6 مايو، 2024 7:17 م
Search
Close this search box.

“هانز زيمر”.. موسيقي بارع أطلق اسمه على كويكب بين المريخ والمشترى

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“هانز فلوريان زيمر”  مؤلف ومنتج موسيقي ألماني شهير

حياته..

ولد يوم 12 سبتمبر 1957  في ألمانيا الغربية. عاش طفولته في حي كونيغشتاين – فالكينشتاين، بدأ يتعلم العزف على البيانو في المنزل في سن ثلاث سنوات، حيث كانت والدته موسيقية. وبدأ زيمر دراسته للبيانو، ولكن تجربته لم تستغرق سوى أسبوعين. حيث التحق بدورس بيانو منتظمة في هذه الفترة القصيرة، وتركها لأنه لم يكن يحب الانضباط في تلك الدروس المنتظمة. وبدأ يعلم نفسه النظرية الموسيقية.

وقد قال في أحد حواراته: «لم أتدرب رسميا إلا لمدة أسبوعين من العزف على البيانو. وقد طردت من ثماني مدارس. لكني انضممت إلى فرقة موسيقية. أنا عصامي. لكنني دائمًا ما كنت أسمع الموسيقى في رأسي. وبما أنني من أبناء القرن العشرين، فقد كانت أجهزة الكمبيوتر مفيدة جدًا».

توفي والده وهو في سن السادسة، ووجد في اللجوء للموسيقى خلاصا روحيا له. في مقابلة مع محطة التليفزيون الألمانية تسي دي إف عام 2006، قال: «توفي والدي عندما كنت طفلاً صغيراً، وهربت بطريقة ما إلى الموسيقى وكانت الموسيقى هي صديقي المفضل».

التحق زيمر بمدرسة إيكول دومانيتي، وهي مدرسة داخلية دولية في كانتون برن في سويسرا. وخلال طفولته، تأثر بشدة بالموسيقى التصويرية التي ألفها الموسيقي الإيطالي إنيو موريكوني لأفلام مثل «حدث ذات مرة في أمريكا»، والتي ألهمته ليصبح مؤلفا موسيقيا للموسيقى التصويرية.

في خطاب له في مهرجان برلين السينمائي 1999، صرح زيمر بأنه يهودي، وتحدث عن نجاة أمه من الحرب العالمية الثانية بفضل هروبها من ألمانيا إلى إنجلترا في عام 1939.

في مقابلة مع موقع ماشابل في فبراير 2013، حكى عن أبويه: «كانت أمي تعشق الموسيقى وكانت تعمل موسيقية، بالأساس، في حين كان والدي مهندسًا ومخترعًا. لذلك نشأت وأنا أقوم بإدخال تعديلات على آلة البيانو، الأمر الذي جعل أمي تشهق في رعب، بينما كان والدي يعتقد أنه من الرائع أن أضيف المناشير وأشياء من هذا القبيل إلى البيانو، لأنه كان يعتقد أنه تطور في التكنولوجيا».

لندن..

سن المراهقة اهتم بالموسيقى الإلكترونية. غادر ألمانيا وانتقل إلى إنجلترا في سن الرابعة عشر في عام 1971. حيث التحق بمدرسة هيرتوود هاوس.

العمل..

بدأ حياته المهنية بالعزف على لوحات المفاتيح وأجهزة السنتاسايزر في السبعينيات مع فرقة كراكاتوا. عمل مع فرقة ذا باغلز وهي فرقة تنتمي إلى ما يعرف بالموجة الجديدة، وتكونت في لندن عام 1977 من تريفور هورن وغيوف داونز وبروس وولي. ويظهر هانس في أحد الفيديوهات المصورة لتلك الفرقة لأغنية «الفيديو قتل نجم الراديو» في عام 1979.

وبعد أن ترك «ذا باغلز» انضم إلى الفرقة الإيطالية كريسما، وهي تنتمي أيضا إلى موسيقى الموجة الجديدة، وتشكلت في عام 1976 من ماوريتسو أرتشيري وكريستينا موزر. وشارك كعازف سانتيسايزر متميز في الألبوم الثالث لتلك الفرقة بعنوان «كاثود ماما».

وقد عمل أيضًا مع فرقة «هيلدن» (مع وارن كان من أولترافوس). ودعي زيمر للعزف على لوحة المفاتيح ووارن كان للعزف على الطبول في الفرقة الإسبانية «ميكانو»، لحضور عرض حي في سيغوفا في إسبانيا عام 1984. وقد أدرجت أغنيتان من ذلك الحفل في ألبوم «ميكانو: في الحفل» الذي أصدر في عام 1985 في إسبانيا فقط. وفي عام 1985 شارك في ألبوم «نفط وذهب» لفرقة شريكباك.

في عام 1980 شارك في إنتاج أغنية منفردة بعنوان «تاريخ العالم الجزء الأول» مع فرقة البانك البريطانية «ذا دامد»، والتي تم تضمينها أيضًا في ألبوم عام 1980، بعنوان «الألبوم الأسود»، والذي حمل وصفا لمشاركته بأنها «إنتاج محسَّن من هانس زيمر».

أثناء إقامته في لندن، ألف زيمر ألحان إعلانية لشركة «إير إيدل أسوشيتيد». في الثمانينيات، دخل زيمر في شراكة مع ستانلي مايرز.

السينما..

هو مؤلف موسيقى تصويرية غزير الإنتاج، ألف الموسيقى لأكثر من ستين فيلمًا. شارك زيمر ومايرز في تأسيس أستوديو تسجيل «ليلي يارد» في لندن. عمل مايرز وزيمر معًا على دمج الصوت الأوركسترالي التقليدي مع الآلات الموسيقية الإلكترونية. ومن الأفلام التي عمل عليها زيمر ومايرز هي «إشراق القمر» (1982)، «النجاح هو أفضل انتقام» (1984)، «عدم أهمية» (1985)، و«غسالتي الجميلة» (1985). كانت أول موسيقى تصويرية يؤلفها زيمر بمفرده هي موسيقى فيلم «التعرض النهائي» للمخرج نيكو ماستوراكيس في عام 1987، ولحن أغانيه أيضا. عمل زيمر كمنتج لموسيقى فيلم «الإمبراطور الأخير» في عام 1987، والذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى أصلية.

كان أحد أكثر أعمال زيمر ربحا خلال حياته في المملكة المتحدة هو الأغنية الرئيسية لبرنامج الألعاب التلفزيونية «السعي إلى الذهب»، والتي قام بتأليفها مع ساندي ماكليلاند في عام 1987. قال زيمر في مقابلة مع بي بي سي: «كان تأليف موسيقى «السعي إلى الذهب» ممتعاً للغاية. إنه نوع الأشياء التي تفعلها عندما لا يكون لديك حياة مهنية بعد. يا إلهي، لقد شعرت بأنني محظوظ جدًا لأن هذا الشيء دفع إيجاري لأطول فترة».

هوليوود..

حدثت نقطة تحول في مسيرة زيمر المهنية مع فيلم «رجل المطر» عام 1988. كان المخرج باري ليفينسون يبحث عن مؤلف موسيقي لتأليف موسيقى الفيلم، وسمعت زوجته الموسيقى التصويرية للفيلم المناهض للتفرقة العنصرية «عالم منفصل»، والذي قام زيمر بتأليف موسيقاه. أعجب ليفنسون بعمل زيمر وكلفه بوضع موسيقى فيلم «رجل المطر».

في ذلك الفيلم يستخدم زيمر أجهزة سانتيسايزر (غالبا أجهزة فيرلايت سي إم آي) ممزوجة بطبول معدنية. وتحدث زيمر عن ذلك الفيلم أنه «كان فيلم طريق، وعادة ما تحتوي أفلام الطريق على جيتارات من نوع جانغلي أو مجموعة من الآلات الوترية. ظللت أفكر ألا تكون الموسيقى أكبر من الشخصيات. وأن تحاول الاحتفاظ بها. شخصية ريموند لا تعرف في الواقع مكانها. العالم مختلف جدا بالنسبة له. قد يكون أيضا على سطح المريخ. فلماذا لا نبتكر الموسيقى العالمية الخاصة بنا لعالم غير موجود حقًا؟»  تم ترشيح موسيقى زيمر لفيلم «رجل المطر» لجائزة الأوسكار في عام 1989، وفاز الفيلم بأربع جوائز أوسكار بما في ذلك جائزة أفضل فيلم.

بعد عام من «رجل المطر» طُلب من زيمر أن يؤلف الموسيقى التصويرية لفيلم «القيادة لمس ديزي» للمخرج بروس بيريسفورد، والذي حصل كما فيلم «رجل المطر» على جائزة أوسكار أفضل فيلم. عزفت موسيقى الفيلم على آلات تكونت بالكامل من أجهزة سانتيسايزر وأجهزة سامبلر، وقام زيمر نفسه بالعزف عليها. وقد قال في مقابلة مع مجلة «ساوند أون ساوند» في عام 2002 أن أصوات البيانو التي تُسمع ضمن الموسيقى التصويرية للفيلم هي من أصوات بيانو إلكتروني من فئة رولاند إم كي إس 20. وقال زيمر مازحا: «لم يكن يبدو مثل البيانو، لكنه تصرف مثل البيانو».

قصة رومانسية حقيقة..

وضع زيمر الموسيقى التصويرية لفيلم «ثيلما ولويز» من إخراج ريدلي سكوت عام 1991، وتضمنت الموسيقى العزف المميز من بيت هيكوك على الجيتار المنزلق لتيمة «طائر الرعد». وكان زيمر معجبا بهيكوك في مراهقته، وتعاونا فيما بعد في أفلام مثل «كي 2» و«منطقة الإسقاط».

ألف زيمر التيمة لفيلم «قصة رومانسية حقيقية» للمخرج توني سكوت عام 1993، وقد اقتبس تلك التيمة من موسيقى «غاسنهاور» لكارل أورف. وقد استخدمت تلك التيمة من قبل في فيلم «أرض الأشرار» عام 1973، والذي تتشابه قصته مع الفيلم الأول وتدور حول شاب وفتاة يفرون بعد ارتكابهم جريمة عنف. وقد عزفت تلك التيمة على تسع آلات ماريمبا، وبها تناقض قوي مع العنف الموجود في الفيلم.

وفي أثناء تحضيره لموسيقى فيلم «قوة الواحد» في عام 1992، سافر زيمر إلى أفريقيا لكي يستخدم أصوات الجوقات والطبول في تسجيل الموسيقى. وبسبب تلك الموسيقى اختارته شركة ديزني لتأليف موسيقى فيلم «الأسد الملك» عام 1994. وكان هذا أول فيلم رسوم متحركة يعمل عليه. وقال زيمر أنه أراد أن يذهب إلى جنوب أفريقيا ليسجل أجزاء من المسار الموسيقى، لكنه لم يستطع زيارة البلد، لأنه كان مدرجا على قوائم الشرطة هناك بسبب ما سموه «أفلاماً تخريبية» بعد علمه في فيلم «قوة الواحد». وقد عبر مدراء أستوديو ديزني عن خوفهم من أن يتعرض زيمر للقتل لو ذهب إلى جنوب أفريقيا، لذلك فقد كلفت ليبو إم بالسفر هناك وتسجيل أصوات الجوقات.

فاز زيمر بالعديد من الجوائز عن موسيقى فيلم «الأسد الملك» منها جائزة الأكاديمية عن أفضل موسيقى أصلية، وجائزة غولدن غلوب وجائزتي غرامي. وفي عام 1997 استخدمت الموسيقى في النسخة المسرحية من الفيلم في مسارح برودواي، وفازت المسرحية بجائزة أفضل مسرحية موسيقية في عام 1998. وفي أبريل 2012 حققت مسرحية «الأسد الملك» أعلى دخل في تاريخ مسارح برودواي على الإطلاق، بإيرادات بلغت 853,8 مليون دولار.

ألف زيمر موسيقى فيلم «المد القرمزي» من إخراج توني سكوت عام 1995، وفاز بجائزة غرامي عن التيمة الأساسية، والتي استخدم في تنفيذها آلات السانتيسايزر بدل آلات الأوركسترا التقليدية.

أما عن فيلم «الخط الأحمر الرفيع» عام 1998 فقد قال زيمر أن المخرج تيرينس ماليك أراد الموسيقى قبل أن يبدأ في تصوير الفيلم، لذلك فقد سجل ست ساعات ونصف من الموسيقى.

وبعد ذلك عمل في فيلم «أمير مصر» عام 1998 من إنتاج شركة دريم ووركس أنيميشنز. وقدم فيه أوفرا هازا وهي مغنية إسرائيلية من أصول يمنية، إلى المخرجين الذين رأوا أنها جميلة جدا، لدرجة أنهم رسموا إحدى الشخصيات في الفيلم لكي تبدوا بمثل مظهرها تماما.

وتعتبر موسيقى فيلم «الخط الأحمر الرفيع» عام 1998 أحد أهم أعمال زيمر.  وتعتبر القطعة المسماة «الرحلة إلى الخط» والتي مدتها تسع دقائق وتأتي في ذروة الفيلم وتستخدم تيمة متكررة مبنية على أربع توافقات لحنية، وتمتزج بموتيفة ساعة دقاقة، استخدمها هانز فيما بعد في العديد من أعماله الموسيقية. واستخدمت تلك القطعة الموسيقية في العديد من فيديوهات الدعاية وألعاب الفيديو، واكتسبت اسم «القطعة المحرمة» بسبب ميل صناع الأفلام لاستخدامها كموسيقى لمصاحبة المشاهد الدرامية.

الساموراي الأخير..

وأثناء كتابته لموسيقى فيلم «الساموراي الأخير» شعر أن معرفته بالموسيقى اليابانية محدودة للغاية. فبدأ بعمل أبحاث مكثفة، وكما زادت معرفته زاد شعوره بأنه يعرف القليل. وفي النهاية أخذ زيمر ما ألفه إلى اليابان لأخذ النصائح، لكنه صُدم حين سأل كيف يعرف كل هذا القدر من المعرفة عن الموسيقى اليابانية.

وأثناء تسجيله لموسيقى «الساموراي الأخير» في أوائل عام 2003، حضر إليه المنتج جيري بروكهايمر الذي كان قد عمل معه بالفعل في أفلام «المد القرمزي» و«أيام الرعد» و«الصخرة» و«بيرل هابور». وكان بروكهايمر قد انتهى من تصوير فيلم «قراصنة الكاريبي: لعنة اللؤلؤة السوداء» لكنه كان غير راض عن الموسيقى التي وضعها ألان سيلفستري، وأراد موسيقى أخرى بدلا منها.

وطلب بروكهايمر من زيمر تأليف موسيقى للفيلم، لكن وبسبب ارتباطه بفيلم «الساموراي الأخير» فقد أسندت مهمة التأليف الموسيقى والإشراف الموسيقي على فيلم «قراصنة الكاريبي: لعنة اللؤلؤة السوداء» إلى كلاوس باديلت، وهو أحد زملاء زيمر في شركة «ميديا فينتشرز» التي أسسها زيمر. وقام زيمر بتأليف بعض التيمات الموسيقية التي استخدمت في الفيلم، ورغم ذلك لم يذكر اسمه على الفيلم. ثم تولى زيمر بنفسه كتابة الموسيقى للثلاث أفلام التالية في تلك السلسلة وهي «قراصنة الكاريبي: صدر رجل ميت» (2006)، «قراصنة الكاريبي: في نهاية العالم» (2007)، «قراصنة الكاريبي: في بحار غريبة» (2011)، بالتعاون مع رودريغو إي غابريلا في الفيلم الأخير.

جوائز..

تلقى زيمر العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة إنجاز العمر في التأليف الموسيقي من المجلس الوطني للمراجعة، وجائزة فردريك لو في عام 2003 من مهرجان بالم سبرينغز السينمائي، وجائزة هنري مانسيني لإنجاز العمر من الجمعية الأمريكية للملحنين والمؤلفين والناشرين، وجائزة ريتشارد كيرك لإنجاز العمر من مؤسسة بي إم آي في عام 1996.

في ديسمبر 2010 حصل على نجمة في ممر الشهرة في هوليوود. وأهدى الجائزة إلى ناشره وصديقه المقرب روني تشيسن، التي قتل بالرصاص في بيفرلي هيلز في الشهر السابق.

وفي عام 2016 كان من الفائزين بميدالية ستيفن هوكنغ للتواصل العلمي. وفي نوفمبر 2017 أطلق اسمه على كويكب في حزام الكويكبات بين المريخ والمشترى، اكتشفه عالما الفلك البولنديين ميشال كوسياك وميشال زولنوفسكي.

وترشح زيمر اثني عشرة مرة لجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى أصلية حتى عام 2018، وفاز بها مرتان، الأولى في عام 1994 عن موسيقى فيلم «الأسد الملك»، والثانية عن فيلم «كثيب» في عام 2022. وفي 2 أكتوبر 2018 حصل زيمر على وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية. وفي عام 2019 منح لقب «أسطورة ديزني».

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب