلم عليها درع غليظ وخمار غليظ بيدها سوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر”.