10 أبريل، 2024 5:58 م
Search
Close this search box.

“هاروكي موراكامي”.. من يشاطرونه أحلامه يمكنهم الاستمتاع بقراءة رواياته

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“هاروكي موراكامي” هو كاتب ياباني من مدينة “كيوتو”. نجحت كتاباته بشكل مذهل، وقد تصدرت قوائم أفضل الكتب مبيعًا سواء في اليابان أو عالميا وترجمت إلى ما فوق 50 لغة. نال أيضًا عدة جوائز أدبية عالمية منها جائزة “عالم الفنتازيا” (2006) وجائزة “فرانك أوكونور” العالمية للقصة القصيرة (2006) وجائزة “فرانز كافكا” (2006) وجائزة “القدس” (2009). وصفته مجلة الغارديان بأنه “أحد أعظم الروائيين في يومنا هذا” بسبب أعماله.

حياته..

وُلد “موراكامي” في مدينة كيوتو اليابانية ما بعد الحرب العالمية الثانية، ونشأ في شوكوغاوا (نيشينوميا) وآشيا وكوبه. وهو ابن وحيد لأبويه. كان والده ابنًا لكاهن بوذي، ووالدته ابنة لتاجر من أوساكا، وعمل كلاهما في تدريس الأدب الياباني.

وبحسب مقالة بعنوان «التخلي عن قطة: ما أتحدث عنه حين أتحدث عن والدي» نُشرت في مجلة “بونجي شونجو”، ذهب والده في الحرب الصينية اليابانية الثانية، وعانى من صدمة عميقة بسببها، مما أثر على “موراكامي” بدوره. تأثر “موراكامي” منذ طفولته بالثقافة الغربية، خاصة بالموسيقى والأدب الغربي إضافة إلى الروسي. في طفولته كان يقرأ سلسلة واسعة من أعمال الكتاب الأوروبيين والأمريكيين، من أمثال “فرانس كافكا وجوستاف فلوبير وتشارلز ديكنز وكورت فونيجت وفيودور دوستويفسكي وريتشارد بروتيغان وجاك كيروك”. ويميّز هذا التأثر الغربي “موراكامي” عن أغلب الكتّاب اليابانيين.

درس الدراما في جامعة “واسيدا” بطوكيو، حيث التقى ب”يوكو”، التي أصبحت زوجته. كان عمله الأول في متجر تسجيلات. وقبل إنهائه لدراسته بوقت قصير، افتتح  مقهى وحانة لموسيقى الجاز، أسماها “بيتر كات”، في “كوكوبونجي”، بطوكيو، أدارها هو وزوجته بين عامي 1974 و1981. وقد قرر الزوجان ألا ينجبا أطفالًا.

يُعد “موراكامي” عدّاء ماراثون خبيرًا ومشجعًا مولعًا بالسباق الثلاثي (ترياثلون)، على الرغم من أنه لم يبدأ بممارسة الركض حتى سن الثالثة والثلاثين. في 23 يونيو 1996، أتم أول سباق ألترا ماراثون له، امتد لمسافة 100 كم حول بحيرة ساروما في هوكايدو باليابان. ويتناول علاقته بالركض في كتاب اليوميات الذي أصدره عام 2008 تحت عنوان “ما أتحدث عنه حين أتحدث عن الركض”.

الكتابة..

بدأ بكتابة الأعمال الخيالية حين بلغ التاسعة والعشرين، وقال: “قبل ذلك، لم أكتب أي شيء. كنت واحدًا من أولئك الأشخاص الاعتياديين وحسب، أتولى إدارة نادٍ لموسيقى الجاز ولا أبتكر أي شيء على الإطلاق”. وقد ألهِم بكتابة روايته الأولى، “اسمع الريح تغني” (1979)، أثناء مشاهدته لمباراة بيسبول.

في عام 1978، كان في ملعب جينغو يشاهد مباراة بين فريقي «ياكولت سوالوز» و«هيروشيما كارب» حين ضرب ديف هيلتون، وهو لاعب أمريكي، الكرة. ووفقًا لقصة كُررت مرارًا، خلال اللحظة التي ضرب هيلتون فيها الكرة، أدرك موراكامي فجأة أن بوسعه أن يكتب رواية، ووصف ذلك الشعور بأنه «إحساس دافئ» ما زال يشعر به في قلبه، فذهب إلى المنزل وبدأ بالكتابة تلك الليلة. عمل “موراكامي” على “اسمع الريح تغني” لمدة عشرة أشهر على جلسات قصيرة للغاية، خلال الليل بعد نهاية يوم العمل في الحانة. أنجز الرواية وأرسلها إلى المسابقة الأدبية الوحيدة التي تقبل أعمالًا بذلك الطّول، فحصد الجائزة الأولى.

تشجع بسبب نجاحه الفوري مع “اسمع الريح تغني” على متابعة الكتابة. وبعد عام، نشر جزءها الثاني، “بينبول”، 1979 وفي عام 1982، نشر الجزء الثّالث، “مطاردة خروف بري” الذي لاقى نجاحًا لدى النّقّاد. تشكّل روايات «اسمع الريح تغني» و«بينبول، 1973» و«مطاردة خروف بري» ما يسمى ب “ثلاثيّة الجرذ”، (أضاف إليها جزءًا رابعًا فيما بعد بعنوان «رقص، رقص، رقص» لكن أحداثه لا تعتبر جزءًا من السلسلة)، التي تتركز حول نفس الراوي الذي لا يرد اسمه وصديقه، «الجرذ».

لم تتاح أول روايتين في ترجمة إنجليزية على نطاق واسع خارج اليابان حتى عام 2015، على الرغم من أن إصدارًا إنجليزيًا أنجز ترجمته “ألفريد برينبوم” بكثير من الملاحظات الهامشية كان قد نُشر من قبل دار كودانشا ضمن سلسلة مخصصة لطلاب الإنجليزية اليابانيين.

يعتبر “موراكامي” روايتيه الأولتين «غير ناضجتين» و«واهيتين»، ولم يكن يتوق إلى ترجمتهما إلى الإنجليزية. أما “مطاردة خروف بري”، وفقًا لأقواله، فكانت “أول كتاب جعلني أشعر بإحساس من نوع ما، بهجة قص حكاية. حين تقرأ قصة جيدة، تستمر بالقراءة وحسب. وحين أكتب قصة جيدة، أستمر بالكتابة وحسب”.

رواياته..

  • اسمع صوت أغنية الريح (1987).
  • بنبول، 1973 (1985).
  • مطاردة الخراف الجامحة (1982).
  • ارض العجائب الحارة ونهاية العالم (1985).
  • الغابة النروجية (1987).
  • رقص رقص رقص (1988).
  • جنوب الحدود، غرب الشمس (1992).
  • تاريخ العصفور الآلي (1994 – 1995).
  • سبوتنيك الحبيبة (1999).
  • كافكا على الشاطئ (2002).
  • ما بعد الظلام (2004).
  • إيتشي كيو هاتشي يون (2009 – 2010).
  • تسكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه (2013).
  • مقتل قائد الفرسان (2017).

“كافكا على الشّاطئ”..

في حوار معه نُشر هذا الحوار على الموقع الرسمي للكاتب HarukiMurakami.com  ترجمة: “رفيدة جمال” يقول “هاروكي موراكامي” عن أسطورة أوديب، وعن وجود خطّة قبل كتابة (كافكا على الشّاطئ) أم هل طرأت أثناء الكتابة: “أسطورة أوديب مجرّد دافع من دوافع عديدة وليست بالضّرورة العامل المحوري في الرواية. منذ البداية خطّطت للكتابة عن صبىّ يبلغ من العمر خمسة عشر عاما يهرب من أبيه الشّرير وينطلق في رحلته للبحث عن أمّه. وذلك مرتبط بطبيعة الحال بأسطورة أوديب. لكن لم تكن الأسطورة في ذهني منذ البداية. الأساطير هي النّماذج الأصليّة لجميع القصص. عندما نكتب قصّة نستدعى تلقائيا كلّ أنواع الأساطير. والأساطير مثل المستودع الّذي يحوي جميع القصص”.

وعن اختياره لاسم “كافكا” يقول: “دون شكّ يعتبر كافكا أحد كتابي المفضّلين. لكنّي لا أعتقد أنّ رواياتي أو شخصياتي متأثّرة به بشكل مباشر. ما أقصده هو أنّ عالم كافكا الروائي عالم تامّ بالفعل حتّى أنّ محاولة تقليده ليست عديمة الجدوى فحسب، بل وبالغة الخطورة. ما أقوم بعمله هو كتابة روايات أفكّك فيها بطريقتي الخاصّة عالم كافكا القصصي الّذي هو بدوره يفكّك النّظام الروائي الموجود. ربّما يعتقد المرء أنّ هذا نوع من الولاء لكافكا. في الواقع لا أفهم جيّدا مصطلح ما بعد الحداثة، لكنّي أشعر أنّ ما أحاول فعله مختلف بعض الشّيء. بأي حال أحبّ أن أكون كاتبا متفرّدا مختلفا عن أيّ شخص آخر. أريد أن أكون الكاتب الّذي يحكي قصصا مختلفة عن قصص الكتاب الآخرين”.

وعن المزيد عن رواية (كافكا على الشاطيء) يقول: “تلقيت من خلال الانترنت في غضون ثلاثة أشهر أكثر من ثمانية آلاف سؤال من القرّاء، شخصيا أجبت على أكثر من ألف ومائتين منها. لقد كان عملا كبيرا، واستمتعت به. واستنتجت من هذا التّبادل أنّ مفتاح فهم الرواية يكمن في قراءتها عدّة مرّات. ربّما يبدو ذلك خدمة ذاتيّة، لكن هذا حقيقيّ. أعرف أنّ النّاس مشغولون وهذا يعتمد أيضا على مدى حبّهم لفعل ذلك، لكن لو لديك الوقت الكافي، أقترح قراءة الرواية أكثر من مرّة واحدة. الأشياء تظهر أكثر وضوحا في المرّة الثانية. لقد قرأتها بالطّبع عشرات المرّات وأنا أعيد كتابتها، وفى كلّ مرّة قرأتها ببطء ولكن بثبات بدأت معالم الرواية تكتسب وضوحا أكبر.

تحتوى (كافكا على الشّاطئ) على ألغاز كثيرة، لكن دون حلول. عوضا عن ذلك تتجمّع تلك الألغاز، وعن طريق تداخلها تتشكّل إمكانية الحلّ. ويختلف هذا الحلّ من قارئ لآخر. بمعنى آخر الألغاز والأحاجي تعتبر جزء من الحلّ. من الصّعب شرح ذلك، لكنّ هذه هي نوعيّة الروايات الّتي أكتبها”.

الفانتازيا..

وعن العناصر الفانتازيّة السرياليّة التي تحويها رواياته باستثناء (الغابة النرويجيّة) يقول: “مثلما قلت (الغابة النرويجيّة) هي الرواية الوحيدة الّتي كتبتها بأسلوب واقعيّ. وقد فعلت ذلك متعمّدا بالطّبع. لقد أردت أن أثبت لنفسي أنّني أستطيع كتابة رواية واقعيّة خالصة. وأعتقد أنّ هذه التّجربة ثبت نفعها لاحقا. فقد اكتسبت ثقة في الكتابة بهذه الطريقة، هذه الثّقة سهّلت إتمام العمل التّالي.

بالنسبة لي كتابة رواية يشبه الحلم. كتابة رواية تجعلني أحلم بينما أنا مستيقظ. أستطيع أن أكمل حلم الأمس اليوم، وهو الأمر الّذي لا يمكنك فعله في الحياة اليوميّة. إنّها أيضا طريقة للهبوط عميقًا إلى وعيي الخاصّ. ولذلك بينما أراه كالحلم، إلاّ أنّه ليس خيالي. بالنسبة لي حلم اليقظة واقعيّ جدّا”.

مستودع القصص..

وعن إقبال الجمهور على أعماله يقول: “اعتقد أنّ من يشاطرونني أحلامي يمكنهم الاستمتاع بقراءة رواياتي. وهذا شيء رائع. الأساطير مثل مستودع القصص، وإذا استطعت أن أكون نوعا من “المستودع”- ولو أنّه مستودع متواضع- سيسعدني ذلك.

جنتلمان..

وفي حوار ثان معه  نشر في “جريدة النيويوركر”،”هاروكي موراكامي” يقول عن نفسه: “إنني أتقدم في العمر يوماً بعد يوم، وكلما كبرت أفكر في نفسي على نحوٍ مختلف عن أيام شبابي. في هذه الأيام أحاول أن أكون “جنتلمان”. وكما تعرفين، ليس من السهل أن أكون “جنتلمان” وروائيا. إن الأمر يشبه سياسيا يحاول أن يكون أوباما وترامب. لكن لدي تعريف للروائي الجنتلمان: أولاً، لا يتحدث عن الضرائب التي يدفعها؛ ثانياً، لا يكتب عن عشيقاته وزوجاته السابقات؛ ثالثاً، لا يفكر في جائزة نوبل للآداب. لذلك، لا تسأليني عن هذه الأشياء الثلاثة. سأكون في ورطة.

وعن الواقع والخيال في أعماله يقول: “يخبرني القراء عادةً بأن هنالك عالما غير حقيقي (خيالي) في أعمالي – إذ يذهب بطل الرواية إلى ذلك العالم ثم يعود بعدها إلى العالم الحقيقي. لكني لا استطيع رؤية الحدود بين العالم الخيالي والعالم الواقعي. لذا، في كثير من الأحيان، يمتزجان معاً. في اليابان، أظن بأن ذلك العالم الآخر قريب جداً من واقعنا، وإذا فكرنا بالذهاب إلى الجانب الآخر فإن الأمر ليس بتلك الصعوبة. لدي انطباع بأن في العالم الغربي ليس من السهل الذهاب إلى الجانب الآخر؛ عليك أن تمر ببعض المحاولات حتى تصل إلى ذلك العالم. لكن، في اليابان، إذا أردت الذهاب إلى هناك، يمكنك ذلك. لذا في قصصي، إذا نزلت إلى قاع البئر، فإن هنالك عالما آخرا. ولا يمكنك بالضرورة معرفة الفرق بين العالمين”.

ويواصل عن الجانب الآخر وهل هو مكان مظلم: “ليس بالضرورة، إن الأمر أقرب إلى الفضول. إذا كان هنالك باب وكان بإستطاعتك فتحه ودخول ذلك المكان الآخر، فإنك ستفعل. إنه فضول فحسب. ماذا يوجد في الداخل ؟ ماذا يوجد هناك ؟ لذا فإن ذلك ما أفعله كل يوم.

عندما أكتب رواية، أستيقظ في حوالي الساعة الرابعة صباحاً وأذهب الى طاولتي وحينها ابدأ العمل. هذا يحدث في العالم الواقعي. أشرب قهوة حقيقية . لكن، ما إن أبدأ الكتابة، فإني انتقل إلى مكان آخر. افتح الباب، ادلف إلى ذلك المكان، وأرى ماذا يحدث هناك. لا أعلم -أو لا أهتم- إذا كان ذلك العالم حقيقي أم خيالي. حينما أركز في الكتابة، أتعمق أكثر فأكثر في نوع من العوالم الخفية .

حينما أكتب، أُقابل أشياء غريبة هناك. لكن عندما أنظر إليهم يبدون طبيعيين في نظري. وإذا كان هنالك ظلام. فإن هذا الظلام يحبو إلي، ربما حاملاً بعض الرسائل، هل تعلمين؟ أنا أحاول فهم تلك الرسائل. لذا أنظر في ذلك العالم وأصف ما أشاهده، وبعد ذلك أعود إلى الواقع. العودة مهمة جداً، إذا كنت لا تستطيع الرجوع فإن الأمر مخيف. لكنني خبير، لذا بإمكاني العودة ولا أجلب تلك الأشياء معي إلى الواقع، سيكون الأمر مخيفاً. إني أترك كل شيء حيث هو. إنني شخص عادي جداً عندما لا أكتب. أحترم الروتين اليومي. أستيقظ مبكراً عند الصباح. وأذهب للنوم في حوالي الساعة التاسعة، إلا إذا كانت هناك مباراة للعبة البيسبول. كما أني أمارس الركض والسباحة.

أنا شخص عادي جداً. لذا حين أمشي في الشارع ويراني شخص ما ويقول “عذراً، السيد موراكامي، سعدت بلقائك،” أشعر بغرابة. لست شيئاً مميزاً. لماذا هو سعيد بلقائي؟ لكنني أظن بأني حينما أكتب أكون مميزاً على نحوٍ ما -أو على الأقل غريبا-“.

شيئاً ما رفرف..

وعن كيف بدأت فكرة كتابة الروايات لديه والتي أشار لها في مذكراته: “ما الذي أتحدث عنه حينما أتحدث عن الركض”:“بدا الأمر وكأن شيئاً ما رفرف إلى الأسفل نازلاً من السماء ثم قمت بدوري بالتقاطه بين ذراعي” وهذا الشيء كان هذه القدرة على الكتابة أو ربما فكرة بأن باستطاعتك المحاولة. يقول: “كانت أشبه بلحظة وعي أو إدراك.

إني أحب البيسبول، وأذهب إلى الملعب عادةً. وفي عام 1978، حينما كنت في التاسعة والعشرين من عمري، ذهبت إلى ملعب البيسبول في طوكيو لأرى فريقي المفضل (ياكولت سوالوز). كان يوم الافتتاح ويوماً مشمساً جداً. وحينما كنت أشاهد المباراة أتاني الشعور بأني أستطيع الكتابة.

ربما كنت قد أكثرت من الشرب -لا أعلم- لكن الأمر بدا كما لو أنني في تلك اللحظة قد أتاني نوع من الإدراك. لم أكن قد كتبت أي شيء قبل ذلك إطلاقا. كنت أملك نادي جاز، ومنشغلاً جداً بصنع الكوكتيلات والسندويشات، أجيد صنع السندويشات جيداً! لكن بعد تلك المباراة ذهبت إلى محل الأدوات المكتبية واشتريت بعض الأدوات، وبعدها شرعت بالكتابة ثم أصبحت كاتباً.

ويواصل: “عندما كتبت أول كتابين “اسمع غناء الريح” و”بينبال” 1973  وجدت أنه من السهل علي أن أكتب، لكني لم أكن راضياً عنهما. وما زلت غير راضٍ. أصبحت طَموحاً أكثر بعد كتابتي لهذين الكتابين. كتبت رواية “مطاردة الخراف الجامحة ” وهي روايتي الطويلة الأولى (الكتابان الآخران كانا أشبه بأقصوصة)، استغرق الأمر مني وقتاً طويلاً، ثلاث أو أربع سنوات حسبما أذكر، وكان علي أن أبذل مجهوداً كبيراً حتى خرج الأمر بتلك الشاكلة. لذا أظن بأن هذه الرواية كانت نقطة انطلاقي في مهنتي الحقيقية.

إذ كتبت كتبي الثلاث الأولى حينما كنت ما أزال أعمل كمالك لنادي جاز. كنت أنتهي من عملي في حوالي الثانية صباحاً وبعدها أجلس لأكتب على طاولة المطبخ، كان هذا كثيراً علي. قررت بعد أول كتابين أن أبيع النادي وأتفرغ للعمل في الكتابة. لكن نادي الجاز كان بأحسن حال ونصحني الجميع بأن لا أبيعه.

الجلوس في قاع بئر..

ويجيب عن سؤال “قلت في إحدى المرات أن حلم حياتك كان الجلوس في قاع بئر. ولديك عدد من الشخصيات التي تفعل ذلك الشيء بالضبط. هنالك شخصية في رواية “مقتل قائد الفرسان” “مينشيكي” تفعل الأمر. لماذا؟: “أحب الآبار كثيراً، والثلاجات، والفيلة. يوجد الكثير من الأشياء التي أحبها. حينما أكتب عن تلك الأشياء، أكون في غاية السعادة. عندما كنت طفلاً، كان هنالك بئر في منزلي، وكنت أنظر دائماً إلى أسفله، ونمت مخيلتي. هنالك قصة قصيرة لريموند كارفر، حول السقوط في بئر جاف. أحببت تلك القصة للغاية. لم نزل أبدا إلى قاع بئر الأمر خطير جداً كما تعلمين. فعلتها في مخيلتي فقط.

أحب الكهوف أيضاً. عندما أسافر حول العالم وأرى كهفا، أدخل ذلك الكهف. كما أني لا أحب المرتفعات. إنني مهتم جدا بالعالم السفلي”.

اللغز..

وعن تمحور رواياته حول لغز. يحل أحياناً ويترك بدون حل في أحيانٍ أُخرى. وهل ذلك لأنه يحب أن يترك النهايات مفتوحة للقارئ، أو لأنه نفسك لا يكون دائماً متأكدا من الحل يقول: “عندما أنشر كتابا خياليا، يتصل بي بعض الأصدقاء أحياناً ويسألونني، ما الذي يحدث لاحقاً؟” وأجيب:”هذه نهاية القصة.” لكن الناس يتوقعون تتمة. بعد نشري لرواية “IQ84” فهمت كل شيء سيحدث لاحقاً. كان بإمكاني كتابة تتمة، لكني لم أفعل. فكرت بأن الأمر ربما سيشبه فيلم “جوراسيك بارك ٤” أو “داي هارد ٨”. لذا احتفظت بتلك التتمة لنفسي واستمتعت بها كثيراً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب