13 أبريل، 2024 9:58 ص
Search
Close this search box.

“نيلوفر بيضايي” : الحكومة الإيرانية تريد المحافظة بعناد تاريخي على مناخ الرعب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قدمت “نیلوفر بیضایي” مسرحية (المفقودون) مطلع أيلول/سبتمبر المنصرم، بمدينة “فرانكفورت”، الألمانية، في الذكرى الثلاثون لقتلى 1988، (حيث صدر في هذا العام؛ قرار إعدام كل عناصر المعارضة السياسية المعتقلون بالسجون)، والمقرر إجراء تغيير طفيف على المسرحية وإضافة رواية جديدة وعرضها في “مهرجان كلن للمسرح”.

و”نیلوفر بیضایي”؛ من جملة المخرجين المسرحيين في الخارج، والتي تحرص باستمرار على معالجة التاريخ الإيراني المعاصر والأحداث الاجتماعية والسياسية، لاسيما بعد الثورة الإسلامية.

وهي تعالج هذه المرة موضوع إعدامات 1988؛ وتقدم لجيل اليوم رواية عن جيل الأمس. ويتزامن عرض مسرحية (المفقودون) مع إعدام ثلاثة أكراد سجناء؛ هم “رامین حسین پناهي” و”زانیار مرادي” و”لقمان مرادي”. وقصف “الحرس الثوري” مقرات الأحزاب الكُردية “شمال العراق”.

وفي هذا الصدد أجرت “آزاده کریمي”؛ مراسل صحيفة (كيهان) اللندنية المعارضة، الحوار التالي مع “نیلوفر بیضایي” مخرجة مسرحية (المفقودون)..

من واقع وثائق ورسائل الضحايا التى تركوها وراءهم..

“كيهان” اللندنية : ماذا حدث للعمل على هكذا مسرحية ؟

“نیلوفر بیضایي” : بحثت لسنوات عن الوثائق المختلفة ومذكرات السجناء للإقدام على كتابة هذا النص، واخترت لهذا العمل رسالة “شكوفه منتظري”، شقيقة “حميد منتظري”، أحد المعتلقين الذين نفذ فيهم حكم الإعدام إلى والده الذي اُعدم هو الآخر.

ويمكن في الحقيقة العثور بين ثنايا الرسالة على تقرير مفصل لكل ما عاناه أسر المقتولين عام 1988م بلهجة شبابية. وقد دمجت هذه الرسالة مع مقالات معتقل سياسي واسمه، “قربانعلي شكري”، تم إعدامه أيضًا، وجدت بعد وفاته بين متعلقاته الشخصية.

والمحتمل أن أضيف على العروض المقبلة رواية أم عن قصة ابنها المقتول. وفي العام 1988 نُفذ حكم الإعدام ف بعدد من السجناء السياسيين الذي قضوا معظم فترة السجن، وكانوا على وشك التحرر. وقد اُعدم الكثير منهم بذريعة الحرب، ونهاية الحرب وغيرها. لكن في الحقيقة عملية إعدام السجناء السياسيين بدأت في العام 1981؛ على خلفية معارضتهم للحكومة أو تبني أفكار أخرى لـ”إيران”.

تم إقتيادهم جميعًا من أول فتاة، تبلغ من العمر 14 عامًا، وحتى شخص يبلغ 70 عامًا إلى السجن. ولم تقتصر عمليات القتل على السياسيين فقط، وإنما طالت غيرهم كأتباع “الطائفة البهائية” وحتى الشباب أصحاب الرؤى الخاصة.

جيل اليوم يحمل مسؤولية البحث عن هويته..

“كيهان” اللندنية : ما سر الإقتصار على جيل الشباب والأبناء في المسرحية ؟

“نیلوفر بیضایي” : لأني أنظر لأي موضوع من منظور الحاضر والمستقبل. جيل اليوم يحمل على عاتقه عبء ثقيل، عبء مسؤولية متابعة هذه الكارثة. صحيح أن عمليات القمع ما تزال مستمرة، لكن القمع في الثمانينيات كان ممنهجًا وما تزال الأسر تعاني الألم حتى اللحظة.

وجيل اليوم مكلف بمتابعة هذه القضية. فإذا كان جيل اليوم يريد تحقيق العدالة وعدم خسارة أي شخص لحياته بسبب أفكاره؛ فإن عليه مسؤولية متابعة وعدم إلتزام الصمت حيال الكوارث التي مرت بها “إيران”.

من جهة أخرى؛ لابد أن يعثر هذا الجيل على هويته، والتي ليست بالضرورة نفس هوية الأجيال السابقة. إن عليهم الخروج من تحت العبء الثقيل لتلكم الظلال والعثور على طريق جديد، وهذا العمل أكثر صعوبة.

وكل التناقضات التي تُرى في الرسالة والمسرحية؛ هي في رأيي تضيف بُعد آخر إلى الأبعاد الموجودة في النص والقضية التي أردت طرحها.

قدمت عملاً إنسانيًا..

“كيهان” اللندنية : كيف كان رد السجناء السياسيين الناجين من الإعدام على عرض مسرحية (المفقودون) ؟

“نیلوفر بیضایي” : بعض الموجودين بقاعة العرض؛ إما كانوا سجناء سياسيين أو أقارب للسجناء الذين تم إعدامهم. كان مهمًا بالنسبة لي أولاً أن يكون العرض الأول لتلكم المجموعة، وثانيًا متابعة ردود أفعالهم. فأنا لم أسع لتقديم هذه المسرحية من زواية إيديولوجية، وإنما كنت أتتبع البُعد الإنساني.

ولحسن الحظ؛ كان رد الفعل إيجابي، وهذا معناه أن كل شخص رأى نفسه بشكل ما في هذا العمل. كان هذا رأي من تحدثت معهم ولم يكن لي سابق معرفة بهم.

اضافة رواية “أم” أعدمت ابنتها..

“كيهان” اللندنية : ما هي التغييرات التي تعتزمون تنفيذها على عرض المسرحية في “مهرجان كلن” ؟

“نیلوفر بیضایي” : في العرض المقبل، خلال “مهرجان كلن”، سوف أضيف رواية جديدة للمسرحية. رواية أم من الجنوب اُعدمت ابنتها. وقد قمت بدمج هذه الرواية مع روايتان آخرتان. وحتى الآن لا أعلم الشكل النهائي للدمج، فمازالت أعمل على ذلك وصولاً لإضافة زواية جديدة.

وكاتب هذه الرواية هي السيدة، “رويا غياثي”، التي اُعدمت شقيقتها ذات الـ 17 عامًا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب